المنجزات الحضارية في العصر الاموي
شهد العصر الأموي تطورا حضاريا كبيرا ونهضة علمية لا مثيل لها، وساهم ذلك في ظهور العصر الذهبي للعلوم والحضارة في العصر العباسي، حيث لعب الأمويون دورا بارزا في التمهيد لهذا التطور الحضاري، وفي هذا المقال سنستعرض المنجزات الحضارية في العصر الأموي.
العصر الأموي
في العصر الأموي، قام عبد الملك بن مروان بجعل اللغة العربية اللغة الرسمية للبلاد، وبالتالي أصبحت مستخدمة في جميع بلدان المشرق والمغرب. تم إنشاء المدارس والمستشفيات، وساهم ذلك بشكل كبير في النهضة الإسلامية. تم تدوين العلوم وتعريبها للمرة الأولى في العصر الحديث، مما ساعد العلماء على الوصول إليها بسهولة. كما عملوا على توسيع المساحة الإسلامية، مما سهل دخول ثقافات جديدة إلى الحضارة الإسلامية.
وضع العلوم
لم تكن الدولة الأموية بالقوة التي يمكنها الظهور في المجال العلمي، ولكنها عرفت في التفسير والحديث المغازي والأذى، فكان الحديث عن العلوم من التخصصات التي لم تنتشر بقوة في هذا الوقت، فكان المعلم يحكي في قصته عن مجموعة من العلوم المتعددة دون تخصص، ثم بعد ذلك ومع الوقت أصبحت الجلسات العلمية أكثر تخصص.
وفي العصر الأموي تم إنشاء أول مدارس منظمة تعمل تحت رعاية الدولة، وكان الفضل في ذلك الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وعمل انتشار المدارس، كما قام بإنشاء المستشفيات ويعتبر هو أول من قام بإنشائها، ثم قام بإنشاء البيرامستانات والتي تمثل دورها في إيواء المعاقين وذوي الأمراض العقلية والعصبية، وأصبحت المستشفيات التي أمر بإنشائها الملك الوليد بن عيد الملك هي المرجع الأساسي لمستشفيات أوروبا بعد ذلك، وأصبح الأطباء الجدد في أوروبا يدرسون على أيدي أطباء مستشفيات العصر الأموي.
حركة الترجمة والتدوين
شهد عصر الوليد حركة كبيرة في الترجمة، فكان لها الأثر الأكبر في نهضة الحضارة الإسلامية، حيث قام بتعريب الدواوين كلها من الشرق إلى الغرب، وكان في عصره خالد بن يزيد بن معاوية والذي يعتبر رائد عصر الترجمة، فبدأ معه عهد الترجمة الحقيقية، وبهذا أصبحت كل العلوم مترجمة باللغة العربية، بما فيها الطب والصيدلة والكيمياء، وأصبح لابد لمن يريد تعلم العلوم الرجوع اليها وتعلمها باللغة العربية، مما جعلها أكثر ازدهارا .كما ساعد هذا في وجود الكثير من السريان متعلمي اللغة العربية، الذين ساعدوا على انتشار المدارس والعلوم في دول العراق والشام، ولذلك فان كل ما ظهر في العصر الأموي يدل على أن بدايات حركة الترجمة جاءت من هنا، قبل أن تبدأ في العصر العباسي.
الحركة الفلسفية
يعد عصر مروان بن الحكم أقدم فترات الفلسفة في التاريخ الإسلامي، وكان العلماء العرب يصفون العلوم الطبيعية بأنها العلوم التي تتطلب المشاهدة والتجربة. وكما كان الأمر في مجال الترجمة والتدوين، فإن الحركة الفلسفية كانت أيضا مبتدأ في العصر الأموي. ومع ذلك، يمكن القول بشكل عام أن الفلسفة كانت أقل انتشارا في المنجزات الحضارية في ذلك العصر.
في ذلك الوقت، بدأت الاهتمامات بالكيمياء بفضل خالد بن يزيد بن معاوية، الذي كان مهتما بشكل كبير بالكتب اليونانية والقبطية لتعمق دراسته في مجال الكيمياء. لقد لعب دورا أساسيا في تقدم العرب في مجال الكيمياء وقام بكتابة العديد من الكتب في هذا المجال، بما في ذلك “كتاب الحرارات” و “الصحيفة الكبرى” و “الصحيفة الصغرى” و “السر البديع في فك رمز المنيع في علم الكاف” و “فردوس الحكمة في علم الكيمياء منظوم.
العلوم الطبية والأحياء والنبات
لم تكن الدراسة العربية مهتمة بعلوم الأحياء والنباتات بشكل كبير حتى النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة. أما العلوم الطبية، فقد تأثرت بشكل كبير بالطب اليوناني، حيث ساهم التطور في وجود العديد من الأطباء المسيحيين الذين عينهم الخلفاء الأمويون. قاموا بترجمة الكتب إلى اللغة العربية، مثل كتاب كناش، وكتاب قوى الأطعمة وفوائدها وأضرارها، وكتاب قوى العقاقير وفوائدها وأضرارها. ومن بين أبرز هؤلاء الأطباء ابن أثال وأبو الحكم الدمشقي وحكم الدمشقي وعيسى بن حكم الدمشقي وماسرجويه وتياذوق وابن أبجر وفرات بن شحنات.
الحركة التاريخية
ساهمت حركات التدوين التي ظهرت في العصر الأموي في بعض العوامل مثل انتشار الإسلام بين الأمم بشكل أكبر، حيث نقل الناس تواريخ أممهم إلى العرب ورووها في الكثير من الكتب.