منوعات

تطور الفكر الإداري

الفكر الإداري أو علم الإدارة يشير إلى العلم الذي يدرس النظريات الحديثة في مجال الإدارة، بما في ذلك التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة واتخاذ القرارات. كما يدرس تنظيمات الإدارة التي تشمل المؤسسات العامة والمنظمات المحلية، وبشكل أكثر وضوحا، يركز على دراسة إدارة الأفراد وأساليب تنظيم العمل الإداري داخل أي منشأة أو مؤسسة عامة أو منظمة، ويغطي الممارسات الإدارية على مر الزمن. تطور الفكر الإداري وتعددت مدارسه ونظرياته، وساهمت جهود العديد من علماء الإدارة في تطوير وإثراء المعرفة بأنظمة الإدارة وأساليبها.

جدول المحتويات

كيف تطور الفكر الإداري

حدث تطور خلاق في الفكر الإداري استنادا على حزمة من النظريات المختلفة، وما تقدمه هذه النظريات من قواعد حاكمة ومبادئ أساسية وأساليب للنشاط والعمل الإداري، كما كان لتطور الوظائف وعمليات الإدارة إسهاما فاعلا في تطور الفكر الإداري، الذي أعتمد بصورة رئيسية على مجموعة مدارس فكرية تمكنت بفضل علميتها من التأثير النافذ على علم الإدارة، وهو الأمر الذي أدي إلى ظهور نماذج عديدة ارتبطت بأساسيات وقواعد وأساليب الإدارة.

 مدارس الفكر الإداري

 شهد علم الإدارة تطورا ونموا كبيرا منذ نهاية القرن التاسع عشر، حيث ظهرت مدارس فكرية متعددة تهتم بدراسة وتفسير الإدارة كظاهرة اجتماعية، ونتيجة لوجود هذه المدارس كان هناك تباين في الآراء حول عددها.

 المدرسة الكلاسيكيّة

تُعد المدرسة الكلاسيكية في الإدارة أقدم المدارس الفكرية المرتبطة بالفكر الإداري. وكان التوجيه الأساسي لهذه المدرسة هو زيادة الإنتاجية عن طريق اختيار أفضل الطرق الفنية لأداء العمل ووضع معايير وقواعد لضبط العمل. وتم تقسيم هذه المدرسة إلى ثلاثة مجالات:

1 – الإدارة العلمية

يعد فريدريك تايلور، المفكر الأمريكي الملقب بـ “أبو الإدارة”، مؤسسا لقواعد ومبادئ الإدارة العلمية التي تعتمد على استخدام الطرق العلمية في العمل وتدريب العمال بشكل علمي، وتعاون العمال مع الإدارة بطريقة علمية ومنصفة، مع توزيع المسؤوليات بين العمال والمديرين بطريقة عادلة وفعالة لتحقيق أقصى درجات الكفاءة في العمل.

2- الإدارة الإدارية

 اعتمدت هذه الإدارة على أفكار المفكر الإداري الفرنسي هنري فايول، الذي ركزت مساهماته على تقسيم نشاط المشاريع الصناعية إلى جوانب فنية وتجارية ومالية وتأمينية ومحاسبية وإدارية.

عرض فايول مبادئ إدارية تتميز بالمرونة دون أن تكون مطلقة، وتستخدم هذه المبادئ في الظروف المتغيرة التي تتعلق بكل مشروع بشكل فردي، ومن بين أهم هذه المبادئ:

التخصص والسلطة والمسؤولية والمركزية والعدالة وتسلسل القيادة والعمل التعاوني.

3– الإدارة البيروقراطيّة

يعد ماكس فيبر، العالم الألماني، هو الرائد في هذا النهج الإداري، حيث قدم مجموعة من المبادئ، أبرزها: تدرج السلطة من الأعلى إلى الأسفل، والمسؤولية الفردية أمام رؤساء العمل، ووجود قواعد مكتوبة تحكم في سير العمل، واستخدام معايير رشيدة في التوظيف.

المدرسة السلوكيّة

 تم إطلاق المدرسة السلوكية كنتيجة للانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها المدرسة الكلاسيكية التي افترضت أن الطاقة الجسدية هي المؤثر الأساسي في الإنتاجية، وهذا ما جعل مفكري الإدارة ينتقدونها، لأنها خفضت من أهمية التنظيم المرتبط بسلوك الأفراد. وبالتالي، اعتمدت المدرسة السلوكية على دراسة وفهم المؤثرات التي تؤثر على السلوك في بيئة العمل.

المدرسة الكمية

تهتم هذه المدرسة بإستخدام معايير كمية للتعبير عن القضايا الإدارية، من خلال نماذج وصيغ كمية تحتوي على علاقات ورموز رياضية، بهدف اتخاذ القرارات الإدارية.

مدرسة النُظم

يعتبر المفهوم الأساسي في هذه المدرسة هو النظام، حيث يتكون من مجموعة مكونات تعمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة، وينقسم إلى جزئين: الأول هو نظام مغلق لا يتأثر أو يؤثر في البيئة التي يتواجد فيها، والثاني هو نظام مفتوح يتفاعل مع البيئة ويتأثر بها ويؤثر فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى