ادب

قصة الحاكم الصيني والصخرة

التراث الثقافي العالمي مليء بالقصص والحكايات التي قد تكون حقيقية أحيانا وفلكولورية أحيانا أخرى، وتحمل داخلها معنى عظيم. نقدم في هذه السطور قصة من التراث الصيني. قد لا توجد مصادر مؤكدة حول زمن أو حدوث هذه القصة بالفعل، ولكنها قصة رائعة وتحمل معان سامية في طياتها. القصة تروي قصة الحاكم الصيني والصخرة.

جدول المحتويات

قصة الحاكم الصيني والصخرة

اختار أحد الحكام الصينيين طريق رئيسي في البلاد وقام بوضع صخرة كبيرة في منتصف الطريق بحيث تعوق سير الناس عبر هذا الطريق، وقام بتكليف أحد الحراس بمراقبة الصخرة ومتابعة ما سيحدث من بعيد بحيث لا يراه أحد، وأصبح هذا الحارس يراقب كل من يمرون بهذه الصخرة، وتباينت ردود أفعال كل من مروا بالصخرة وكانت كالتالي:

كان أول شخص يمر بالصخرة تاجرًا كبيرًا، وعندما رآها في الطريق لم يتفاعل إيجابيًا ولكنه دار حولها وبدأ يتساءل من وضع الصخرة في الطريق، وانتقده. ثم قرر أن يقدم شكوى ضد صاحب الفعلة ليتم محاسبته عليها.

الشخص الثاني الذي مر بجوار الصخرة كان عاملاً، وعندما لاحظ وضع الصخرة بهذا الشكل في الطريق، بدأ يدور حولها وينتقد وضعها، ثم انصرف في طريقه.

ظهر الثالث من ثلاثة شباب ماروا بجانب الصخرة، ولم يجدوا هويتهم في الحياة بعد. وعندما وجدوا الصخرة تسد الطريق، انتقدوا صاحبها واتهموه بأنه شخص فوضوي وأحمق وجاهل، ولم يفعلوا شيئًاً بل انصرفوا في طريقهم بعد التهكم والسخرية على حال بلادهم.

بقيت الصخرة بهذه الحالة لمدة يومين حتى مر فلاح فقير من طريقها، وعندما وجد الصخرة، شمر عن ذراعيه وقرر أن ينزع الصخرة من مسار الماء، وطلب المساعدة من المارة، وشجع البعض وحاولوا مساعدته في نزع الصخرة.

وبالفعل، استطاع الفلاح الفقير إزاحة الصخرة من الطريق، وعندما انتهى من ذلك، وجد حفرة تحت الصخرة بها صندوق يحتوي على قطع من الذهب ورسالة. وكان مضمون الرسالة أن المكافأة تمنح للشخص الإيجابي الذي يقوم بإزاحة هذه الصخرة بدلا من الشكوى منها، وفاز الفلاح الفقير بالمبلغ كمكافأة له على إيجابيته وعمله الصالح.

الدروس المستفادة من قصة الحاكم الصيني والصخرة

يمكننا في البداية أن نروي هذه القصة لأطفالنا الصغار، وخاصة الأطفال في مرحلة المراهقة، لعلّها تساعدهم في بعض المواقف الحياتية في المستقبل، وهذه هي الدروس التي يمكن استخلاصها من القصة.

توضح هذه القصة أن الجزاء يتماشى مع نوع العمل، وأن من يفكر بطريقة إيجابية سيحصل على نتيجة إيجابية في النهاية، ومن يتذمر لن يحصل على أي رد فعل إيجابي لتذمره، وسيستمر الوضع كما هو عليه.

-على الشخص أن يكون إيجابي في مواجهة المشكلات، وأن يفكر في طريقة لحل المشكلة بدلًا من التذمر منها، وفي النهاية ستكون جائزته هى الراحة النفسية التي سيحصل عليها، فليس هناك حاكم صيني سيمنح كل شخص قطعًا من الذهب عندما يواجه مشكلاته، وإنما سينعم كل شخص بحياة هادئة إذا فكر في مواجهة المشكلات بطريقة إيجابية.

لا يوجد شيء خطأ في طلب المساعدة من الآخرين، ولا يوجد مانع من تقديم المساعدة للأشخاص الآخرين إذا كانوا بحاجة إليها، على سبيل المثال، طلب الفلاح مساعدة بعض الجيران.

في النهاية، يجب على كل شخص أن يدرك أن العمل الإيجابي هو السبيل لحل المشكلات، ولذلك يجب عليه التفكير بطريقة إيجابية في جميع مواقف حياته.

ربما كان بإمكان التاجر أو العامل أو مجموعة الشباب الفوز، لكنهم لم يفكروا بطريقة إيجابية، بدلاً من ذلك تذمروا وتهكموا على الشخص الذي وضع الصخرة، وهذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى