محمد إيسياخم هو فنان جزائري يجمع بين الرسم والفن التشكيلي وتصميم الجرافيك، ويعتبر من رواد الحركة التجريدية في العصر الحديث. كان عضوا مهما في الاتحاد الوطني الجزائري للفنون التشكيلية، وخلال مسيرته الفنية تحدث عن الريشة واللوحة والعملات الورقية، واعتبر هذه العناصر وسيلة لتحقيق أهدافه وأفكاره الفنية .
حياة محمد إيسياخم وأهم انجازاته
ولد محمد إيسياخم في 17 يونيو 1928م في بلدة القبائل أزفون، وهي قرية صغيرة تبعد حوالي 43 كيلومترا عن تيزي وزو. انتقلت عائلة إيسياخم إلى غليزان عام 1931م وقضى محمد إيسياخم طفولته هناك. في عام 1943م، سرق إيسياخم قذيفة يدوية من مخيمات الجيش الفرنسي، وانفجرت القذيفة، مما أدى إلى فقدان أختين له وابنة أخت له، وفقد أيضا ذراعه اليسرى. بقي في المشفى لمدة تقرب من عامين حتى تعافى تماما. انضم إيسياخم إلى جمعية طلابية في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر في الفترة بين 1947-1951م، واتبع نهج الفنان عمر راسم، وكان فنانا بارعا في رسم المصغرات في الفترة بين 1953-1958م. ثم ذهب لدراسة الفنون الجميلة في باريس وغادر فرنسا عام 1958م، وانتقل بعدها إلى ألمانيا. واصل رحلته وذهب إلى ألمانيا الشرقية ومكث بها حتى حصلت الجزائر على استقلالها، ثم عاد إيسياخم إلى الجزائر عام 1962م .
عملت في مجال الرسوم الكرتونية لصالح جريدة `جمهورية الجزائر` اليومية. في عام 1963، كان محمد إيسياخم عضوا أساسيا في الاتحاد الوطني للفن التشكيلي. في الفترة من 1964 إلى 1966، عمل كرئيس لورشة الرسم في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر. بعدها، عمل كمدير لمدرسة الفنون الجميلة بوهران. وفي الفترة من 1965 إلى 1982، قام بتصميم نماذج للعملة الجزائرية وأيضا تصميم نماذج للطوابع الجزائرية .
أهم أعمال ايسياخم
إيسياخم لفيتنام عام 1972:في عام 1973، حصل على ميدالية ذهبية في معرض الجزائر الدولي عن عمله في بناء منصة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية .
في عام 1977م، عاد الفنان لرسم الكاريكاتير ونفذ لوحة لمطار الجزائر، ونشرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كتيبا له بعنوان
عاش رسام لمدة 35 سنة في الجحيم، وقد عرض تجربته الفنية والإنسانية خلالها. ومن الملفت للانتباه هو أنه خلال إحدى المقابلات الصحفية، صرح بأن الرسم يؤلمه، وأنه يعاني أثناء عمله، وبأن الرسم كان أكبر صدمة في حياته، وقد صرح بأن هذه الصدمة قد تفوقت على صدمة فقدان ذراعه .
في عام 1980، حصل إيسياخم على جائزة الأسد الذهبي للفن الإفريقي من قبل اليونسكو، ثم توفي عام 1985 عند عمر 57 بعد معاناة طويلة مع المرض، وترك بصمته في عالم التصميم والجرافيك .
والجدير بالذكر الحضور الواضح للرسام محمد إيسياخم بمعرض التراث التصويري بالجزائر والذي عرض أكثر من 14 لوحة للفنان الثائر كما لقبه غالبية النقاد وعُرف بصاحب ” الحقد المقدس ” وحازت لوحاته على إعجاب واهتمام جميع الحضور والملفت للنظر أن الفنان الراحل فضل عدم تسمية معظم لوحاته ومن أبرز لوحاته التي قام بتسميتها “حزن دفين بداخل الفنان “
قدم محمد إيسياخم اعترافا للكاتب أحمد أزقاغ في كتابه `الثورة الإفريقية لشهر مايو 1985`، حيث ذكر أنه كان يرسم دائما. قال للكاتب: `الشخص الذي شجعني لم يكن والدتي، بل كانت راهبة، أخت متدينة كما نسميها، كنت في المستشفى وكانت تعمل ممرضة، كانت تحضر لي أقلاما ملونة وألوان مائية، وكانت تحتفظ بأعمالي، ولكن ذلك لم يكن له أهمية كبيرة
ومن الممكن أن يكون الحزن الواضح والثورة العارمة الواضحة في لوحات إيسياخم قد ساهمت فيها المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وكان لها دور كبير في `الحقد المقدس` الذي عبر عنه الرسام في لوحاته التي حققت شهرة واسعة واعترافا عالميا .