يشير مصطلح “الفن المعاصر” في الدقيقة إلى الفن الذي ينتجه الفنانون الذين يعيشون اليوم، ويعملون في بيئة عالمية متنوعة ثقافيا، ويعكسون مجتمع العصر الحديث ويعلقون عليه. وعند التعامل مع الفن المعاصر، يواجه المشاهدون تحديا لتجاهل الأسئلة التقليدية حول الجمالية، ويفكرون فيما إذا كان الفن “صعبا” أو “مثيرا للاهتمام”، وقد يرفض الفنانون المعاصرون الأنماط والحركات .
الفن التشكيلي والخامات المستخدمة
منذ بداية القرن العشرين، بدأ بعض الفنانين في التخلي عن التمثيل الواقعي وتصوير الشخصية الإنسانية، وانتقلوا تدريجيا نحو الفن التجريدي. وفي مدينة نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية، صاغ عالم الفن مصطلح “التعبير التجريدي” لوصف حركة فنية لم تكن مجرد تعبيرا تاما أو تمثيلا. ومع ذلك، تحدى الفنانون في هذه الحركة التركيز أكثر على عملية صنع الفن بدلا من المنتج النهائي. وقد جلب فنانون مثل جاكسون بولوك أعمالهم الفنية إلى مستوى عال من خلال رش الطلاء بطريقة كبيرة وعفوية. كما لاحظ أحد النقاد، كانت اللوحة تشبه حلبة، حيث “ما حدث في اللوحة لم يكن مجرد صورة بل كان حدثا”. ومن هنا نشأت فكرة الفن التجريدي كحالة تلهم الفنانين الذين انخرطوا في حركة التعبير التجريدي، والتي أثرت بشكل كبير على الحركات الفنية التي تبعتها، وتستمر حتىاليوم. وتعتبر المواد التي يستخدمونها في أعمالهم هي: [يجب إضافة قائمة بالمواد المستخدمة]
1- الطباشير .
2- الفحم .
3- الكونتي .
4- القلم للتلوين .
5- الجواش .
6- الجرافيت .
7- الحبر .
8- اللوحة القماشية .
9- الزجاج .
10- الحجر .
11- فرشاة .
12- قلم برأس كروي .
13- قلم جل .
14 -قلم رصاص ميكانيكي يتضمن القابض والمسمار والسقاطة .
الفن التشكيلي المعاصر
يرفض فنانو الفن التشكيلي المعاصرون العاملون في حركة ما بعد الحداثة فهم الفن المسيطر ويتبنون فكرة “التعددية الفنية” وقبول مجموعة متنوعة من النوايا والأساليب الفنية. سواء تأثر الفنانون المعاصرون بفن الأداء أو الفن البوب أو الفن المفاهيمي أو الفيديو، فإنهم يستمدون من مجموعة لا حصر لها من المواد والمصادر والأساليب لخلق الفن. وبالتالي، يصعب تلخيص وجيز يعكس بدقة المفاهيم والمواد المستخدمة من قبل الفنانين المعاصرين. تسلط هذه النظرة العامة الضوء على عدد قليل من الفنانين المعاصرين الذين يتم عرض أعمالهم في متحف غيتي والمفاهيم التي يستكشفونها في أعمالهم .
الفنانون المعاصرون
قد يعترف الفنانون المعاصرون شأنهم في ذلك شأن العديد من الفنانين الذين سبقوهم، وبالبحث عن الأعمال الفنية في فترات زمنية سابقة في كل من الموضوعات والعناصر الرسمية ويجدون إلهاما لهم، وفي بعض الأحيان يأخذ هذا الإلهام شكل الاعتماد، واستعار الفنان جون بالديساري صورة من عام 1505 لخنفساء للفنان الألماني ألبريشت دورر وجعلها خاصة به، وباستخدام مواد العصر الحديث (الطباعة بالحبر النفاث المثبتة على لوحة من الألياف الزجاجية)، عرض “جون بالديساري” الصورة الأصلية مع قطعة من التمثال في شكل دبوس الصلب العملاق، وعن طريق إدخال دبوس الصلب في قماش، كما يجمع “جون بالديساري” بين وسائل الفن بطريقة حديثة جدا .
فن الفيديو
في ستينيات القرن الماضي، بدأ الفنانون يتجهون نحو استخدام وسيلة الفيديو لإعادة تعريف الفنون الجميلة. وعن طريق فن الفيديو، تحدوا العديد من الفنانين المفاهيم المسبقة للفن، التي اعتبرته البعض سلعة نادرة وذات جودة عالية لا يمكن فهمها إلا من طبقة محدودة من الأشخاص. ولكن فن الفيديو ليس بالضرورة نوعا من الأعمال الفنية التي يتمنى الأفراد امتلاكها، بل هو تجربة. واستمرارا في تغيير الأفكار والمفاهيم السابقة عن الفن، يسعى بعض الفنانين المعاصرين في فن الفيديو إلى التخلص من فكرة الفن كسلعة، ويستخدمون الفيديو كأداة للتغيير ووسيلة للتعبير عن الأفكار. كما يعترف بعض فناني الفيديو بقدرة وسائل الإعلام مثل التلفزيون والإنترنت، مما يفتح الأبواب أمام الفن للجماهير .
يعمل الفنانون على تطوير عملية إنشاء الفن والانتقال إلى ما هو أبعد من الفكرة القائلة بأن الفن يجب أن يكون منتجا جميلا فحسب، ويتمثل فن الفيديو في إضافة الأبعاد الأخرى للعمل من خلال تجميع مقاطع الفيديو مع الصوت والموسيقى و/أو المكونات التفاعلية الأخرى. وفي كتاب نيكول كوهين بعنوان “يرجى الجلوس”، يطلب من المشاهدين أن يكونوا مشاركين نشطين، ويمكن للمشاركين استخدام تقنيات الفيديو المبتكرة للجلوس على نسخ متطابقة من الكراسي الفرنسية في القرن الثامن عشر ومشاهدة شاشات التلفزيون التي تم إدراجها في الأماكن التاريخية الفرنسية في القرن الثامن عشر. وبينما توجد أعمال فنية تقليدية في المعارض تحمل علامات “لا تلمس”، يدعوك جون إلى المشاركة البدنية، وبهذه الطريقة يصبح المشاهد جزءا من العمل الفني .