قصيدة شويخ من ارض مكناس
قصيدة شويخ من ارض مكناس
قصيدة شويخ من أرض مكناس هي واحدة من قصائد الزجل الأندلسية، وقد تم كتابتها قبل أكثر من 735 عاما من قبل الشاعر أبو الحسن الششتري الأندلسي أثناء إقامته في مدينة مكناس في المغرب، وقد ورد في القصيدة:
شَوَيْخمن مدينة مكناس وسط الأسواق يُغنِّي
ما هم عليه حاليًا وما هو حالي عليهم
ماذا يحدث يا صديقي من جميع الكائنات؟
إِفْعَل الخيرَ تنْجُو واتبعْ أهلَ الحقائق
لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق
خذ كلامي على ورق واكتب حرزًا عني
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
ثم قول مبين ولا يحتاج عبارة
أشَ عَلَى حَدْ مِن حَدْ إِفْهَمُوا ذِي الإشاره
وانْظُرُوا كِبْرَ سِنِّي والعصي والغَزَارَه
هكذا عشت في فاس، وهكذا هو وطني
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
ما أجمل كلامه عندما ينتشر في الأسواق
وتَرَى أهْلَ الحوانتْ تلْتفِتْ لو بالأعناقْ
بغرارة في عنقوا وعكيكز وأقراق
شويخ مبني على أساس كما أنشاه الله مبني
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
هل ترى هؤلاء الشباب كم هم ذوو معنى
لفت نظري وقال لي: ماذا تريد منا؟
سأقيم زنبيلًا لكي يرحم من في رحمنا
وأقامُوا بَيْن أجناسْ ويقُول دَعْنِي دَعْنِي
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
مَنْ عَمِلْ يا بْنِي طَيِّبْ ما يُصِيب إِلاَّ طَيِّب
لِعُيوبُوا سَينْظُر وفِعالُوا يُعَيِّب
والْمُقارِبْ بِحالِي يَبْقَى بَرَّا مُسَيِّب
مَنْ عاشر أصحاب الطيبة يعرف أعذار المغني
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
وكَذاكْ إِشْتِغالُوا بالصَّلاهْ على مُحَمَّد
والرِّضَا عَنْ وَزِيروا أبي بَكْرِ الْمُمَجَّدْ
وعُمَر قائِلَ الحقِّ وشَهِيد كُلِّ مَشْهَد
وعَلِي مُفْتِي الأرْجاس إِذا يَضْرِبْ مايْثِني
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
يا إِلهِي رَجَوْتُك جُدْ عَلَيَّا بِتَوْبَه
بالنَّبي قَد سألتُكْ والكرامِ الأحِبه
الرِّجِيم قد شَغَلْني وأنا مَعُوا في نُشْبَه
قد مَلاَ قلْبي وَسْوَاس مِمَّا هُ يَبْغِي مِنِّي
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
تَمَّ وَصْفُ الشُّوَيِّخْ في مَعانِي نِظامي
وإِنِّي خَوَّاص ونُقْرِي لأهْلِ فَنِّي سَلامِي
وإِذا جَوَّزُونِي نقُل أوَّلْ كَلامِي
شويخ من مدينة مكناس يغني في وسط الأسواق
ما يحدث لي من الناس وما يحدث للناس مني
قصة قصيدة شويخ من أرض مكناس
ولد كاتب القصيدة في غرناطة، وكانت عائلته ثرية وذات أصل وجاه، وعندما التقى الشاعر أبو الحسن الششتري بالشيخ ابن سبعين، الذي كان شيخًا متصوفًا، اعتنق أبو الحسن مذهب شعيب أبو مدين. ونصحه الشيخ ابن سبعين بأنه إذا كان يرغب في الجنة فيمكنه الالتحاق بهم، وإذا كان يرغب في رضا الله فعليه البقاء معه.
وأخبره أن طريق الصوفية لا يمكن دخوله إلا أن تخلى عن الثياب ومتاع الدنيا، وارتداء الثياب البالية، وأن يحمل الدف، ودخلت إلى الأسواق تذكر الرسول الكريم، وقد فعل الششتري كما أخبره ابن سبعين وبقي يغني خواطر المتصوفة ثلاث أيام متتالية، وكان يسير على عكازه ويردد قصيدة شويخ من أرض مكناس.
شويخ من ارض مكناس لـ خالد الشيخ
خالد الشيخ هو فنان بحريني ملحن، وقد قام بوضع ألحان للعديد من مسرحيات الأطفال في بلاده خلال فترة الثمانينات. ولكن السبب الرئيسي وراء شهرته في العالم العربي كان عندما لحن قصيدة شويخ من أرض مكناس في عام 1982م.
أحمد الجميري، مطرب من البحرين، غنى هذه القصيدة التي ساهمت شهرته وإعجاب الناس بها وبكلماتها، ومن أعماله الأخرى: ما طاعني، مال قلبي، يعسعس الغلس، يخلف الله عليه، ماني من اللي يطردون، نفسي حداها، يكبر علينا العشق، حبيب بر الشمال.
من هو أبو الحسن الششتري
أبو الحسن الششتري ولد في عام 610 هجرية وتوفي في عام 668 ميلادية، وهو شاعر أندلسي مشهور بالزهد والورع، ووصف في كتاب الإحاطة بأنه “عروس الفقراء، وأمير المتجردين، وبركة الأندلس”، وكان يلبس الخرق وهو من قرية شستر التي تقع في وادي آش، وزقاق الشستري مشهور بها. كان متقنا للقرآن ويعرف معانيه، وكان من أهل العلم والعمل
استخدم الششتري الزجل لأول مرة عندما قدم المعاني والمقاصد الصوفية، وأما الموشح فقد استخدمه محي الدين بن عربي في التصوف. كان أبو الحسن يتجول في مختلف مناطق الأندلس، ومنها انتقل إلى مناطق المغرب، واشتهرت قصيدته في جميع أنحاء الوطن العربي.
اين تقع أرض مكناس
تقع مدينة مكناس في وسط شمال المغرب، وتبعد حوالي 70 ميلا (110 كم) عن المحيط الأطلسي و58 كم جنوب غرب مدينة فاس. تعد مكناس واحدة من أربع مدن إمبراطورية في المغرب، وتم تأسيسها في القرن العاشر على يد قبيلة الزناطة من مكناسة الأمازيغ المعروفون باسم البربر، وهي تشكل مجموعة من القرى الموجودة بين بساتين الزيتون، ونمت حول تاكارارت، وهي قلعة مرابطية تعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر.
في عام 1673م، أصبحت مكناس العاصمة الجديدة للمغرب بعد حكم مولاي إسماعيل. قام هذا الحاكم ببناء الجوامع والقصور التي جعلت من مكناس مهد الفن والثقافة في المغرب، ولغاية يومنا هذا، تظل أسوار المدينة محصنة بأبراجها الأربعة وتسعة أبواب مزخرفة، ولكن المدينة تدهورت وتراجعت بعد وفاته
تمت احتلالها من قبل الفرنسيين في عام 1911م، وأقاموا حيا جديدا يفصل بواسطة نهر بوفكران عن الحي القديم، وتتميز مكناس بوجود مبان عالية ضخمة ذات تصميم وبناء رائعين، ومن بين هذه المباني الشهيرة قصر الروا، وهو عبارة عن مستودعات يقال أنها تتسع لما يصل إلى اثنا عشر ألف جواد، وتتمتع بحدائق خلابة تروى بالمياه من بحيرة صناعية تمتد على مساحة تقدر بحوالي عشرة أفدنة
وتعتبر مدينة مكناس مركزا تجاريا لمنطقة الهضبة الزراعية التي تحيط بها، كما وتعد سوقا للسجاد الفاخر والتطريز. يقوم بنسجها النساء الأمازيغيات بشكل رئيسي في جبال الأطلس المتوسط. ومن ناحية البر، ترتبط المدينة بالرباط وبالسكك الحديدية مع الرباط وفاس وطنجة والدار البيضاء. إذ تقع أطلال وليلي الرومانية ومدينة إدريس المقدسة التي أسست الأسرة الإدريسية في المناطق المحيطة بمكناس