قصص رعب باللهجه السعودية العاميه
قصة الجبل المسكون بالسعودية العامية
في إحدى مناطق مدينة جازان في المملكة العربية السعودية، كان هناك جبل في مكان مهجور يشتهر بأنه مسكون بالجن والأشباح. تواردت العديد من الأخبار وانتشرت الشائعات حول أن كل من يصل إلى ذلك الجبل ويصعد إلى قمته، إما أن يصبح شاعرا أو أن يصاب بالجنون. وعلى الرغم من ذلك، كان الفضول يدفع بعض الشباب إلى الرغبة في زيارة هذا الجبل وخوض تلك المغامرة.
كانت هناك مجموعة من الشباب الأربعة الذين لم يتجاوز أي منهم الثالثة والعشرين من العمر، يجلسون في سهرة يتسامرون ويضحكون، حتى وصل الوقت الواحدة صباحا. وخلال حديثهم، بدأ الحديث ينحرف نحو الأشباح وما وراء الطبيعة وعالم الجن، بما فيه من أسرار وخبايا، وبدأ كل منهم يروي للآخرين قصة أو حادثة مر بها.
وقد قاطع حديثهم واحد منهم يدعى تركي وقال (داحين أقول إني أطلع جبل العفاريت والجن، مين الي يبغى يطلع معي)، رد عليه فهد ساخرًا منه (شوفوا إلين مين الي يحكي الخواف الي فينا يبغى يشوف الجني)، وقد أغضب حديث فهد تركي كثيرًا فقال لهم (ترون إني أمزح معكم، أنا رايح داحين للجبل شوفوا مين يبغى يجي معي).
الصعود إلى الجبل المسكون
عندما علم أصدقاء تركي أنه لا يمازحهم ولكنه سيتحقق من حديثه ويصعد إلى الجبل المسكون، حذروه من المخاطر والأخطار المحتملة في تلك السلوكية، ولكنهم ردوا عليه بأنه لا توجد تجربة أكثر إثارة ومتعة من الذهاب إلى تلك المنطقة المظلمة والمهجورة وتسلق الجبل الذي يثير رعب الرجال والشباب.
بعد محاولات عدة، نجح تركي في إقناعهم، ومن ثم أخذ سيارتهم وانطلقوا في رحلتهم إلى الجبل. فور وصولهم، شعروا جميعا بنسمات الهواء القوية والبرد الشديد، على الرغم من أنهم كانوا في الصيف. قال زيد: “يا شباب، كنا نتحدث فقط، والآن توقفنا وتجمدت السيارة، هل لاحظتم البرودة الشديدة؟ ألا يسبب لكم هذا الظلام شعورا بالخوف.
تلعثم تركي وقال” تعني أن شخصا يدعى “تركي” تلعثم في كلامه وقال إنه لا يعرف ولا يحب الخوف، وكان يشعر بالخوف ولكنه تمكن من إخفائه، وفي أثناء صعوده للجبل، تعثر في حجر لم يكن موجودا في الطريق سابقا، وسقط على الأرض، وتدخل الشباب لمساعدته، وبعد تنظيف ملابسه، استطاع تركي أن يواصل صعوده للجبل.
صراخ بالجبل واشتعال النيران
ظل الشباب في الصعود إلى الجبل، وقد بات الأمر يسيرًا، بل وممتعًا إلى الحد الذي جعلهم يتسامرون ويلقون النكات وكأنها مغامرة تسلق وليس تجربة مرعبة لجبل مهجور ومسكون، وقبل اقترابهم من القمة ببضع أمتار، شعر صالح وكأن هناك شيء أمسك بقدمه ثم أفلتها، شيء ساخن وشديد الحرارة، كأنها جمرة من نار.
صرخ سالم صرخة مدوية اهتزت لها أرجاء الجبل والمنطقة بأكملها، وبصعوبة سارع أصدقائه إليه ليجدوه ملقى على الأرض يمسك بقدمه وكانت في غاية الاحمرار، وقد أخبرهم بما شعر به، ولكنهم ظنوا أنه من أثر جهد الصعود أو الاصطدام بصخور الجبل الحادة، وقد تمكن صالح من الوقوف، ليكمل طريقه إلى القمة ويرون من سيفوز بالوصول أولًا.
في ذلك الوقت، كان كل شاب يسمع صوتا يناديه باسمه، ولم يكن يدري إذا كان الصوت ينادي أحدهم أو ليس. فسأل محمد: “هل هذا الجبل فيه عفريت؟”. وفور انتهائه من السؤال، اشتعلت النيران في أجزاء من الجبل، وعلى الرغم من أنها لم تكن كبيرة أو خطيرة، إلا أنها أثرت على قلوب الشباب بالرعب.
قصة اللقاء مع جني الجبل
في ذلك الوقت، أقر الجميع بأن الأشباح تسكن ذلك الجبل، وقالوا بصوت واحد: ‘هيا بنا نعود إلى ديارنا، فقد كان من الخطأ وجودنا هنا.’ ولكن صوتا حادا مرعبا تهتز له القلوب وتقشعر منه الأبدان تردد على صدورهم، وامتلأت به الأرجاء، يقول لهم: ‘لماذا أتيتم إلى بيتي وبيت عشيرتي؟ ألا تعلمون أنه لم يأت أحد إلى ذلك الجبل إلا وانتهى أمره.
تركي شعر بالعجز وعدم القدرة على المشي، وكأنه مقيد بشيء غير مرئي، ولم يستطع التخلص منه، بينما فقد فهد الوعي على الفور، وركع صالح على ركبتيه واعتذر للجن لتقطعه بيئته وحياته، وبكى محمد بشدة، وأخبرهم الجني أنه لا يوجد سبيل للخروج إلا بقتل أحدهم، والناجي سيكون الشخص الوحيد القادر على المغادرة.
تأثر الأشخاص بشدة بطلب مثل هذا، فكيف يمكن لصديق أن يقتل صديقه، وكيف يمكن للشباب الذين لديهم مستقبل وحياة أن يتحولوا إما إلى قتلة أو مقتولين؟ وفي تلك اللحظة، احتجز الجبل من كل الجهات بالنيران، واختفى الجني بعدها، وكان الرعب والصدمة شديدين على الجميع، إذ إنهم لم يتمكنوا من الهرب بسبب النيران، ولم يكونوا يعرفون ماذا سيفعل الجني إذا لم يستجيبوا لطلبه، فكان كل من الاختيارين أمرا صعبا بنفس القدر.
النجاة من الجبل المسكون
وصل الشباب في ذلك الوقت إلى اليأس التام، وكانت أمامهم نار تستعر، وجني مرعب قوي حكم على ثلاثة منهم بالإعدام والموت، والأخير لا يعرف مصيره المحتوم، وفي لحظة تذكر محمد أنه بغض النظر عن قوة الجني، فإن الله هو الأقوى، وبدأ في استعادة قوته وهمس بصوت خافت قارئا المعوذتين لاهثا، يردد ذكر الله “لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين”، حيث تذكر دعاء النبي يونس عندما كان في بطن الحوت، وسمعه أصدقاؤه وقرأوا جميعا ما يتذكرونه من آيات القرآن الكريم.
وكلما ذكروا الله وارتفع صوتهم بالذكر تهدأ النيران إلا أن أوشكت على الاختفاء، وحينها ظهر الجني بأعين غاضبة، يحاول مهاجمتهم دون مقدرة على الوصول إليهم، وقد بدأ حجمه يتقلص شيئًا فشيئًا إلى أن اختفى تمامًا وكان آخر ما صدر منه صرخة شديدة، ولكن لم تكن تلك المرة صرخة قوة ولكن صرخة ألم وضعف، وبعد أن تلاشى تمامًا سقط الشباب على الأرض لا يتمكنون من الحركة، غير مصدقين أنهم أخيرًا قد نجو.
نزل الأصدقاء من قمة الجبل وصعدوا إلى السيارة واتجهوا إلى منزل تركي. هناك وجدوا والده يفتح الباب، فاظهرت عليه علامات الدهشة وعدم التصديق لأنه رأى ابنه وأصدقائه بعد فترة طويلة من الغياب وفقدان الاتصال بهم لأكثر من ثلاثة أشهر. عندما سألوه عن سبب دهشته، قال إن الناس كانوا يعتقدون أنهم قد ماتوا أو اختفوا في الجبل المسكون، وبعد البحث المكثف من قبل الأهل والأصدقاء لم يكون هناك أي أخبار عنهم، إلى أن صديق أخبره بأنهم ذهبوا إلى الجبل المسكون.