سوء الظن بالآخرين

سوء الظن هو طريقة رسمية لعدم الثقة في أي طرف أكثر من اللازم، ويتم استخدامها في حالات تنطوي على خطر شديد أو شك عميق. ويتم التعبير عنها في التربية المدنية على أنها توازن القوى أو تقسيمها، وفي السياسة كوسيلة للتحقق من شروط المعاهدة. وتقوم النظم التي تستند إلى سوء الظن بتوزيع المسؤولية ببساطة، مما يسمح بوجود ضوابط وتوازنات .

ما هو سوء الظن

النظام الانتخابي أو عملية الخصومة تعتمد بالضرورة على الشك، وليس على نقص الثقة، حيث تتنافس الأحزاب في النظام، ولكنها لا تتنافس لتدمير النظام نفسه، وهناك الكثير من عدم الثقة بين الأطراف، وهذا هو بالضبط ما يحفز إنشاء نظام رسمي لعدم الثقة، كما يعتمد البروتوكول الدبلوماسي، على سبيل المثال، الذي يطبق بين الدول، على وسائل مثل الرفض الرسمي الذي يقول `نحن لا نثق بهذا الشخص`، كما يميل إلى الاعتماد على قواعد صارمة – عدم الثقة في عادات كل فرد للإشارة إلى نيته، وبدلا من ذلك، يعتمد على معيار عالمي للسلوك في المواقف الاجتماعية الحساسة .

يستخدم البروتوكول كما هو محدد في علوم الكمبيوتر، فكرة أكثر رسمية عن عدم الثقة نفسها، ليس من المفترض أن تقوم `الأجزاء المختلفة` من النظام `بالثقة` فيما بينها، بل يجب أن تقوم بإجراء تأكيدات وطلبات وعمليات تحقق محددة، وبمجرد تمريرها، تقع المسؤولية عن الأخطاء بشكل صارم على الجزء المستلم من النظام، وليس ذلك الذي أرسل المعلومات الأصلية، ويسمى تطبيق هذا المبدأ داخل أحد البرامج بالتصميم المعتمد على العقد .

تعتمد حوكمة الشركات على المشتبه به، حيث يشك مجلس الإدارة في التقارير التي يتلقاها من الإدارة. ومع ذلك، فإنه يتمكن من التحقيق فيها وتحديها والتصرف نيابة عن المساهمين بدلا من المدراء. ومع أنهم نادرا ما يقومون بذلك في معظم الشركات الأمريكية، إلا أن ذلك يعد علامة على انعدام الثقة الذي قد يؤدي إلى فضائح المحاسبة ودعوات إصلاح المحاسبة كنتيجة حتمية. ومن أجل تجنب مثل هذه الأزمات الثقة الأكبر في النظام، يتم تبني تدابير سوء الظن الرسمية في البداية .

علم الاقتصاد العصبي وسوء الظن

يشرح علم الاقتصاد العصبي كيف يحاول الاقتصاديون فهم سبب ثقة البشر أو عدم ثقتهم في الآخرين، من خلال تسجيل القياسات الفيزيولوجية أثناء تجارب الثقة. قام الاقتصاديون بتجربة لاختبار سوء الظن من خلال لعبة الثقة، حيث طلبوا من المشاركين التبرع بمبالغ مالية مختلفة لأشخاص مجهولين دون ذكر أسمائهم، دون أي ضمان لاستلام أموال مقابل ذلك. تم تنفيذ ظروف مختلفة في التجربة، وبعد كل قرار، تم قياس مستوى الثقة من قبل المشاركين .

تشير نتائج هذه التجربة إلى أن الرجال والنساء يستجيبون للشك بشكل فيزيولوجي، حيث يرتبط ارتفاع مستوى هرمون الديهيدروتستوستيرون (DHT) لدى الرجال بالشك. ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من التجارب والحصول على نتائج إضافية لتوضيح العلاقة بين كمية DHT في الذكور واستجابات الشك .

سوء الظن يحمي في بعض الأوقات

تم إثبات أن سوء الظن يزيد من سرعة وأداء الأفراد والجماعات في مهام معينة، وفي التجارب، أثبت سوء الظن أنه يزيد من الأداء في المهام غير الروتينية مع تقليل الأداء في المهام الروتينية. وربطت الأبحاث المتعلقة بالأوضاع ذات المخاطر العالية، مثل منصات النفط والخدمات المصرفية الاستثمارية والجراحة الطبية وتجارب الطائرات وصناعات الطاقة النووية، بسوء الظن لتجنب الفشل. ولذلك، يؤدي سوء الظن إلى أداء أفضل عندما يكون هناك حاجة إلى استراتيجيات غير روتينية .