كيف نرى الألوان
اللون هو عبارة عن شيء موجود في الأصل داخل الدماغ حيث لا يعتبر أنه صفة تخص الأجسام، فمثلاً نحن نرى الخيار لونه أخضر وهذا ليس لأنه أخضر؛ ولكن بسبب امتصاص الخيار لكل الترددات الضوئية التي تسقط عليه، هذه الترددات التي تنعس بدورها مرة أخرى فلذلك تراها العين بأن لونه أخضر، وكل الأشياء التي توجد حولنا نراها بنفس الطريقة
ميكانيكية الخلايا العصبية داخل العين
عملية الرؤية تعني العملية التي يستخدمها الكائن الحي لتمييز الأجسام بناء على الاختلافات بينها، سواء بناء على الطول الموجي للجسم، أو انعكاس التردد من الجسم، أو إصدار التردد منه. يتمكن الجهاز العصبي من تمييز الألوان المختلفة من خلال مقارنة الاستجابات المختلفة للخلايا، وخاصة الخلايا المخروطية والخلايا الموجودة داخل العين. تتميز هذه الخلايا بحساسيتها الشديدة للطيف المرئي، الذي يمتد لدى الإنسان من ٣٨٠ إلى ٧٤٠ نانومتر. عادة، توجد ثلاثة أنواع من المخاريط، وتختلف المجال المرئي وعدد المخاريط بين الكائنات الحية، وفي حالة العين البشرية، فإنها تحتوي على ثلاثة أنواع فقط.
يمتلك معظم البشر من ٦ إلى ٧ مليون مخروط، والغالبية منها تتمركز في منطقة قدرها ٠.٣ ميليمتر من شبكية العين وتسمى “اللطخة الصفراء”. يختلف كل مخروط عن الآخر، فجزء منها يستجيب للضوء الأحمر بنسبة تصل إلى ٦٤٪، بينما يؤثر الضوء الأخضر على جزء آخر يشكل ثلث عدد المخاريط، ويؤثر الضوء الأزرق على نسبة ٢٪ فقط منها.
التمييز بين الألوان
نظرا لأن الإنسان يملك ثلاثة أنماط من المخاريط، فإنه يمكنه تمييز الألوان بشكل أفضل من الكائنات الأخرى، ومع ذلك، تفوق الطيور والأسماك على الإنسان في الرؤية اللونية بسبب وجود أربعة أنماط من المخاريط لديهم، مما يسمح لهم برؤية الضوء فوق البنفسجي. كما يمكن لبعض أنواع الحشرات رؤية الضوء فوق البنفسجي، مما يمكنها من رؤية أنواع عديدة من الأزهار التي لا يستطيع الإنسان رؤيتها.
كيفية رؤية الألوان
والسبب الرئيسي لرؤية الألوان هو سقوط الأشعة الضوئية على الجسم ثم يقوم هذا الجسم بامتصاص جزء من تلك الأشعة ويعكس ما تبقى منها على شبكية العين فلذلك نرى الألوان، فعلى سبيل المثال إذا قام جسم ما بامتصاص كل الأشعة الضوئية التي سقطت عليه ولم يمتص الأشعة الحمراء فسوف نرى هذا الجسم باللون الأحمر.
تمييز أطوال الموجات وصبغة اللون
يعد الضوء هو العنصر الأساسي للألوان، وقد اكتشف العالم إسحق نيوتن مكونات الضوء الأبيض عن طريق إدخال شعاع من الضوء الأبيض من خلال ثقب صغير في منشور زجاجي موجود في غرفة مظلمة، وبعد الانتهاء من هذه التجربة، تم اكتشاف أن اللون الأبيض يتكون من سبعة ألوان مختلفة، وهذه الألوان تسمى بألوان الطيف السبعة، وهي: البنفسجي، والنيلي، والأزرق، والأخضر، والأصفر، والبرتقالي، والأحمر.
إذا قمنا بإعادة تجميع هذه الألوان مع بعضها البعض، سنحصل على اللون الأبيض مرة أخرى. خلط الألوان النقية مع بعضها البعض يساعد على زيادة قدرة العين على رؤية مجموعة أوسع من الألوان. هناك بعض الدراسات التي أظهرت أن العين قادرة على تمييز أكثر من عشرة ملايين لون، ولكن في الظروف المنخفضة الإضاءة ليلا، يحدث تقييد في الرؤية بسبب تنشيط الخلايا العصبية.
اضطراب القدرة على رؤية الألوان
يحدث اضطراب رؤية الألوان عندما لا تقوم واحدة من مجموعة المخاريط بوظيفتها بشكل صحيح، ومن بين هذه الاضطرابات المشهورة هو اضطراب عمى الألوان والذي يتمثل في الخلط بين لونين مثل اللون الأخضر والأحمر.