اداب زيارة المريض للاطفال
زيارة المريض من الأمور المأمور بها في ديننا الحنيف، وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تأمرنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بزيارة المريض وتوضح فضل هذا الأمر، ولكن هناك آداب وقواعد يجب احترامها وتعليمها للأطفال في سن صغيرة حين زيارة المرضى.
أداب زيارة المريض
عندما يتم زيارة المريض في منزله أو في المستشفى، يجب الالتزام ببعض القواعد والأداب التي تضمن مصلحة المريض، ويجب تعليم الأطفال هذه القواعد حتى لا يسببوا أي إزعاج للمريض ويتسببوا في الإحراج للأهل، ومن بين هذه القواعد
ينبغي على الأطفال أن يُحذرُوا بضرورة الحفاظ على الهدوء خلال الزيارات للمريض، سواء كانت في المنزل أو المستشفى، لكي لا يتعرض المريض للإزعاج. يجب عليهم أن يتذكروا أنه عليهم الجلوس بصمت، وأنهم لن يتمكنوا من اللعب.
في حال كانت الزيارة في المستشفى وتبين أن غرفة المريض قد ازدحمت، يجب مغادرة الغرفة لمنع نقص الأكسجين والحد من الفوضى.
قبل الذهاب لزيارة مريض، يجب الاتصال به أولاً وإعلامه بالزيارة وموعدها، وسؤاله إذا كان هذا التوقيت مناسبًا له، وخاصةً أن حالة المريض قد تكون من أسباب منع الزيارة عنه في بعض الحالات.
يجب أن تكون فترة الزيارة قصيرة سواء في المنزل أو المستشفى، حتى يتمكن المريض من الراحة، ويجب أن يتعلم الأطفال هذه القاعدة بشكل خاص، حتى يكون لديهم فهم بأن الزيارة لن تطول.
عند التحدث مع المريض، يجب أن يكون الحديث بنبرة منخفضة، ويجب تجنب رفع الصوت لعدم إزعاج المريض.
يجب تجنب إحضار الطعام معك عند زيارة المريض، وخصوصاً الأطعمة التي يمنع على المريض تناولها.
– يجب اختيار وقت مناسب للزيارة.
– لابد من تشجيع المريض ومحاولة التهوين عنه ورفع معنوياته قدر الإمكان، مع الدعاء بالشفاء، وإظهار الإهتمام به وبحالته.
أهمية زيارة المريض
تعتبر عيادة المريض وسيلة مهمة لتوطيد العلاقات والتأكيد على الترابط الأسري، وتزيد من المحبة والترابط بين الأشخاص.
– ترفع المعنويات لدى المريض وتحسن حالته النفسية وتجعله أكثر تفاؤلاً ورغبة في الشفاء.
يساهم السرور في قلوب أفراد الأسرة المريضة حيث يشعرون بالتعاطف والمواساة.
من الممكن تقديم المساعدة للمريض عن طريق الزيارة، سواء كانت مساعدات عينية أو مادية، حيث يمكنك معرفة ما يحتاجه هو وعائلته عند زيارته.
أدعية لشفاء المريض
من أداب زيارة المريض الدعاء له بالشفاء، ويمكن ذكر عدد من الأدعية للمريض، مثل:
اللهم، أسألك بعظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفيه وتمنحه الصحة والعافية.
اللهم اشفِ المريضَ شفاءً لا يُغادِرُ سقماً، اللهم خذ بيده، اللهم احرسه بعينيك التي لا تنام، واكفه بركنك الذي لا يُرام، واحفظه بعزك الذي لا يُضام، واكنفه في الليل والنهار، وارحمه بقدرتك عليه، فأنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهم، يا مفرج الكرب، يا مجيبدعوة المضطرين.
– أَذْهِبِ البَأسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا.
يا الله، الذي تسمع دعاء العبد عندما يدعوك، والذي تشفي المريض بقدرتك، اشفه شفاءً لا يُغادر سقمًا، واردده بلباس الصحة والعافية يا رب العالمين.
أحاديث نبوية تحث على زيارة المريض
يوجد العديد من الأحاديث النبوية التي توضح فضل عيادة المريض وتحث عليه، نذكر منها:
– قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يعود مسلمًا غدًا إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشاء صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة.
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني؟ قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: ألم تعلم أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ ألم تعلم أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني؟ قال: يا رب، كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ ألم تعلم أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ ألم تعلم أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني؟ قال: يا رب، كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؟ ألم تعلم أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.
يقول الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه: `أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض، وإتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام`، وهذا الحديث متفق عليه.
– وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل: من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس”، رواه أحمد.