ادب

قصة فيلم mr nobody

فيلم الخيال العلمي “Mr. Nobody” أو “السيد لا أحد”، إنتاج مشترك بين بلجيكا وكندا، تم عرضه في عام 2013، من إخراج وكتابة جاكو فان دورميل، ويتميز ببطولة جاريد ليتو وسارة بولي وديان كروغر، ويمزج الفيلم بين الخيال والفلسفة والدراما النفسية العميقة .

رغم أن ميزانية الفيلم لم تتجاوز 50 مليون دولار ، وهي ميزانية ضئيلة قياساً بميزانيات الأفلام الكبيرة، إلا أنه حاز على تقييمات إيجابية من النقاد والجمهور، حيث قدم الفيلم تجربة متميزة للمخرج جاكو فان دور ميل، والذي نجح في تقديم رؤية ومؤثرات بصرية، وكادرات تصوير حققت المتعة الفنية، وقدمت بنجاح ما يريد أن يقوله كاتب السيناريو وهو مخرج الفيلم أيضا.

فيلم mr nobody

تدور قصة الفيلم حول نيمو الذي يبلغ من العمر 117 عامًا، ويتأمل في الحياة التي كان منالممكن أن يعيشها والتي عاشها بالفعل، ثم يحكي الفيلم قصة حياته من خلال ثلاث قصص وثلاث أعمار وثلاث حيوات مختلفة.

أحداث فيلم mr nobody

تدور أحداث الفيلم حول شخصية الطفل نيمو، ويعنى باللاتينية بلا أحد، واسم الفيلم بالإنجليزية يعني السيد بلا أحد، يترعرع نيمو في أسرة مشتتة، ويقرر والديه الانفصال، فيجد نفسه مترددا بين خيارين، إما الانضمام إلى والدته والحصول على حياة جديدة، أو الانضمام إلى والده والحصول على حياة مختلفة، وعبر هذا الصراع، يستكشف الكاتب فكرته الفلسفية ويقدم لنا رؤيته لتلك الحيوات المتنوعة التي يمكن أن يختارها الطفل بناء على اختياراته .

تمثل شخصية نيمو الشخصية الرئيسية بالفيلم، بجميع مراحل حياته من الطفولة والمراهقة حتى عمر الثلاثين، قدم المخرج بعبقرية طاغية شكلين مختلفين، لهذه الحيوات الثلاث، ماذا لو ذهب مع والدته، وماذا لو ذهب مع والده، والحياة الثالثة كانت المرحلة التي تتكلم عن نيمو العجوز، وهي البداية والنهاية التي ينطلق منها الفيلم وينتهي، والتي منها أيضا تمحورت فكرة الاختيار الفلسفية حولها.

فلسفة الاختيار

يقدم الفيلم رؤية فلسفية لفكرة الاختيار التي تضع الإنسان في حيرة مستمرة، حيث يعتمد خياراته على تناقضاته الداخلية المتعددة مثل الحب والكراهية، الخير والشر، العقل والشهوة، الروح والجسد، الغضب والتفكير الواعي، الهدوء والثورة، وغيرها من التناقضات. نجح المخرج في جعل المشاهدين يتعاطفون مع مشكلة نيمو وتركهم مع سيناريو عبقري يرافق نيمو في كل خيار يقوم به، وما سوف يحدث له نتيجة لهذه الاختيارات بين هذه الخيارات.

إيقاع سريع وانتقال بين العوالم والأحداث

تمكّن جاكو فان دورميل خلال الفيلم من الحفاظ على إيقاعه المميز، الذي اتسم بالحركة والسرعة والمؤثرات الجيدة منذ بدايته وحتى نهايته، وتمكّن من الانتقال بسلاسة ويسر ودون قفزات غير مبرّرة بين العوالم والأحداث، ما جعل المشاهد يعيش في كل قصة وينتظر بشوق القصة الأخرى.

يحب نيمو انا ” ويعيش معها ومع والديها، لكنهما يفترقا بالنهاية, وفي قصة أخرى يعيش نيمو مع والده المريض ويحب ايلسا ، التي لا تحبه بسبب حبها الشديد لصديق المراهقة الذي تركها، وتتزوج نيمو، وبرغم كراهيتها للجميع لا تستطيع تخيل الحياة بدون نيمو وتخاف أن يتركها، وهي كباقي شخصيات الفيلم تكون بين خيارات حتى تموت.

في حيوات أخرى، يتزوج نيمو من جين التي لا يحبها، وتصيبه بالملل والسأم. يقدم ميل دورا خلال هذه العوالم المختلفة، حيث يتخيل حياة قبل الولادة وبعد الموت، ويرى العالم الآخر والحيرة التي يواجهها الإنسان عندما يمتلك حق الاختيار ولا يستطيع اتخاذ أي قرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى