شروط العمرة عن الغير الحي
العمرة عن غير حي حسنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها الأجر والثواب، حيث يزور المسلم بيت الله الحرام في مكة المكرمة ويؤدي مناسك العمرة ويزور مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، يسبق ذلك النية والإحرام، ويجب أن تكون النية لأداء العمرة عن النفس أو عن غيره، ولا يمكن أن يتم العمرة عن غير حي إلا بتوفر بعض الشروط التي سيتم شرحها لاحقا.
العمرة عن الغير الحي
المسلم العاقل يؤدي العمرة عن غيره من المسلمين كما يؤديها عن نفسه ولكن مع اختلاف النية والتلبية، وتكون العمرة عن الأب أو الأب أو عن أي شخص من المسلمين، ويبدأ المسلم بالنية ويقول أنه ينوي أداء العمرة عن فلان سواء كان القول سراً أو جهراً، ويوجد عدد من الشروط لهذه العمرة وهى على النحو التالي:-
يجب على الشخص الذي يريد الحج أن يؤدي الحج عن نفسه أولاً، ثم يمكنه أن يؤدي الحج عن شخص آخر في نفس الوقتالذي قام بأداء الحج عن نفسه، ولكن يتعين عليه تجديد الإحرام.
الشرط الثاني هو عدم جواز العمرة للأشخاص الأحياء إلا في حالات معينة، مثل كونهم يعانون من مرض شديد أو عجز أو عاهة دائمة، ويتم سؤالهم والحصول على موافقتهم قبل بدء العمرة.
يمكن للزوجة أو الأبناء تكليف شخص بأداء العمرة عن الزوج أو الوالد المتوفى، وذلك بعد إعطائه مصاريف العمرة، وتكون الغاية من ذلك هي الخير والمحبة وليس الربح أو التجارة أو الطمع في المدح والثناء أو أي شيء آخر يتعارض مع الأخلاق الحميدة.
عند أداء العمرة عن الغير، يتم احتساب الثواب والأجر كأنها قد أدت الشخص نفسه العمرة، وخاصة إذا كان الشخص يقوم بها ابتغاء وجه الله وحده، ويريد الحصول على الثواب والأجر من الله عز وجل، ويكون هذا بمثابة فضل من الله تعالى على الشخص الذي قام بأداء العمرة عن الآخرين، ويجب أن تكون النية صافية لإهداء الثواب والأجر عن طيب نية ورغبة صادقة في رضا الله.
في البداية، يقوم المعتمر الذي يؤدي العمرة بالتلبية وإطلاق النية للذات ثم للشخص الآخر، وبعد الانتهاء من العمرة الخاصة به يتم تحليل الإحرام ويبدأ بتجديد النية لأداء عمرة جديدة للشخص الذي يريد.
بعد التحلل من الإحرام الأول، يقوم المعتمر بالإحرام مرة أخرى لأداء العمرة في مسجد عائشة الموجود خارج حدود مكة المكرمة. يجوز للمعتمر أن يعتمر أكثر من عمرة في اليوم الواحد، ويمكن فصل بين كل عمرة وأخرى بفترة يوم أو أكثر، كما يحدد الشخص الآخر المعتمر الذي يريد أن يعتمر نيابة عنه.
ما مدى جواز الاعتمار عن الأحياء القادرين
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: `توسع الناس في الإقبال على الحج أمر يثير الحزن، وقد يكون غير صحيح شرعا، وذلك لأن الإقبال على النفل في الحج يحتاج إلى إذنين من الإمام أحمد رحمه الله. الأول يقول إنه غير جائز للشخص أن يوكل شخصا آخر لأداء النفل والحج بدلا منه إذا كان في حالة صحية سواء كان مريضا أو سليما. والثاني هو الاعتماد على تحسين القلب والأعضاء واستسلام الذات لله تعالى، ولا يجب أن يكون هناك عقد للصفقة في مثل هذا الأمر لأنه شخصي بين العبد وربه.`.
وفيما يتعلق برأي الإمام أحمد، فإن الاستنابة غير صحيحة، وأما الرأي الآخر فإنها صحيحة سواء كان الشخص قادرا أم غير قادر. ولكن الأقرب للصواب هو أن الاستنابة في العمرة غير صحيحة لكل من القادر والعاجز، ولكنها جائزة في الفريضة للعاجز الذي لا يتمكن من العمرة بسبب عجزه.
شروط العمرة عن المتوفي
من الشروط الأساسية للاعتمار عن الغير، سواء كان حيا أو متوفيا، أن يكون المعتمر قد أدى السنة عن نفسه في البداية، وعليه أخذ المال من مال المتوفى إذا كانت العمرة الأولى للمتوفى أو الفرض وهو الحج، ولا يتعد المال عن التكاليف وفقط لأن الأمر لله تعالى ولا يجوز فيه الاتجار، ولكن إذا كان المتوفى قد اعتمر أو حج قبل وفاته، يمكن أخذ التكاليف من ماله أو من مال المتبرع بأداء العمرة أو الحج عنه.
يجب على المتبرع أن يتطهر ويتوضأ ويرتدي ملابس الإحرام قبل أداء مناسك العمرة للرجال. بعد ذلك يبدأ الإحرام بأداء صلاة فريضة أو نافلة، ويقول “لبيك عمرة عن أبي، أخي”. من المستحب أن يتكرر التلبية منذ بداية الإحرام وحتى بداية الطواف، ويتم استخدام نفس العبارة التي علمناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”. يتم الطواف حول الكعبة، ويبدأ بالحجر الأسعد، ويتم أداء سبعة أشواط، مع الدعاء طوال الوقت. بعد ذلك يتم أداء الصلاة خلف مقام إبراهيم، وفي الركعة الأولى يتلى المعتمر الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يتلى المعتمر الفاتحة وسورة الإخلاص. يهدف استخدام السور القصيرة إلى ترك المجال للآخرين وعدم الازدحام.
يتم السعي بين الصفا والمروة عبر سبعة أشواط، وعند الوقوف على الصفا والمروة أثناء الحج أو العمرة، يجب على المعتمر أن يقول “إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر، فلا جناح عليه أن يطوف بهما، ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم”. وعليه أن يدعو بما يريد لنفسه والميت ويكثر من الاستغفار، وفي النهاية يجب عليه التحلل من الإحرام بالتقصير أو الحلق.