ما هي نفقة الزوجة
تعني نفقة الزوجة أن الزوج ملزم بتوفير كل ما يحتاجه الزوج وأولادها من مأكل ومشرب وملبس ومبيت وصحة وما يضمن استمرارية الحياة. وتعد النفقة واجبا على الزوج، وهي من حقوق الزوج، فينبغي على الزوج توفير جميع احتياجات الزوجة، وفقا للمعايير الشائعة بين الناس، دون أن تكون متطلبات الزوجة تعجيزية أو تتعدى إمكانيات الزوج المادية والجسدية، ولكن يجب أن تكون في حدود المعقول لضمان عيش الزوجة والأبناء حياة كريمة .
أحكام نفقة الزوجة
لا يجوز للزوج الامتناع عن تقديم النفقة أو المماطلة فيها مهما كان وضعه المادي ولو أدى به الأمر إلى الاقتراض، فعليه الإنفاق عليها حسب إمكاناته المالية سواءً كانت الزوجة غنيةً أو فقيرةً ؛ لكون الإنفاق عليها نوع من التعويض لها فهي له ولمصلحته ومصلحة بيته واولاده ، والانفاق على الزوجة يختلف عن الانفاق على الوالدين مثلاً لأنّ الإنفاق على الوالدين من باب الإحسان، ويشترط الإنفاق عليهما أن يكون المنفق قادراً على ذلك وأن يكون المنفق عليهما فقراء لا مال لهما أمّا إذا كان الوالدان أغنياء والأولاد فقراء فهم غير مجبرين على الانفاق عليهما ، على عكس الإنفاق على الزوجة فهي واجبة على الزوجة الغنية والفقيرة .
كما هو الحال في حق المهر، فإن حق الإنفاق على الزوجة هو حق مطلق، سواء كانت ميسورة أو معسرة، لأن واجب الإنفاق ليس لوجود حاجة أو عدم وجودها، وإنما هي نفقة واجبة. والنفقة تشبه المهر، حيث تكون حقا للمرأة الغنية والفقيرة على حد سواء.
نجد أن الإسلام قد أنصف المرأة إنصافا كبيرا وحافظ على سائر حقوقها، فلم يقتصر على تحريم منع النفقة الواجبة للزوجة، بل ألزم مانعها بدفعها لمستحقيها بصورة إجبارية، حتى لو أدى ذلك إلى حبس الممتنع عن الدفع أو أخذ النفقة من ماله كرها، فإذا كان لديه راتب يتم تخصيص جزء من راتبه شهريا لصالح زوجته وأولادها، وإذا كان الزوج غير قادر على التكفل بدفع نفقة الزوجة فللزوجة الحق بطلب الطلاق من زوجها ويتم ذلك عن طريق قاضي شرعي.
حكم عمل المرأة في الإسلام
يتم طرح السؤال كثيرا حول عمل المرأة وخروجها من المنزل للعمل، فهل يحق للزوج أن يلزمها بالتكفل بنفقات المنزل والأولاد؟ والإجابة هي إذا اشترطت الزوجة على الزوج عقد زواج يتضمن السماح لها بالعمل ووافق الزوج على هذا الشرط، فلا يحق له منعها من العمل، حيث يصبح العمل حقا لها وعليها الإنفاق على نفسها. ولكن في مثل هذه الحالات، تدرك المرأة أن خروجها للعمل يترتب عليها نفقات إضافية مثل رعاية الأطفال وتوفير خادمة لتنظيف المنزل، وفي هذه الحالة، يجب عليها مساعدة زوجها في تغطية نفقات المنزل لتحافظ على روح المودة بينهما وتجنب المشاكل والخلافات .
نفقة المطلقة
تختلف تقدير نفقة المطلقة من دولة لأخرى وفقا للقانون المعمول به في تلك الدولة، ويؤخذ في الاعتبار الظروف المعيشية في البلاد مثل أسعار السلع ومهنة الزوج. من الناحية الشرعية، للمطلقة الحق في المطالبة بنفقة من زوجها السابق طالما أن فترة العدة لم تنته. إذا انتهت فترة العدة، تتوقف النفقة. تشمل هذه الحالة جميع أنواع الطلاق، سواء كان طلاقا رجعيا أو بائنا بينونة صغرى. أما في حالة الطلاق البائن بينونة كبرى، فلا تتوفر نفقة للمطلقة ما لم تكن حاملا، وفي هذه الحالة يجب على الزوج توفير النفقة حتى ولادة المطلقة للمولود.
تحق للسيدة المطلقة التي لديها أطفال أن تطالب بنفقة لأبنائها لتأمين متطلباتهم، ولكنها لا تحق لها أن تطالب بنفقة بعد انتهاء عدتها، حتى لو كانت لديها أطفال.