جبل إفرست، الذي يقع على الحدود بين الصين الشعبية ونيبال، ويندرج ضمن سلسلة جبال الهيمالايا في شرق آسيا، هو أعلى قمة على وجه الأرض، حيث يصل ارتفاعه إلى 9 كيلومترات فوق سطح الأرض، وتم اكتشافه لأول مرة من قبل الأوروبيين في عام 1847م.
بعد عدة سنوات من الحسابات، تبين أن قمة جبل إفرست هي الأعلى في العالم، وتم تقدير ارتفاعها بـ 8848 مترا، وعلى الرغم من صعوبة تسلق الجبل بسبب درجات الحرارة الباردة جدا التي تصل في بعض الأماكن إلى تحت الصفر، فقد بلغ عدد المتسلقين للجبل 14 ألف متسلق، ولم يتمكن سوى أربعة آلاف متسلق من الوصول إلى القمة.
سبب تسمية جبل إفرست بهذا الاسم
سمي الجبل بهذا الاسم نسبة لمكتشفه، الكولونيل جورج إفرست. في عام 1856، قام السير جورج إفرست، الذي كان يعمل كمساح جغرافي في بلاد الهند، بتقدير ارتفاع الجبل بـ 29002 قدما. لذلك وصفه جورج بأنه أعلى الجبال في العالم. ومع ذلك، يطلق سكان منطقة التبت على الجبل اسم تشومولانجما، ومعناه “آلهة الجبال”. أما في دولة النيبال، فيسمون المواطنون الجبل بـ “ساجارثا”، وهو يعني “جبهة السماء”. ومهما كان الاسم الذي يطلق عليه، فإنه في النهاية أعلى جبل في العالم.
قصة اكتشاف الجبل
تعود قصة اكتشافه إلى عام 1802م، حينما بدأ البريطانيون في تنفيذ مشروع علمي، الهدف منه هو رصد جميع الجبال الموجودة في دولة الهند، لكي يتمكنوا من معرفة ارتفاع كل جبل والخصائص الجيولوجية المتعلقة به. استمر هذا العمل لعدة أعوام حتى وصلوا في عام 1830م إلى حدود نيبال، ولكن بسبب أسباب سياسية، لم يستطيعوا إكمال مشروعهم بسبب رفض المواطنين النيباليين لدخول البريطانيين إلى نيبال.
– لم يكن أمام البعثة سوى إكمال بحثهم في منطقة تيراي التي تقع على الحدود بين الهند ونيبال. للأسف، تعرضت البعثة لخسارة بعض أفرادها بسبب انتشار مرض الملاريا في تلك المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، تساقطت الأمطار الغزيرة باستمرار وعرقلت قدرتهم على إتمام عملهم. ومع ذلك، لم يتراجعوا عن خططهم واستمروا في البحث. وفي عام 1847 م، تمكنت البعثة من اكتشاف جبل شاهق يقع في الجهة الشمالية لسلسلة جبال الهملايا.
ولكن الظروف المناخية ظلت عائق أمامهم ، ولم تجعلهم يستطيعوا الحصول على معلومات أكثر عن هذا الجبل، إلا أن استطاع السير جورج إفرست والذي سمي الجبل باسمه بعد ذلك، من أن يتمكن من اكتشاف الجبل، واستطاع أيضا أن يحدد مدى ارتفاعه، وأعلن أن قمة جبل إفرست هي أعلى قمة جبل على الأرض، وكان هذا في عام، 1856م.
إفرست قمة الموت
رغم نجاح العديد في تسلق الجبل فيما بعد، إلا أن الجبل كان في وقت من الأوقات من الجبال المستحيل، بلوغها بسبب طرقاته الوعرة، وطقسه الذي لا يمكن لأي إنسان أن يعيش به، فالظروف المناخية وأيضا الطبيعة الجيولوجية غير مناسبة لحياة أي مخلوق وليس الإنسان فقط، والعجيب أن الكثيرون ممن حاولوا تسلق الجبل، قد ماتوا بمنطقة ما من الجبل، اطلق عليها منطقة الموت، فقد لقى الكثير من المتسلقين حتفهم أثناء تسلقه، وفي إحدى المرات سقط 16 متسلق بريطاني الجنسية قتلى، في محاولة منهم بلوغ قمة الجبل.
في عام 1953، حضرت بعثة إنجليزية إلى المنطقة، وكان قائدها الكولونيل هو هنت. درست هذه البعثة المعلومات التي وصلتها عن المتسلقين الذين سبقوهم، واستخدمت أجهزة أكثر تطورا مثل أجهزة التنفس التي تعوض نقص الأوكسجين في الجبال. ومن خلال تلك المعلومات استطاعوا تحديد الخطأ الذي ارتكبه هؤلاء المتسلقون. وفي النهاية، تمكنت هذه البعثة من تسلق الجبل بنجاح دون الإصابة بأي ضرر.