مفهوم الشركة المساهمة وخصائصها وعيوبها
مفهوم الشركة المساهمة
الشركة المساهمة هي جمعية تطوعية تشكلت لأداء بعض الأعمال، ومن الناحية القانونية، هي كيان مصطنع يحمل اسما مميزا وختما مشتركا، وتعرف الشركة المساهمة بأنها `تجمع للأشخاص الذين يساهمون بالمال أو الممتلكات في الأسهم العادية ويستخدمونها لغرض مشترك، وتشير الأسهم العادية التي تمت المساهمة بها بالمال إلى رأس المال للشركة، ويعتبر المساهمون أعضاء وتتمثل حصتهم في نسبة رأس المال.
خصائص الشركة المساهمة
تتميز الشركة المساهمة بعدة خصائص وهي تشمل:
- الشخص الاعتباري
الشركة المساهمة هي شخص اعتباري أنشأه القانون، وهو لا يمتلك شكلا ماديا كشخص طبيعي، ولكنه يمتلك جميع حقوق الشخص الطبيعي تقريبا، ويمكن للشركة المساهمة مقاضاة الآخرين والتعرض للمقاضاة أيضا
- الوجود الدائم
يتم تأسيس الشركة المساهمة بوفق القانون وينتهي بوفق القانون، لذلك، قد يقوم العديد من المساهمين بنقل حصتهم وقد يحل الشخص الجديد محلهم ولكن هذا لا يؤثر على وجود الشركة.
- المسؤولية المحدودة
يعتمد مساهم الشركة على قيمة الأسهم التي يمتلكها أو المبلغ الذي يضمنه، وإذا كانت الشركة غير قادرة على الدفع للدائنين، فلن يدفع المساهم أي شيء أكثر مما يدفعه للشركة.
- الختم المشترك
الشركة المساهمة هي كيان اعتباري، ولذلك، لا يمكنها توقيع أي عقد بصفتها، وبالتالي، يتعين وضع ختم على جميع المستندات وأوراق العقد، ويتم اعتبار أي مستندات تحمل ختمًا مشتركًا فقط.
- الإدارة الديمقراطية
تتميز الشركة المساهمة بديمقراطيتها في اتخاذ القرارات المهمة، حيث يتم اتخاذها بمبادئ الديمقراطية في الاجتماع العام السنوي واجتماع مجلس الإدارة.
- قابلية نقل الأسهم
يحق لحاملي أسهم الشركة المساهمة تحويلها من شخص إلى آخر دون الحاجة إلى إذن مسبق من إدارة الشركة، وهم في حرية تناقل أسهمهم.
- ينقسم رأس المال إلى أسهم
يتم تجزئة رأس المال في شركة مساهمة إلى أجزاء كثيرة، حيث يُعرف كل جزء منه باسم سهم ويمكن للجمهور والمسوقين شراء هذه الأسهم ليصبحوا مساهمين في الشركة.
- نشر البيانات المالية
يجب على الشركة المساهمة نشر البيانات المالية المدققة سنويًا في إحدى الصحف الوطنية الرائدة، ويساعد هذا البيان على توفير المعلومات للجمهور العام وأصحاب المصلحة الآخرين.
- كيان قانوني منفصل
الشركة المساهمة هي شركة صناعية لذلك لديها كيان قانوني منفصل عن أعضائها، ويمكن أن تمتلك الأصول أو الممتلكات أو تدخل في عقود أو تواجه دعاوى قضائية أو تمثل في المحكمة بموجب القانون، ولا يمكن تحميل المساهمين مسؤولية أي سلوكيات للشركة.
عيوب الشركة المساهمة
- الإجراءات القانونية الصعبة
تعاني الشركة المساهمة من إجراءات قانونية صعبة، ولا يسهل إنشاؤها وتشغيلها، وتتطلب الامتثال لإجراءات قانونية صعبة أكثر من الشركات التجارية والشركات الفردية، ويتم فرض الامتثال الصارم للوائح والقوانين الحكومية لأنها تستقطب رأس المال من جمهور الناس.
- عدم السرية
الشركات المساهمة ملزمة بالكشف عن حساباتها للمساهمين والأطراف الخارجية، وتكون السياسات والاستراتيجيات المخططة للشركة شفافة لأنها تم مناقشتها في الاجتماع السنوي العام، ويتعين على الشركة نشر بياناتها المالية سنويًا، ولذلك فإنها تعاني من ضعف في السرية.
- تأخير في عملية صنع القرار
أحيانا يتعين على الجهاز اتخاذ قرار سريع، لكن هذا غير ممكن في الشركة المساهمة، وعليه يجب تمرير القرار الرئيسي للشركة من خلال الاجتماع العام السنوي، وبالتالي يحتاج الأمر وقتا طويلا لاتخاذ القرار، الأمر الذي يؤدي إلى تأخير الأعمال في استغلال فرص البيئة الخارجية.
- المضاربة على الأسهم
توجد إمكانية للمضاربة على حصة في الشركة المساهمة، ويملك بعض المساهمين نهجًا داخليًا مع المديرين، ويمكن لهؤلاء المساهمين الاستفادة من ميزة غير مستحقة عند استخدامهم النهج الداخلي مع المديرين بسوء النية.
- إدارة الأوليغارشية
تعني إدارة الأوليغارشية حكم الأقلية، حيث ينتخب عدد قليل من المساهمين أعضاءً في مجلس الإدارة خلال الاجتماع العام السنوي، ويتحكم هؤلاء المدراء القلة في أنشطة عدد كبير من المساهمين، ويُعرف هذا بالأوليغارشية.
- تضارب المصالح
تشارك أطراف مختلفة في شركة المساهمة، وهم المساهمون والدائنون / المصرفيون والموظفون، ولكل طرف مصالحه الخاصة. إذا تم معالجة مصلحة أحد الأطراف، فإن ذلك يؤثر سلبًا على مصلحة الآخرين، لذلك فإن شركة المساهمة لديها عيوب تضارب المصالح.
- إهمال الأقلية
تتمثل سياسة الشركة المساهمة في إعطاء الأولوية لمعظم المساهمين وإهمال الأقلية منهم في الاجتماع العام السنوي وفي عملية الانتخابات، ويتم اعتماد قرارات الشركة المساهمة فقط بموافقة أغلبية المساهمين، ويتم استبعاد مساهمي الأقلية من مشاركة في إدارة الأنشطة التجارية.
- النزعة الجماعية
يمكن رؤية المجموعات غير الصحية داخل الشركة المساهمة خلال فترة الانتخابات، فالمجموعات البنَّاءة هي ذات فائدة ولكنها قد تكون مدمرة وضارة للشركة، بينما المجموعات غير الصحية قد تؤدي إلى فشل الشركة، لذا يجب على الشركة المساهمة تقليل المجموعات غير الصحية.
مزايا الشركة المساهمة
- رأس مال ضخم
الشركة المساهمة هي شركة تملكها أشخاص مختلفون، وتتمتع بميزة رأس المال الكبير، حيث يستثمر كل من الأعضاء المختلفين مبالغ كبيرة من رأس المال. وعندما يحدث نقص في رأس المال في الشركة المساهمة، يمكن إصدار الأسهم للجمهور، وبالتالي جمع رأس مال كبير عند إصدار الأسهم.
- الوجود الدائم
تمتلك الشركة المساهمة وجودًا قانونيًا منفصلًا، ولا تتأثر حياتها بوفاة الأعضاء أو فشلهم، وبالتالي فإن الشركة المساهمة لها حياة طويلة الأمد، حتى في حالة وجود أيتغيير في الإدارة، سواءً بخصوص المجلس أو بعض الأعضاء، فإن وظيفة الشركة لا تتأثر.
- المسؤولية المحدودة
تكمن أهمية الشركة ذات المسؤولية المحدودة في توفير المسؤولية المحدودة للمساهمين، حيث لا يجب عليهم دفع الديون الزائدة للشركة عن طريق بيع ممتلكاتهم الشخصية، ويتحمل المساهمون مسؤولية المبلغ المستثمر فقط، مما يجذب المستثمرين المحتملين للاستثمار في الشركة ذات المسؤولية المحدودة
- تحويل الأسهم
تمتلك الشركة المساهمة حق نقل الأسهم بحرية، ولا يجبر أحد على الانضمام إلى الشركة أو مغادرتها، ولا يتطلب نقل أسهم شركة مساهمة الحصول على إذن أو موافقة متبادلة.
- الإدارة الديمقراطية
تتميز الشركة المساهمة بإدارة ديمقراطية، حيث يتم انتخاب مجلس الإدارة من قبل غالبية المساهمين الذين يحملون مسؤولية إدارة أنشطة الشركة المساهمة، ويتم اختيار الأعضاء الأكفاء المؤهلين لإدارة الشركة من خلال الانتخابات، مما يؤكد وجود إدارة ديمقراطية في الشركة المساهمة.
- الإيمان العام والثقة
يتعين على أصحاب الشركات المساهمة الالتزام بالكشف عن المستندات المالية للاجتماع السنوي للجمعية العمومية، وتؤمن البنوك والمؤسسات المالية بالشركات المساهمة بسبب الحسابات المفصح عنها.
- عملية واسعة النطاق
تتضمن المهارات الإدارية المختلفة في الشركة المساهمة ارتباط أعضاء مختلفين، وبفضل الرأسمال الكافي وكفاءة المديرين، يمكن للشركة المساهمة القيام بعمليات واسعة النطاق، وبالتالي فإن الشركة المساهمة تتمتع بقدرة على إجراء عمليات واسعة النطاق.
- الأهمية الاجتماعية
الشركة المساهمة تعد كيانًا اجتماعيًا مخلوقًا، وبالتالي فإنها تستثمر مبلغًا من رأس المال في تحسين المجتمع وتوجهه لمختلف القطاعات مثل الصحة والتعليم والرياضة وغيرها، وبالتالي فإنها تتحمل مسؤولية تجاه المجتمع.