اسلاميات

مواقف عظيمة في حياة الرسول

مواقف من حياة الرسول

يعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل مثال يحتذى به، حيث يشعر كل مسلم بالفخر والعزة بالمواقف التي يتخذها، إذ كان النبي على خلق عظيم، وأدبه الله عز وجل أسمى أنواع التأديب، وكان لديه رحمة كبيرة وعطف على كل من حوله. ومن بين المواقف التي تبرز ذلك، قصة الرسول مع الطفل الذي مات عصفوره

  • قصة التمر مع أبي هريرة

قص أبو هريرة قصة خروجه من بيته وهو جائع يبحث عن الطعام، فعرقله المسجد وفي الطريق التقى بمجموعة من أصحاب رسول الله، فسألوه لماذا خرجت يا أبو هريرة من بيتك في هذا الوقت؟” قال انطلقت وأنا جائع. قالوا ونحن أيضا لم نخرج إلا ونحن جائعون. فذهبوا جميعا إلى المسجد ليجدوا رسول الله، فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا خرجتم؟” قالوا خرجنا جائعين. فجاء بصحن من التمر وأعطى كل واحد منهم تمرتين، وقال لهم اكلوا هاتين التمرتين واشربوا الماء فإنهما ستجزيكما في هذا اليوم. فقال أبو هريرة إنه أكل تمرته وأخفى التمرة الأخرى في حجره. فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، وسأله لماذا رفعت التمرة؟ قال يا رسول الله رفعتها لأمي. فقال له الرسول اكلها فإنا سنعطيك تمرتين لها.

  • موقف الرسول من أهل مكة

عاد النبي الكريم إلى مكة بعد ثماني سنوات من هجرته من مكة إلى المدينة، وبعد أن انتصر على كفار قريش. وصل النبي إلى مكة وهو مهلل ومنتصر مع المسلمين وراية الإسلام مرفوعة. أثناء وقوف أهل مكة المرعوبين والخائفين من أفعالهم، كانوا يتساءلون عما سيفعله النبي الكريم بعد أن قاموا بعذبه وأخرجوه مظلوما من بلده. كانوا يفكرون في انتقامه منهم وإعادة الأذى الذي تعرض له. ولكن النبي الكريم عاد إلى مكة مرفوع الرأس منصورا وكريما، فظن أهل مكة أنه سيقتلهم وينتقم منهم، بسبب الأذى الذي تعرض له لثلاث سنوات والذي شمل حصارهم له ولأصحابه، وحتى جعلوه يأكل الشجر. وكانوا يريدون قتله، ولكن الله أفسد مؤامراتهم، فالظالمون لا ينجحون.

استولى العزبة من كفار مكة على أموالهم واستباحوا ديارهم، وطردوهم من بلادهم التي نشأوا وتربوا فيها، وكان الأمر صعبا لأن الصحابة كانوا في الغالب من التجار وأصحاب المهن والديار، ومع ذلك، كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عظيما، فلم تصدق الظنون السيئة حوله، وهو يعطي مثالا جيدا للمسلمين في العفو عندما يكون بالإمكان، حيث لم يفكر الرسول أبدا في الانتقام، على الرغم من قدرته على ذلك، ولكنه أراد أن يعلم المسلمين والأمة بأسرها بموقف تربوي عظيم، فقال لهم الحبيب المصطفى: “ما ترون أني سأفعل بكم؟”، فقالوا: “أخ كريم، وابن أخ كريم”، فقال صلى الله عليه وسلم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء.

مواقف إنسانية من حياة الرسول

للرسول صلى الله عليه وسلم العديد من المواقف الإنسانية التي وصلتنا من خلال الصحابة والأتباع، وهناك آلاف المواقف التي لا نعلم عنها شيئًا، نظرًا لأن النبي كريم أدبه الله بأفضل التأديب والأخلاق، ومن بين تلك المواقف الإنسانية التي قام بها الرسول:

في غزوة بدر، التي تعد واحدة من أهم غزوات المسلمين، قدم الرسول الكريم أفضل المثالين على الإنسانية والرأفة، حيث كان دائما يرغب في الشورى والمساواة ويطبقها في كل الأوقات، حتى في غزوة بدر، على الرغم من أنه كان القائد وصاحب الوحي الذي يخبره الله بما لا يعلمه أحد غيره. ولكنه اتبع شريعة الشورى، وتطبيقها لم يقتصر على مرة واحدة أو مرتين، بل تم تطبيقها في غزوة واحدة أربع مرات، وهذا يعد مظهرا حضاريا وإنسانيا لا مثيل له. فكيف يمكن له، بوصفه الرسول والنبي الذي أنزل الله عليه الدين الحق، أن يستشير؟ ولكنه كان أفضل المثال على التواضع وتطبيق الشريعة، وكان يقدر من حوله من البشر ويمنحهم جميع حقوقهم التي أقرها الله لهم.

استشار الرسول صحابته في مرات مختلفة. في المرة الأولى، استشارهم عندما خرج لمطاردة العير. وفي المرة الثانية، عندما علم بأمر قريش وخروجهم لحماية أموالهم. وفي المرة الثالثة، استشارهم قبل معركة بدر، واختار معهم أفضل المواقع للمعركة. وفي المرة الرابعة، استشارهم في قضية الأسرى. كانت الصحابة يتعجبون ويقولون له إنه رسول الله، ولكنهم كانوا يسمحون له بالتعاون ونشر المحبة وروح الجهاد والدفاع عن الإسلام.

مواقف من حياة الرسول تدل على الاحترام

كان الرسول الكريم شديد الحياء حتى لا يؤذي أو يجرح أحدا، ولا يخيب ظن أو ينقض عهدا، وقد شهدت حياته العديد من المواقف التربوية مع الأطفال والكبار، ومن بين هذه المواقف الكريمة

  • الرسول لا يحرج أحد

وفقا لقصة أنس بن مالك، كان يحضر شربة للرسول صلى الله عليه وسلم ليفطر عليها، وشربة أخرى لوقت السحر. وفي بعض الأحيان، كانت هناك شربة واحدة فقط. في إحدى الليالي، قام أنس بتحضير الشربة، لكن الرسول تأخر ولم يصل في الوقت المتوقع. فظن أنس أن أحدا من أصحاب الرسول دعاه ليشرب الشربة معه، لذا اضطر أنس لشربها بنفسه. بعد أن انتهى الرسول من صلاة العشاء، سأل النبي أنس من كان معه وهل تناول الرسول الشربة مع أحد أو دعا أحدا لها. فأجابوا بالنفي. تأثر أنس بشدة وحزنه عندما نزل عليه الغم والخوف من أن يطلب الرسول الشربة أو يتحدث عنها ولم يجدوها، أو يبقى جائعا. ومع ذلك، لم يتذكر النبي الشربة بعد الصيام ولم يسأل عنها أبدا.

  • تطبيق الشرع والشريعة الإسلامية

كان الرسول دائمًا نبيًا تربويًا خلوقًا يحتذى به في جميع المواقف، ومن بين أفضل المواقف التي حدثت وتدل على تطبيقه للشرع والشريعة والعدل:

حدثت سرقة لامرأة من قوم مخزوم، فأتى أسامة بن زيد رضي الله عنه وأرضاه يحاول أن يشفع لها، فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم لموقف أسامة، وقال “والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”، أي أنه سيقيم حد الله ولو على ابنته، فتطبيق العدل والشريعة كان من أساسيات الدين الإسلامي عند الرسول صلى الله عليه وسلم.

مواقف من حياة الرسول تدل على حسن الخلق

من بين مواقف الرسول التي تدل على حسن الخلق:

إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان خير مثال للوفاء بالعهد وكان لا ينقده ولو على رقبته، حتى وإن كان العهد من الكفار أو المشركون، فلم يخلف الرسول عهده، وفي العام السادس هجرياً برم الرسول مع المشركين صلح الحديبية وكان احد شروط العقد أن غذا أسلم احد من المشركين رده الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدها جاء رجل يسمى أبو جندل بن سهيل رضي الله عنه وأعلن إسلامه، فرده الرسول إلى قومه، فقال للمسلمين أخاف يا معشر المسلمين أن يفتني قومي ويردوني عن الإسلام، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا”.

  • تعاون الرسول وحسن خلقه

حكى حذيفة بن اليمان عن تجربته مع النبي صلى الله عليه وسلم، عندما ذهبا للغسل في بئر، ولم يجدا أي غطاء للخصوصية، فأخذ حذيفة بن اليمان الثوب وأغطى النبي حتى يغتسل، ثم أعطاه الثوب ليغتسل هو، لكن حذيفة رفض بابي وأمي لأنه يراهما كأهله، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم وقال “لم يرد الله أن يكونا معا إلا أن يكون المؤمنون أرحم بأخيهم”. فكان النبي صديقا صادقا وأمينا ومثالا يحتذى به للمسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى