نبذة عن الصحابي عمرو بن عبسة
عمر بن عبسة السلمي البجلي كان من الصحابة الإجلاء، وأسلم في مكة القديمة وكان من السابقين الأولين في الإسلام. كما كان يدعى بـ “أبا نجيح”، وكان يبحث عن الحق لأخبار النبي صلى الله عليه وسلم ويحاول التعرف على الدين الجديد الذي جاء به. كان ينتمي إلى الحنفية المنكرين لعبادة غير الله تعالى في الجاهلية.
بداية إسلام عمرو بن عبسة
كان عمرو بن عبسة من الأحناف، وهم الذين كانوا في الجاهلية قبل الإسلام لا يعبدون الأصنام، فهو من أهل الفترة التي كان فيها بعض رجال العرب قبل الإسلام يتبعون دين إبراهيم، وكانت الحنيفية تعني في المجمل التعبد لله تعالى والابتعاد عن الخطأ والمحرمات.
وبقراءة قصة إسلام عمرو بن عبسة نكتشف أن هذا الصحابي، كان يبحث عن الدين الحق، حتي وجد رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد أخبر معن بن عيسى قال حدثنا معاوية بن صالح عن أبي يحيى سليم بن عامر وضمرة وأبي طلحة أنهم سمعوا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله وهو نازل بعكاظ قال قلت يا رسول الله من معك في هذا الأمر قال معي رجلان أبو بكر وبلال قال فأسلمت عند ذلك قال ولقد رأيتني ربع الإسلام قال فقلت يا رسول الله أمكث معك أو ألحق بقومي قال الحق بقومك فيوشك أن تفيء بمن ترى وتحيي الإسلام.
في حديث آخر من الإمام مسلم، سأل نجد بن عبسة عدة أسئلة، من بينها إذا كان هذا الحنيفي يؤمن بصدق الرسول الكريم وأنه هو النبي الخاتم لأمة الإسلام، وبمجرد إجابته بالإيمان، فهذا يدل على أن قلبه ممتلئ بالإيمان الصادق وروحه تتوق إلى الحق.
وفقا لسنده، أخرج الإمام مسلم عن أبي أمامة قوله: (في الجاهلية، كنت أعتقد أن الناس في ضلال وأنهم ليسوا على شيء، وكانوا يعبدون الأصنام. وسمعت عن رجل في مكة يروي أخبارا، فجلست على راحلتي وذهبت إليه، فإذا هو رسول الله يختبئ من قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه في مكة، وسألته: من أنت؟ قال: (أنا نبي)، فسألته: وما هو النبي؟ فقال: (أرسلني الله).
فقلت وبأيِّ شيء أرسلك قال: (أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله ولا يشرك به أي شيء) قلت له: فمن معك في هذا الأمر؟ قال: حر وعبد. قلت: ومن معهما في ذلك الوقت؟ قال: أبو بكر وبلال، وهما من المؤمنين بما قلت، فقلت: إني أتبعك في هذا.
حياة عمرو بن عبسة
بعد إسلام عمرو بن عبسة في مكة، عاد إلى قومه بني سليم واستقر هناك لفترة طويلة تضم بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وحنينًا، ثم قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وصحبه واستمع إليه وروى عنه.
ومن أدلة قرب عمرو بن عبسة من النبي الكريم ومدة صحبته له فهو سمع منه وروى عنه. وروى عن عمرو بن عبسة العديد من الأشخاص، بما في ذلك ابن مسعود وسهل بن سعد وأبو أمامة الباهلي ومعدان بن أبي طلحة اليعمري وأبو عبد الله الصنابحي وشرحبيل بن السمط وكثير بن مرة وسليم بن عامر وعبد الرحمن بن البيلماني وعبد الرحمن بن عائذ وأبو طبية الكلاعي وأبو سلام الأسود وعبد الرحمن بن يزيد بن موهب وجبير بن نفير وغيرهم.
وفاة عمرو بن عبسة
يقول ابن حجر العسقلاني إن عمرو بن عبسة توفي في نهاية خلافة عثمان، وذلك لأنه لم يرد ذكره في الفتنة ولا في خلافة معاوية، ويقال إن عمرو بن عبسة توفي في مدينة حمص في سوريا.