ادب

قصة ” زليخة عدي ” رمز النضال الوطني بالجزائر

تعد زليخة عدي واحدة من أشهر الشخصيات التاريخية الجزائرية التي لعبت دورا كبيرا في فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، وهي واحدة من السيدات الآلاف اللاتي شاركن في المعارك المختلفة ضد الاستعمار، ولذلك سوف نناقش بشكل أكثر تفصيلا حياة زليخة عدي وكيف تعرضت للتعذيب والقتل على يد الفرنسيين.

جدول المحتويات

 بداية نضال زليخة عدي

في بداية القرن السابع عشر، عانت الجزائر من ظروف صعبة بسبب الاستعمار الفرنسي، وكانت زليخة عدي واحدة من النساء المناضلات ضد الحملة الفرنسية. ولدت زليخة عدي في 7 مايو 1911 وترعرعت في منطقة الحجوط في مدينة شرشال غرب الجزائر. مع مرور الوقت ، نما الوعي السياسي داخل الشعب الجزائري المناضل ، ومن بينهم زليخة عدي التي اختارت تغيير الواقع ورفع الظلم عن الجزائريين.

– مع بداية الثورة الجزائرية بدأت زليخة عدي في تنظيم الخلايا وتجنيد النساء والشباب لمهمة الالتحاق بالجيش الجزائري الذي كان يهدف لتحرير الجزائر؛ فقامت زليخة عدي بالأشراف على جمع المال والدواء، وجميع احتياجات الثوار، مما أدى إلى وضعها على قائمة المطلوبين من المصالح الفرنسية، وقد فشل الاحتلال الفرنسي في القبض على زليخة عدي عدة مرات ، ولكن بعد تكثيف المطاردة لها من الجيش الفرنسي، شاركت زليخة عدي في عدة عمليات أخرى ضد الجيش الفرنسي في منطقة جبل سيدي سميان بشرشال بالمنطقة الرابعة.

اعتقال زليخة عدي

قادت زليخة عدي جيش التحرير في جبال سيدي سميان، ولكن القوات الفرنسية قامت بمحاصرتها في أكتوبر عام 1957 واعتقلتها، وتعرضت بعد الاعتقال لتعذيب شديد بأكثر من طريقة أمام الشعب الجزائري.

طرق تعذيب زليخة عدي

– بعد أن اعتقلت القوات الفرنسية زليخة عدي قاموا بتصويرها بأكثر من موضع وهي معذبة، فقد صوروها وهي جالسة على الأرض ومقيدة بسلاسل الحديد في سيارة تابعة للقوات الفرنسية ،و تم سحق زليخة عدي في الشوارع أمام الناس حتى تكون عبرة للمناضلين من أمثالها، وكأن القوات الفرنسية تريد أن تؤكد للناس أنه من يقاوم الاحتلال سوف يكون مصيره هكذا، وأن فرنسا لن ترحم أي أحد على مقاومة الاحتلال حتى وأن كانوا نساء.

عانت الجزائر من العذاب الشديد من القوات الفرنسية ولم تقل كلمة لأعدائها، وكانت تصرخ بأعلى صوتها عندما كانت تسحل في الشوارع، وكانت تحذر الجزائريين قائلة “يا الخاوة (الإخوة)، أطلعوا للجبل، أطلعوا للجبل.

– وقد أظهر الفرنسيون قمة التوحش في المعاملة والتعذيب ضد هذه السيدة الجزائرية، وقرروا أن يكون إعدامها بطريقة بشعة زيادة في ترهيب الشعب الجزائري ، فقد قاموا بإعدام زليخة عدي رميًا بالطائرة الهيلوكوبتر في أكتوبر من عام 1957، وذلك كان بعد عدة أيام من إعدام زوجها وابنها عن طريق قطع رأسهما وفصلهما عن جسدهما، وكانت هذه الطرق وسيلة من وسائل الضغط والتعذيب على زليخة عدي.

العثور على جثة زليخة عدي

اختفت جثة زليخة عدي لفترة طويلة بعد إعدامها، وظل هذا الأمر لغزًا، حتى عُثِرَ في عام 1984 على رجل مسن يحمل جثة سيدة مهشمة ودفنها، قبل أن يتم الكشف عن هوية الجثة.

بعد ذلك، قام الناس بالحفر ووجدوا بقايا العظام وبقايا من الثوب الذي كانت ترتديه زليخة عدي، ومن ثم استنتجوا أن هذه هي جثتها، وظلت زليخة عدي رمزًا للنساء الجزائريات اللاتي وقفن بشجاعة في مواجهة الاحتلال الفرنسي، وساهمن بشكل كبير في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى