تعبير مدرسيتعليم

تعبير عن الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس

مقدمة عن الحرية

من أجمل ما يمكن إعطاء الطلاب هو تحدثهم في موضوع الحرية، لفهمهم مفهوم الحرية من وجهة نظرهم، ولمعرفة ما يحتاجه الطفل ليكون حرا، خاصة في عصر الانفتاح والرغبة الملحة لكون كل شخص لديه المزيد من الحرية في الاختيار والانتقاء لكل شيء في حياته.

فالحرية شمس تشرق في النفوس، تشعر المرء بالخفة، وتجعل الناس يشعروا بأن لهم قيمة كبرى ولهم حق في العيش وخوض التجارب واكتساب العديد من المهارات والأمور الجديدة، لذا يجب الحفاظ على الحرية، وعدم التفريط فيها مهما كلفنا الأمر، فلا يستحق أن يولد من فرط في حريته، أو سمح لأحد أن يتحكم فيه.

لا يريد أي شخص على هذه الأرض أن يشعر أنه آلة يتحكم بها شخص آخر ويقيد حريته، فالطبيعة البشرية تحمل رغبة شديدة في أن يكون الشخص حرًا يحدد مساره ويسافر بأفكاره ويمارس وقته كما يشاء.

مفهوم الحرية

يتمثل المعنى الأعلى للحرية في عدم الخضوع والقهر، وعدم السماح لأحد بالسيطرة أو تقييد حرية الفرد، ويشعر الشخص الحر دائمًا بالنبل والكبرياء، وبأنه قادر على تحقيق كل شيء بنفسه، في حين يشعر الشخص المقيد والمستعبد بالخضوع لسيطرة الآخرين وفقدان حريته.

لذا فدائماً ما ينصح أخصائي التربية أن نترك لأطفالنا مزيد من الحرية، لكي يشعروا بأنهم أحراراً ولديهم المزيد من الحقوق الإنسانية، والسمو والعزة، فلا يقهر المرء سوى القيود والتبعية والتذلل للغير، فالله تعالى خلق المرء حر وخلق له المزيد من الخيارات لكي يكون قادر على العيش مع ما يلائمه ويناسبه.

لذلك، علينا أن نزرع هذه المفاهيم في قلوب الأطفال الصغار حتى يصبحوا ماهرين في فهم الحرية بمعناها النبيل والحقيقي، واختيار ما يتناسب ويلائمهم بالطريقة الصحيحة. يجب أيضا أن نأخذ في الاعتبار أن قمع الحريات وانتهاك حقوق الآخرين، سواء كانوا صغارا أو كبارا، يضعف شخصيتهم ويجعلهم غير قادرين على اتخاذ القرارات في المستقبل، وربما يجعلهم أشخاصا جبناء ومترددين الهمم، وفيما بعد يستخدمون الحرية بشكل خاطئ وسلبي.

أهمية الحرية في حياة الفرد

تعد الحرية شيئًا أساسيًا في حياة الفرد، حيث تمكنه من اكتشاف نفسه ومعرفة ما هو ضار وما هو نافع، فالتجربة هي السبيل الوحيد لفهم الحقائق، وحتى الفشل يعد مهمًا ليتعلم الإنسان ويفهم ما يجب عليه القيام به. وتتجلى أهمية الحرية في:

الحرية تمنح الفرد القدرة على اتخاذ القرارات وتحمل العواقب بكامل رضاه وقبوله، وهذا يختلف عن الحالة التي يجبر فيها الشخص على فعل شيء ما، فهو لا يهتم دائما بالعواقب الحقيقية لأفعاله، بقدر ما يشعر بالاستياء من ما يفعله الآخرون معه.

الحرية لا تعني الفوضى، فالفرد الحر هو الفرد المتحمل للمسؤولية، حيث يكمن أهمية الحرية الحقيقية في جعل الفرد أكثر تحملًا للمسؤولية، حيث يشعر بأنه فرد ذو قيمة في المجتمع ويتحمل مزيدًا من الواجبات، كما أن له حقوق يجب أن يتمتع بها.

تجعل الحرية المجتمع أفضل وتزيد الانتماء والحب للوطن من قبل أفراد المجتمع. إذا عاش الشخص في بيئة مظلمة ومظلمة بالقهر والظلم، فإنه يشعر بالإحباط وعدم الانتماء للوطن أو المكان الذي يعيش فيه.

التخلص من المشكلات النفسية يعد أمرا مهما، فكثيرا ما يعاني الأشخاص من مشاكل نفسية وأشياء سلبية بسبب الشعور بالكبت والتحكم وعدم القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل. وعندما يشعر الشخص بالحرية، يصبح طبيعيا وكريما في تعامله مع الآخرين ويدرك القيمة الحقيقية للإنسان الذي خلقه الله بها.

إن صلاح الفرد يرتبط بحريته، ولا يمكن الحكم على الشخص بأنه صالح أو فاسد في حال كان مقيدًا، ويجب أن تُطلق الحرية له لنرى كيف يتصرف، فالشخص الحر هو الوحيد الذي يمكن الحكم على تصرفاته.

بما أن الحرية تجعل الفرد أكثر تساويًا وأكثر مسؤولية، فهي تصقل شخصيته وتحسن سلوكه، وتجعله يشعر بأنه لا يجب عليه أن يخطئ لأنه إنسان حر ومستحمل كل ما يفعله. لذلك، عندما يرغب الآباء في تكريم أبنائهم، فإنهم يمنحونهم جزءًا من المسؤولية وزيادة في الحرية.

عندما يكون الإنسان حراً، فإنه لا يريد أن يكون عبداً لأي شيء، ولا يريد أن يكون ضعيفاً ومهاناً أمام أي شيء، فالحرية تمنح الإنسان القوة والثبات والحب للخير والطريق الصحيح.

يعود التطور المجتمعي إلى زيادة الأفكار المطروحة ووجود الحرية في الرأي والفكر وهذا يمنح الناس القدرة على الإبداع والتفكير والتحرر من جميع القيود التي تعيق الإبداع والفكر.

يجب عدم السماح بالظلم أمام أي شخص أو سلطة أخرى، لأن الحرية هي السلاح الجامح الذي يمنع الظلم والفساد في المجتمع. ولا يقبل الشخص الحر أن يكون مرتشيًا أو ساذجًا أو سارقًا أو كذابًا، لأن الحرية تعد الفرد ضد كل شر وعدوان.

الحرية في الإسلام

يؤكد الدين الإسلامي الحنيف على حرية الفرد وقيمته في المجتمع، ورغم أن الدين هو أحد القيم الأساسية للإنسان، فإنه يترك لكل شخص حرية العقيدة والفكر، ولا يمكن لأحد أن يفرض على غيره عبادته أو دينه أو فكره. يقول الله تعالى في كتابه العزيز، سورة البقرة آية 256: “لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى، لا انفصام لها، والله سميع عليم”. وهذا يدل على حرية العبادة والتدين وانتهاج كل شخص لما يعتقده دون قيود.

وبرغم أن كل إنسان حر إلا أن الحرية لا تعني الفجور حيث نهى الله تعالى عن الفجور وعن الفسق وعن عمل الأفعال البذيئة التي لا تليق بالإنسان الذي كرمه الله وسخر له كل شيء، حيث هناك المزيد من الضوابط التي يجب أن يحرص عليها المر وهو يمارس حريته، بمعنى  أن لا يؤذي أحد ولا يتعدى على غيره، ولا يهين أحد ولا يزدري دين ولا يرتكب الفاحشة لأن ذلك يدمر الغير ويدمر المجتمع كله، فالدين الإسلامي دين الضوابط والقوانين حيث إن الحرية الفكرية مكفولة في الدين الإسلامي والحرية الشخصية وحرية العقيدة والانتماء والاختيار والعمل والتجارة، فكل ما هو لا يسيء للمجتمع ولا للآخر حرية، لكن الحرية تقف عند حدود الآخرين.

خاتمة عن الحرية الفكرية

الحرية تعني الاعتراف بالإنسانية للبشر، حيث يكون الإنسان حرا وموجودا وإنسانا كريما، والعبودية تعني الإذلال والتقليل من قيمة الإنسان. لذلك، يجب منح كل شخص حقه في الحرية، حتى نعيش في مجتمع سوي يقوم على مبادئ كريمة، ومع أشخاص قادرين على تحمل المسؤولية وعدم ارتكاب الأخطاء، لأنهم يدركون دورهم الفعال في المجتمع. الحرية هي النور الذي يشرق في النفوس ويملأ الحياة بهجة وأمل، فلا قيمة للحياة دون شمس تسطع في نفوس البشر.

يقول الكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي إن الحرية هي الشمس التي يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محرومًا منها عاش في ظلمة حالكة، وترتبط الحرية بالحياة، فإذا لم تكن الحرية موجودة، فإن حياة الإنسان ستشبه اللُّعب المتحركة التي يتحكم بها الأطفال في حركة صناعية، وهذا يبدأ من ظلمة الرحم وينتهي بظلمة القبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى