اسلاميات

مفهوم الإسلام السياسي

يعرف علماء المسلمون في علم اللغة والحديث والسياسة أن مفهوم السياسة هو تعبير شامل يطلق على كل عمل يتعلق برعاية الأمة وتدبير شؤونها، سواء كانت الشؤون الاقتصادية أو الاجتماعية أو التعليمية أو إدارة الدولة أو نشاط الأفراد والأحزاب الإسلامية أو القضاء وإدارة العلاقات الخارجية والدفاع عن الأمة والعقيدة والأوطان إلى غيره من شؤون الرعية والأفراد، ويعد المفهوم السياسي في الإسلام هو أوضح وأشمل تعريف مقارنة بالتعاريف الأخرى.

جدول المحتويات

أشهر الآراء في تعريف السياسة

– تعريف سقراط الفيلسوف اليوناني السياسة هي: فن الحكم هو ما يعرفه السياسيون بشكل خاص.
–  تعريف أفلاطون السياسة هي: فن تربية الأفراد في حياة جماعية مشتركة هو الاهتمام بشؤون الجماعة وحكم الأفراد برضاهم، والسياسي هو الشخص الذي يتقن هذا الفن.

– تعريف دزرائيلي السياسة هي: فن حكم البشر عن طريق خداعهم.
– تعريف ميكافيليالسياسة هي: يتعلق فن الإبقاء على السلطة وتوحيدها في يد الحكام بأي وسيلة لتحقيق هذا الهدف.

السياسة والدين

 تتضح العلاقة المشتركة بين تعريفات العلماء والفلاسفة والتعريف الإسلامي للسياسة من خلال المقارنة بينهم، حيث يتم تنظيم حال الرعية بالدين من خلال تطبيق جميع الأوامر المحمدية، مما يحفظ حال المسلمين ويحقق لهم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والديني، ويضمن لهم الحق في الدفاع عن الأرض والعرض والأوطان، مما يجعل مفهوم الدين مرتبطا بمفهوم السياسة كما لو كانت حالة سببية ونتيجة.

المفهوم الخاطئ للسياسة الدينية

يصور أعداء الإسلام الدين السياسي كونه يتعلق بالحروب والاستعمار، ويقصرونه في هذا المعنى لإرهاب أي شخص يسعى للمشاركة في السياسة الإسلامية القومية لتعزيز دول المسلمين، وفي المقابل، يروجون لفكرة أن الدين يقتصر على المساجد وأن السياسة تتبعها الحركات السياسية لتحقيق أهداف إيجابية أو سلبية أو شخصية تختلف تماما عن الدين

وبناء على ذلك، ظهرت العديد من الدعوات لمعارضة الأفكار الدينية التي تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة كنظام ودستور ناجح، وهذه الدعوات تحاول إيهام الجمهور وترويعه بفكرة العنف والحروب والعودة إلى الماضي وتعطيل التقدم ومواكبة العالم الغربي في التحرر والتقدم، وجميع هذه الدعوات باطلة وقد برهنت على كذبها مع مرور الوقت

بداية ظهور مفهوم الإسلام السياسي

ظهرت فكرة الإسلام السياسي في نفس الفترة التي شهدت فيها سقوط الدولة العثمانية، فبعد تلك الفترة انتهت فكرة الاحتلال والسيطرة العثمانية على الأقاليم، وبدأ الناس يعيشون حياتهم في التدني والانشغال بالملذات والشهوات، ومن ثم ظهرت الحركة العلمانية والدعوات للتخلي عن العادات والتقاليد العربية. ومن هنا ظهرت العديد من الحركات الإسلامية التي دعت إلى العودة إلى الإسلام السياسي وتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع جوانب الحياة، ومواكبة الغرب في التقدم التكنولوجي والعلوم والأبحاث، ولكن مع الاحتفاظ بالعادات العربية والقيم الإسلامية الخاصة بنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى