دعاء على الظالمين
حكم الدعاء على الظالم
يتفق العلماء على جواز الدعاء على الظالم، وهو من حق المظلوم، ولكن يفضل العفو والصفح، والدعاء للظالم بالهداية، وللرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في ذلك.
لا يجوز الدعاء على الناس الظالمين بطريقة غير معقولة، مثل الدعاء بالموت على شخص يسرق مبلغا صغيرا من المال أو ما يشابه ذلك، لأن هذا يعتبر تعديا في الدعاء وطلب شيء يتعدى حجم الظلم الذي تعرضت له، ويجب الدعاء عليهم وترك العقاب لله سبحانه وتعالى.
فالله سبحانه وتعالى هو العادل والأعلم بحالك منك. فقال سبحانه وتعالى: “(وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
ادعية على الظالمين
– يا رب، لم تُغلق الأبواب إلا بابك، ولم تَنْقطِع الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلا بك
يا رب اللهم إني ومن ظلمني من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرنا ومستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا ، وسرنا وعلانيتنا ، وتطلع على نياتنا ، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا ، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا ، ولا لنا منك معقل يحصننا ، ولا حرز يحرزنا ، ولا هارب يفوتك من.
اللهم، إن المظلوم لا يجد من يعينه إلا أنت، فسبحانك يا رب، فأنت تدرك المظلوم أينما كان وتقدر على مساعدته، فليتوكل المقهور عليك.
يا الله، أنا أطلب مساعدتك بعدما تخلى عني كل المساعدين من البشر، وأناديك وأنا لا يستجيب لي أحد من عبادك، وأناديك بابتغاء النجدة بعدما أُغلقت الأبواب المرجوة، يا الله، أنت تعلم ما حدث لي قبل أن أشكو إليك، ولك الحمد لأنك تسمع وترى وتدرك كل شيء.
دعاء على الظالم
يا رب، ها أنا ذا يا ربي، مهزوم ومبغوض، قد استنفد صبري وأصبحت حيلتي ضيقة، وانغلقت علي المسالك في كل الاتجاهات باستثناء اتجاهك، وأصبحت الأمور ملتبسة بالنسبة لي في إزالة المكروه عني، واشتبهت الآراء في تحقيق العدل، وخذلني الأشخاص الذين طلبت منهم المساعدة من عبادتك، وتخلى عني الأشخاص الذين اعتمدت عليهم من خلقك. فقد استشرت نصيحة أحد وأشار إليك كونك الخيار الأفضل بالنسبة لي، واعتمدت على دليلي ولم يدلني سوى عليك. لذا أعود إليك أيها السيد الصغير، ملجأي وملاذي، معترفا بأنه لا يوجد فرج إلا بك، وأنه لا خلاص لي سوى بك. أنجز وعدك لي بنصرتي واستجابة دعائي، فإنك قلت، عز وجل، وتقدست أسماؤك: ادعوني أستجب لكم، وأنا فاعل ما أمرتني به، ولا يمكن أن يكون هناك خيبة أمل فيك. وكيف يمكنني أن أشك في إيماني بك وأنت من دللتني عليك. فأجبني كما وعدتني، يا من لا يخلف الميعاد .
وأنا متأكد يا رب أن لديك يوم تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، ولديك وقت تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، ولا يخرج أحد من قبضتك، ولا تخاف فوت فرصة، ولكن ضعفي يحتاج لصبري على أناتك وانتظار حلمك، فإن قدرتك يا رب فوق كل قدرة، وسلطانك غالب على كل سلطان، وكل شخص سيعود إليك حتى لو أمهلته، وكل ظالم سيعود إليك حتى لو رأيته.
دعاء المظلوم على الظالم
يا رب، إني أحب العفو لأنك تحب العفو، فإذا كانت قدرتك السابقة وحكمك النافذ يجعلان للشخص فرصة الندم أو التوبة، أو يرجع عن ظلمه أو يمنحه مكانة أعلى بعدما ظلمه، فأجعل ذلك في قلبه في أقرب وقت وتب عليه واعفُ عنه يا اللطيف الكريم.
يا رب إن كان لديك معرفة بشيء آخر عن موقف يعانى فيه ظلما، فأنا أسألك يا ناصر المظلومين الذي يشتكى إليه، أجب دعائي وخذ حقه من مكانه الآمن بقوة وسلطان، فاجعله يفاجأ في غفلته بمفاجأة ملك منتصر، واحرمه من نعمته وسلطانه، وأظهر له نعمتك التي لم يشكرك عليها، واخلع عنه ثوب العز الذي لم يستحقه بالإحسان، واكسره يا من يكسر الأعداء العنيدين، واهلكه يا من يهلك الأجيال العنيفة، وخذله يا من يخذل الفئات الثائرة.
يا الله، اضطرب نفسه، وعجِّل حتفه، واجعله عاجزًا عن القوة والكلام والانتماء، ولا تجمع له كلمة واحدة إلا فرقتها، ولا ترفع له رأسًا إلا هونته، ولا تترك له مبررًا إلا قطعته .
يا ربّ اللهمّ عليك بمن ظلمني، اللهمّ خيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقني شرّ سطوته وعداوته، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً.
ندعو الله ونقول: يا ربّ، إن الظالم قد جمع كل قوّته وطغيانه، ولكنّي كعبد لك قد جمعت كل ما استطعت من الدّعاء، فأنت يا ربّ تقول لدعوة المظلوم بعزّتك وجلالك: لأنصرنّك ولو بعد حين، فنرجو من الله أن يستجيب لدعوة عبيده المظلومين وينصرهم.