اسلاميات

المكان مابين الحجر الأسود وباب الكعبة ” الملتزم “

الملتزم هو الموضع الواقع بين باب الكعبة والحجر الأسود، ويبلغ طوله أربعة أذرع أي ما يعادل حوالي مترين، وقال ابن عباس: `الملتزم هو المكان بين الركن والباب`، ويعد الملتزم هو الموقع الذي يجاب فيه الدعاء، ومن السنن أن ندعو فيه مع إلصاق الصدر والخدود واليدين والأذرع.

جدول المحتويات

منطقة الملتزم

وكان ابن عباس يفعل ذلك ويقول: يقول الحديث: `لا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله إياه`. وحسب ما ذكر، أن عبد الله بن عمرو بن العاص قام بالطواف والصلاة، ثم اتجه إلى ذلك الركن ووقف بين الباب والحجر، وألصق يديه وصدره ووجهه به، وقال: `هكذا رأيت رسول الله يفعل`. وروى أبو الزبير أن عبد الله بن عمر وابن عباس وعبد الله بن الزبير كانوا يلتزمون بهذا العمل، وقال ابن عباس: `أن الإنسان إذا وقف بين الحجر والباب ودعا الله بشيء، رأى في حاجته بعض الذي يحب`.

الدعاء في الملتزم

لا يوجد هناك دعاء محدد يقوله المسلم في تلك المكان، ولكن يمكن له أن يلتزم بالدعاء عند دخوله إلى الكعبة، ويمكنه أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع، ويمكنه أن يفعل ذلك في أي وقت، ويجب على الداعي أن لا يطيل في الدعاء حتى لا يحرج الآخرين، ولا يجوز التسبب في إزعاج الناس أو عرقلتهم من أجل ذلك، وإذا وجد فرصة فارغة يمكنه الدعاء فيها، وإلا يكفي أن يدعو خلال السجود في الصلاة أو خلال الطواف.

– وما ذكر عن الصحابة – رضي الله عنهم – في الالتزام هو أكثر صحة مما ورد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فقد قال عبد الرحمن بن صفوان: “عندما فتح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مكة، قلت: سألبس ثيابي، وكانت داري على الطريق، لذا أردت أن أرى كيف سيتصرف رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت ورأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – قد خرج من الكعبة مع أصحابه، وقد استلموا المسجد من الباب إلى الحطيم، ووضعوا خدودهم على المسجد وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في وسطهم.” رواه أبو داود وأحمد.

– وعن عمرو ابن شعيب نقلا عن أبيه أنه قال: خرجت مع عبد الله بن الزبير لدبر الكعبة، وعندما وصلنا هناك، سألته: ألا تتعوذ؟ فأجاب: نعوذ بالله من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر، ووقف بين الركن والباب، ووضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله. وقد رواه أبو داود وابن ماجه.

– وقال ابن تيمية شيخ الإسلام: وإذا أراد الملتزم – وهو الشخص الملتزم بالعبادة – أن يأتي بين الحجر الأسود والباب، فيجب عليه أن يضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه على الباب ويدعو ويسأل الله تعالى لتحقيق حاجته. ويجوز له أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع، فإن هذا الإلتزام يكون ساريا سواء كان في حالة الوداع أو في غيرها. وكان الصحابة يفعلون ذلك عند دخولهم مكة. وإذا أراد الملتزم، في الدعاء، أن يقول الدعاء المأثور عن ابن عباس: “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، حملتني على ما سخرت لي من خلقك وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك، وأعنتني على أداء نسكي. فإذا كنت راضيا عني، فزدني رضا، وإلا فارض عني من الآن قبل أن ينقطع وصلي بيتك. فإن هذا هو وقت رحيلي، إذا سمحت لي بذلك، ولا يمكن استبدالك ولا بيتك بشيء آخر، ولا يمكن لي أن أكون راغبا عنك ولا عن بيتك. اللهم فأعنني على الصحة والعافية في جسدي، والعصمة في ديني، وأحسن توجهي، وارزقني طاعتك طول عمري. واجعل لي خير الدنيا والآخرة، فإنك قادر على كل شيء.

أما الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه فقال: “وهذه مسألة اختلف فيها العلماء مع أنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم (أي أنها لم ترد في أي حديث صحيح، بالإستناد على الأحاديث الضعيفة التي وردت في ذلك)، وإنما عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، فهل الالتزام سنة؟ ومتى وقته؟ وهل هو عند القدوم، أو عند المغادرة، أو في كل وقت؟

الاختلاف بين العلماء حول الملتزم

سبب الاختلاف بين العلماء هو عدم ورود ذلك في السنة المنقولة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أما عن الصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا يقومون بفعل ذلك عند القدوم.

يُنصح بالإلتزام بالملتزم، وهو المكان الواقع بين الركن الذي يحتوي على الباب والحجر، عند مغادرة المنزل، وقد أشار العديد من الفقهاء إلى أنه لا يوجد ضرر في الإلتزام طالما لم يسبب ضيقًا أو أذىً.

يفضل الوقوف في الملتزم والدعاء بعد الشرب من مياه زمزم، حيث روى البيهقي عن ابن عباس أنه كان يقف بين الباب والركن ويدعو الله، قائلا: “الملتزم هو المكان الذي يمتد بين الركن والباب، وإذا دعا أحد الله في هذا المكان فسيعطيه الله ما يطلبه.

يعتقد بعض الناس أن الملتزم هو الضعيف، ولكن البخاري يرون أن الضعيف هو الحجر الأسود نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى