معارك الحرب العالمية الثانية البحرية
الحرب العالمية الثانية : في الأول من سبتمبر عام 1939 ميلادية بدأت الحرب العالمية في أوروبا، وفي الثاني من سبتمبر عام 1945 ميلادية انتهت، وكانت تضم العديد من الدول المنقسمة إلى حلفين عسكريين متنازعين فيما بينهما، وهما دول الحلفاء ودول المحور، وقد قدموا قدراتهم العلمية والصناعية والعسكرية والاقتصادية وشارك فيها أكثر من 100 مليون شخص لست سنوات متواصلة، وكانت الخسائر البشرية والمادية والنفسية والمعنوية كبيرة، وربما تستمر حتى يومنا هذا.
مقارنة بين البحرية البريطانية والبحرية الألمانية
انتشرت البحرية البريطانية بالبحر المتوسط والمحيط الهادئ والهندي والأطلنطي لحماية قواعدها بكل من هونج كونج وسنغافورة وقناة السويس ومالطة ومضيق جبل طارق، فكانت المهام البحرية تفوق قدرة البحرية البريطانية.
كانت البحرية الألمانية أقل في العدد والتسليح والخبرة، وعندما غزت ألمانيا الأراضي والقواعد في فرنسا وبلجيكا وهولندا والنرويج، كان لها ساحل يمتد لمسافة 2500 كيلومتر، وهذا الساحل، بكل قواعده البحرية والجوية، يسيطر على خطوط مواصلات المملكة المتحدة في المحيط الأطلسي.
المهام التي تقوم بها البحرية البريطانية
كانت للبحرية البريطانية مجموعة من المهام خلال الحرب العالمية الثانية، وتتضمن ما يلي:
أولاً : يتعلق الأمر بحماية خط الاتصالات البحرية الذي يمتد لمسافة 3000 ميل، ويصل بين كندا والولايات المتحدة، وينقل 20 مليون طن من الحاجات الأساسية للبقاء والبقاء على قيد الحياة شهريا عن طريق هذه الخطوط البحرية.
ثانياً : تعتبر مهمة إضافية للمهمة الأولى وهي حماية الشواطئ البريطانية من الغزو، وهناك مهمة أخرى وهي حماية طرق النقل البحري الشمالية المؤدية إلى الموانئ الروسية على البحر الشمالي.
ثالثاً : تأمين القواعد الثلاثة على طول خط المواصلات في البحر المتوسط وهم قناة السويس ومالطة وجبل طارق، وتعد مالطة المسيطرة على الملاحة بالبحر المتوسط والمؤثر الأول على الأحداث بشمال أفريقيا لأنها تمتلك أسطولا من الطائرات.
رابعاً : تحمي مناطق هونج كونج وسنغافورة وعدن خطوط المواصلات والقواعد البحرية، كما تحمي خط المواصلات إلى البحر الأحمر وطريق رأس الرجاء الصالح.
بعض المعارك البحرية خلال الحرب العالمية الثانية
أولاً : اندلعت المعركة الأولى بين سفن السطح وانتصرت البحرية البريطانية فيها وتمكنت من غرق البارجة الألمانية بسمارك في يوم 27/5/1941م، كما تمكنت أيضا من غرق البارجة الألمانية جراف سبي في يوم 17/12/1940م.
ثانياً : بدأت ألمانيا في حرب الغواصات لأنها علمت أن الجانب البريطاني سيحقق النصر في حرب السطح، حيث في عام 1940 قامت القوات البريطانية بسحب المدمرات لحماية الشواطئ من الغزو الألماني، مما ترك القوافل التجارية بحراسة ضعيفة. وفي الفترة بين يونيو وأكتوبر 1940، تمكنت القوات الألمانية من غرق 217 سفينة تابعة لبريطانيا وحلفائها عن طريق حرب الغواصات.
ثالثاُ : عندما بدأت ألمانيا حرب الغواصات الشرسة ضد بريطانيا، كان الهدف منها الدفاع عن نفسها من خوض المعارك بين سفن السطح، نظرا لتفوق الجانب البريطاني، وخسر الأسطول البريطاني نحو 681 سفينة تجارية خلال عام 1942 م، وبالأخص خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.
رابعاً : انضمت القوات البحرية الأمريكية إلى الحرب العالمية الثانية في عام 1941م، وكانت مسؤولية الأسطول الأمريكي هي خوض العمليات البحرية والسيطرة في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وبالتالي أصبحت المهمة صعبة عليه.
خامساً : بدأت الأسطول الأمريكي في زيادة عدد السفن المحملة ابتداء من يونيو 1943م نتيجة زيادة الإنتاج في الترسانة البحرية الأمريكية.
دور الغواصات في الحرب العالمية الثانية
لعبت الغواصات دورًا بارزًا في الحرب العالمية الثانية ، وبلغت أهميتها ذروتها في عام 1942م. كانت النتيجة في البداية لصالح القوات الألمانية ، ولكن تحولت الأمور لصالح الحلفاء في عام 1943م بسبب عدة نقاط مثل:
تم تطوير اختراع الرادار الميكروويف (السونار) واستخدام قنابل الأعماق والاعتماد على القوة الجوية التي تديرها القيادة البحرية لمحاربة غواصات الجانب الألماني. تم أيضا استخدام الطائرات لمكافحة الغواصات وإقامة قواعد جوية على ساحل المحيط الأطلسي. تم تأمين القوافل بمجموعات من المدمرات، وتم تعديل عدد السفن من 32 إلى 54 سفينة، مما زاد من سعة الحماية.
دور حاملات الطائرات بالحرب العالمية الثانية
أولاً : تم تدمير قاعدة تارانتو البحرية الإيطالية في البحر المتوسط من قبل الأسطول البريطاني، وتم اسقاط الطائرات من سطح الحاملة الوحيدة الموجودة في البحر المتوسط مما أدى إلى تدمير نصف الأسطول الإيطالي في 11 نوفمبر 1940م، وكان ذلك أول استخدام لحاملات الطائرات في الحرب.
ثانياً : تم تدمير القاعدة الأمريكية في معركة بيرل هاربر في 7/12/1941م بعد إقلاع 360 طائرة من 6 حاملات طائرات يابانية.
ثالثاً : بعد معركة بيرل هاربر، أصبحت حاملة الطائرات السفينة الرئيسية وتم تجهيزها بطائرات تحمل طوربيدات وقنابل ونظام دفاعي يشمل الطائرات المقاتلة.
رابعاً : أصبحت حاملات الطائرات تتحرك في مركز التشكيل البحري بين السفن التي تحيط بها لحمايتها، وبذلك تمتلك الطائرات مدى بعيد وتحل محل المدفعية، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي الأقوى والأكثر قدرة على تنفيذ العمليات البحرية باستخدام حاملات الطائرات، وبالفعل تمكنت من السيطرة والتفوق على الطائرات اليابانية.
خامساً : في عام 1942م، تم تجهيز السفن الأمريكية بالرادار للتعرف على الأهداف البحرية ليلا وفي ظروف رؤية ضعيفة، وفي عام 1943م، تم تجهيز السفن اليابانية بالرادار، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية لتفوق البحرية الأمريكية في المعارك الهامة التي واجهت فيها الطائرات المعادية على بعد 50-70 ميل، ومن أمثلة تلك المعارك معركة بحر كورال في مايو 1942م ومعركة ميداوي في يونيو 1942م.
سادساً : تم إنشاء سفن من الجانب الأمريكي لاستقبال المعلومات ودراستها وتحليلها ومن ثم نقلها إلى سفن القيادة لاتخاذ القرار المناسب ووضعه.