شروط البيع بالمزايدة .. وهل هو حرام ؟
هل البيع بالمزايدة حرام
الدين الإسلام يهتم بجميع أمور المسلمين، بما في ذلك طرق الكسب، ويحرص على أن يكون كسبهم من مصادر حلال.
يقول عز وجل: “أحل الله البيع وحرم الربا”، فالبيع والشراء من أمور المباحة والمستحبة في الإسلام، ومن أهم أسباب الرزق.
واجب على كل مسلم أن يتعلم فقه البيع والشراء، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يبيع في سوقنا إلا من يتفهم، وإلا فإنه سيتورط في الربا بقدر ما يشاء أو يرفض.
والبيع بالمزايدة حلال وجائز في الإسلام.
يتحدث هذا الحديث عن بيع النبي (عليه الصلاة والسلام) قدحا وحلسا في نظام المزاد، وذلك وفقا لحديث أنس بن مالك، الذي يقول إن النبي (عليه الصلاة والسلام) باع حلسا وقدحا، وقال: “من يشتري هذا الحلس وهذا القدح؟”، فقال أحد الصحابة: “أنا أشتري بدرهم”، فقال النبي (عليه الصلاة والسلام): “من يزيد على درهم؟”، فأعطاه رجل آخر درهمين، ثم باعهما له.
شروط البيع بالمزايدة
- يتعين على المبيع أن يكون مالكًا للبضاعة وأن يكون بيعها من الأمور الحلال.
- يجب أن لا يكون هذا المبيع ظلما من صاحبه.
- يجب أن يتم البيع علنًا حتى لا يثار شبهات التلاعب أو الحرام.
ومن شروط السلع الحلال في الإسلام:
- أن لا تكون السلعة نجسة في عينها
يشبه الخنازير في تلك الناحية، ولكن علماء الدين وافقوا على بيع ما لديها من فوائد شرعية، على سبيل المثال بيع النفايات أو القمامة إذا كانت تستخدم لأغراض مفيدة مثل استخدامها كسماد للتربة أو لإعادة التدوير.
يمكن بيع السلع الميتة ما لم يتم استخدامها في الأكل أو الشرب بأي شكل يجوز بيع جلود الحيوانات الميتة، ولكن لا يجوز بيع لحومها للأكل.
- أن يكون منتفع بها
لا يجوز بيع الحشرات والعقارب والحيوانات التي لا يستفيد منها، إلا إذا كان الهدف من بيعها هو استخدامها في البحث العلمي أو العلاج. وقد أباح بعض العلماء بيع الحيوانات للاستمتاع بأصواتها أو النظر إليها، مثل بيع طيور الزينة.
- أن يكون المتاجر به شيئا يملكه البائع أو يمكن له بيعه
يجب أن تكون السلعة مملوكة للبائع أو أن يكون لصاحب السلعة الحق في بيعها، فمثلاً يمكن لشخص أن يسمح لصاحب دار المزادات ببيع أثاث منزله أثناء غيابه، وهذا يعتبر جائزًا.
يمنع الزوج من بيع أي شيء ملك لزوجته، ويمنع الزوجة من بيع أي شيء ملك لزوجها، ويمنع الوالد من بيع أي شيء ملك لابنه أو بنته، ويمنع الابن من بيع أي شيء ملك لوالده دون إذن منه.
- أن يكون المبيع متاح تسليمه للبائع
لا يجوز للشخص بيع شيء لا يستطيع تسليمه للمشتري، مثل الأرض المرهونة أو الموقوفة التي لا يملكها البائع ويتعذر عليه تسليمها للمشتري.
- أن يكون المبيع من المعلوم قدره ووصفه
على سبيل المثال، لا يمكنك قول `سأبيع مائة متر من هذه الحديقة`، بل يجب تحديد مكانها قبل البيع.
- أن يكون المبيع مقبوضًا
يعني ذلك أن البائع قد باع شيئًا لم يمتلكه أو يحتفظ به، مثل بيع عقار لا يمكن للمشتري الاستفادة منه بأي شكل من الأشكال، سواء كان بالإقامة فيه أو تأجيره أو إعادة بيعه، بسبب وجود شخص آخر يمتلكه أو يسيطر عليه.
بعض السلع التي ثارت حولها أقاويل
- بيع الماء
هناك اختلاف في الآراء حول جواز بيع الماء، وذلك بسبب حديث النبي عليه الصلاة والسلام `الماء والكلأ والنار شركاء بين الناس`.
ومع ذلك، أجاز العلماء بيع الماء المستخرج، حيث يمكن للشخص الذي يستخرج الماء من بئر أو نهر تنقيته وتحميله بجهد، بيعه كما يتم بيع الحطب، وهذا البيع جائز شرعًا.
- بيع المصاحف وكتب العلم
أذن العلماء ببيع المصاحف وكتب العلم، وذلك لأن دور النشر يقوم بطبعها لتسهيل اقتنائها وتداولها بين المسلمين، وهذا أمر جليل، ولكن يشترط من العلماء عدم المبالغة في تحديد الأسعار.
يعتقد بعض المتخصصين بالدراسات الدينية أنه غير مسموح للشخص غير التاجر ببيع المصحف، لأن هذا يتعارض مع احترام المسلم لكتاب الله تعالى.
فيما يتعلق بكتب العلم الأخرى، يُسمح ببيعها والتجارة بها، ولكن من الأفضل عدم بيعها إلى غير التجار إلا في حالات الضيق المالي، ويرى بعض العلماء أن توفير هذه الكتب لطلاب العلم أو تهديتها لهم أمر مستحب.
الفرق بين بيع المزايدة وبيع النجش
النجش في اللغة يعني استدراج الصيد أو ترويعه حتى يسهل الإمساك به في مكان معين، وفي البيع والشراء يعني زيادة سعر السلعة دون أن يكون الهدف هو شراؤها، بل هو رفع سعرها.
– مثال على ذلك هو عندما يشارك شخص ما في مزاد ويتفق مع البائع على رفع سعر السلعة فقط دون أن يكون لديه نية حقيقية للشراء، وهذا هو الفرق بين المزايدة والنجش، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجش في حديث شريف لابن عمر.
اتفق العلماء على أن من يمارس هذا الفعل يرتكب إثمًا، ولكن البيع نفسه محل اختلاف بين العلماء حول جوازه أو تحريمه.
بيوع محرمة في الإسلام
بيع المزابنة: هو عندما يقوم التاجر ببيع سلعة بدون وزن أو قياس بسلعة أخرى ذات وزن محدد أو قياس، ومن أمثلة ذلك أن يبيع صاحب حديقة الثمار على الشجر مقابل كمية محددة من فاكهة أخرى أو وزن محدد، وذلك لأن الثمار على الشجر لا تكون معروفة الكمية.
بيع المنابذة: يعني ببيع شخص سلعة للمشتري دون أن يقوم المشتري بفحص السلعة التي اشتراها.
بيع المعاومة: مثال على ذلك هو بيع ثمار الحديقة لمدة ثلاث سنوات قادمة، حيث لا يعرف ما ستكون عليه الثمار خلال تلك السنوات وقد تتلف أو تنمو الأشجار بثمار أكثر من المتوقع، والمبدأ في البيع هو أن يتم تحديد كمية البيع.
بيع العربون: الترجمة: أن يقوم المشتري بدفع مبلغ مقدم للبائع قبل استلام السلعة، ويسمى هذا المبلغ عربونا، ويكون المبلغ المدفوع جزءا من ثمن السلعة في حالة البيع، ويعود للمشتري إذا لم يتم البيع، مثل دفع المشتري جزءا من سعر السلعة قبل المزاد وفقدانه إذا لم يحصل على السلعة في المزاد.