” قلعة مارد ” من معالم المملكة التاريخية في دومة الجندل
تقع دومة الجندل، إحدى محافظات منطقة الجوف، في الجنوب الغربي لمدينة سكاكا، وتتميز بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية، ومن أشهرها قلعة مارد
بناء قلعة مارد الأثرية
تشهد القلعة التي تتميز بموقعها الفريد في دومة الجندل على أحداث تاريخية منذ قرون ، وهي تحمل في جدرانها الكثير من الأسرار والحقائق عن العصور القديمة، وما زالت صامدة أمام الزمن. تعود بناء القلعة إلى القرن الأول الميلادي، ويقال أن أقدم ذكر تاريخي لها يعود إلى القرن الثالث الميلادي، عندما ذكرتها الملكة الزباء خلال غزوها وقالت إنها تمردت على من حاول الدخول إليها واقتحامها، وذلك يأتي وفقا لما ذكر في ياقوت الحمو
مواصفات ومحتويات قلعة مارد
تقع قلع مارد على ربوة ترتفع حوالي 600 متر تقريبًا ، وهي مستطيلة الشكل في الأصل ولكنها اليوم بيضاوية الشكل وتتكون قلعة مارد من طابقين الطابق السفلي منها من الحجارة ، أما الطابق العلوي مبني من الطين ، ينبهر الزائرين للقلعة من ضخامتها وتحصينها الحربي القوي والمداخل المتعددة ، أيضًا تتوزع الغرف ما بين الطابق السفلي والطابق العلوي بطريقة هندسية مميزة ، يوجد أربعة أعمدة مخروطية الشكل تم بناءهم في أزمان متباعدة يرتفع الواحد منهم 12 مترًا تقريبًا كما يوجد في مدخل القلعة بئران .
تضم الطوابق الغرف الخاص بالحراس وغرف المراقبة وغرف الرماية ، ويحيط بالقلعة من الخارج سور من الحجر به الكثير من الفتحات الخاصة بالمراقبة ويوجد للسور مدخلان واحدة ناحية الجنوب والأخر ناحية الشمال ، في عام 1416هـ أعيد بناء أجزاء من القلعة لعام 1423هـ ، ويحتاج الزائر للقلعة لنحو 30 دقيقة للصعود إلى أعلى مكان بالقلعة عبر درج مكون من ألف درج ملتوي .
في عام 1976، تم الكشف عن بعض الخزف النبطي الروماني الذي يعود للقرن الأول والثاني الميلادي. يحتوي القلعة على نقوش ثمودية تعبد صلاة الصنم صلم، حيث كانت مدينة تيماء من المدن المقدسة لهذا الصنم قبل 600 عام. ترمز صورة رأس الثور إلى هذا الصنم، وتم اكتشاف هذا الرمز بالإضافة إلى بعض الآلهة الأخرى المرتبطة بثمود. توجد روابط وصلات بين ثمود وتيماء بفضل النقوش الموجودة هنا .
قلعة مارد في أقوال المؤرخين
يقول بعض المؤرخين أن عصر بناء قلعة مارد كان عصرا اتسم بالقوة لأمة جبارة، وقد يكون لقوم سيدنا صالح عليه السلام دور في بناء جانب منها. أما الحصن فهو عبارة عن مبان وحصون وقلاع تم تشييدها من الأحجار الصلبة ذات اللون الأحمر الفاتح، واحتفظت بلونها لقرون طويلة دون أي تغير، وكانت المنطقة محصنة بسور لصد هجمات الغزاة .
أهمية دومة الجندل في التاريخ
وحسب النصوص التاريخية، يتم ذكر دومة الجندل كعاصمة لبعض الملكات العربيات مثل الملكة تلخونو والملكة زبيبة والملكة تبؤة، والملكة تارابوا والملكة سمسي. كما تم ذكر الملكة سمسي في سياق الجزية التي كانت ترسلها الملوك إليها، حيث كانت تتمتع بنفوذ قوي يقارن بالفرعون المصري. ويجب الإشارة إلى أن دومة الجندل ليست محصورة في قلعة مارد فقط، بل توجد أيضا أقدم مئذنة في الجزيرة العربية على مسافة 44 مترا من القلعة، وهي تقع في مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. تم بناء المسجد في العام 17 للهجرة، وهو ملاصق لحي الدرع في الجهة الجنوبية، ويعتبر من المساجد التاريخية الهامة في المملكة .
تكتسب أهميتها بسبب التخطيط حيث أنها من تصاميم المساجد الأولى ، مثل تصميم المسجد النبوي في المدينة المنورة في الأوائل ، وهي إحدى أقدم المساجد التاريخية ، ولذلك فهي لها أهميتها الخاصة. كما يوجد فيها منازل قديمة والمتحف الوطني وسوق دومة الجندل القديم وحي الدرع التاريخي وسور المدينة .