ادب

قصة الحارس وحذاء الحظ الذهبي

كان للجنرال منزلا كبيرا، وحديقة واسعة، وكان لديه العديد من الخدم الذين يبيتون في خدمته وراحته، وكان محيطه يحسدونه على ذلك، يعتقدون أنه أسعد الناس بسبب ما يمتلكه، ولكن الجنرال لم يشعر بالسعادة، وكان يشعر بالحزن الدائم بسبب عدم وجود عائلة تشاركه هذه النعمة، ولذلك كان يقيم الحفلات ليشعر ببعض السعادة مع الناس، وعندما ينتهي الحفل ويعود الجميع إلى منازلهم وعائلاتهم التي تمنحهم الدفء والراحة.

عاد الجنرال مرة أخرى إلى الشعور بالوحدة والحزن الكبير، وفي يوم ما، قرر الجنرال الذهاب في رحلة إلى الغابة للصيد ومشاهدة الطبيعة الخلابة، وصحبه حارسه، وبينما كانا يتجولان في الحديقة، قرر الجنرال أن ينفرد بنفسه قليلا ويستمتع بمشاهدة الطبيعة وحده، فاختار الحارس شجرة كبيرة وكثيفة الأوراق ليستظل تحتها حتى ينتهي الجنرال من جولته.

حذاء الحظ

عندما جلس الحارس تحت الشجرة، رأى حذاءً ذهبيًا رائع الجمال بجواره، فحمله بيده وأصبح يتأمل جماله الأخاذ الذي لم يشاهده من قبل، ثم ارتداه، وفور فعله ذلك، ظهرت أمامه جنية ترتدي ثوبًا بيضاء، فصدم الحارس وقفز من مكانه، ثم سألها: “من أنتِ؟.

فأجابته بابتسامة صغيرة أنا جنية حذاء الحظ، والذي ترتديه الآن هو حذاء الحظ، وما دمت قد وجدت الحذاء، فلك أن تطلب ما ترغب ولكن تذكر أن لديك الحق في طلب اثنين فقط. هدأ الحارس عند سماعه هذا الكلام وشعر بسعادة عارمة، فعلى الرغم من أن الحارس يملك بيتا صغيرا وأسرة سعيدة، إلا أنه يشعر بضيق وحاجة بسبب فقره، ولذلك اعتبر هذه فرصته لتحقيق أمنيته. فطلب فورا من الجنية أن تمنحه بيتا كبيرا مثل الجنرال، وأن يكون فيه خدم وحراس مثل تلك الموجودة مع الجنرال. قالت له الجنية: ستحصل على ما تريد، ولكن بشرط، ستكون هذه البيت لك وحدك دون أسرتك الصغيرة.

الشعور بالندم

لم يكترث الحارس لما قالته الجنية، ولم يكن في تفكيره وقتها سوى أن يصبح ثريا ويملك بيت كالذي يملكه الجنرال، ولذلك وافق على شرط الجنية، وقامت الجنية على الفور بإعطائه بيت أجمل من البيت الذي يملكه الجنرال وبداخله حديقة رائعة تأخذ العقول، فرح الحارس بذلك كثير ولم يصدق بأنه أخيرا قد صار ثري، وظل يتجول داخل القصر بسعادة بالغة، والخدم من حوله يعكفون على خدمته وراحته، وما أن جاء ليل اليوم الأول داخل القصر ، وهم الحارس بالذهاب إلى فراشه ليستعد للنوم، حتى أحس ببعض الضيق، فالقصر أصبح هادئ والخدم نائمون.

كان يشعر بالوحدة وكأنه ليس لديه زوجة أو أطفال يقولون له كلمة سعيدة قبل النوم. ولكنه تخلص من تلك الفكرة وقال لنفسه إنه الآن غني ويجب أن يستمتع بكل شيء في حياته. ثم ذهب للنوم. وبعد مرور أسبوع على الحارس داخل بيته الكبير، بدأت سعادته تتلاشى تدريجيا يوما بعد يوم، حتى شعر بالوحدة الشديدة وحنين شديد لأسرته. فعلى الرغم من ثروته الكبيرة، أصبح وحيدا وليس بجانبه أحد يشاركه حياته.

الأمنية الأخيرة

: “ذهب الحارس إلى غرفته واستلم الحذاء وارتداه، ثم ظهرت له الجنية مرة أخرى، فطلب منها الحارس الأمنية الثانية، وهي العودة إلى بيته الصغير وأسرته. فقالت له الجنية: `لكن تذكر أن هذا هو آخر طلب.` فأجابها الحارس دون تردد: `أدرك ذلك، ولكنني لا أرغب في حياة مليئة بالثراء، بل أرغب في العودة إلى أسرتي التي أحبها.` وفعلا، حققت الجنية طلب الحارس، فعاد إلى أسرته التي اشتاق إليها كثيرا، واحتضنوه وتجمعوا حوله، فشعر بالدفء والسعادة الحقيقية التي لا تضاهى، ودرك أن السعادة الحقيقية لا تكمن في امتلاك المال الكثير، بل في وجود من نحب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى