الاستعفاف وأثره على حياة الفرد والمجتمع
يعني الاستعفاف طلب العفو، وهو خلق إيماني رفيع. ويتم الاستعفاف عن طريق الابتعاد عن أفعال الناس السيئة مثل القذف، وكذلك بتر الطمع وعدم التسول لأموال الناس.
مظاهر الاستعفاف
عفة اللسان
قال الله تعالى: `وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا`
وقال جل شأنه :ما يتم نطقه من قول إلا أنه لديه رقيب متأهب
العفة الجنسية
حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج لأنه يساعد في الاستعفاف والعفة، إذ قال: `يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.` وهنا يعني الوجاء الحماية والوقاية.
عفة البصر
لأن النظر يعد من باب الزنا، وأكثر من ذلك، فإن النظر المحرم في حد ذاته يعد زنا. كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “يحصل لابن آدم نصيبه من الزنا، وهو لا يمكن تجنبه، وإنما يأتي عبر العينين بالنظر، والأذنين بالاستماع، واللسان بالكلام، واليد باللمس، والرجل بالخطوات، والقلب بالشوق والرغبة، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه”. وفي رواية مسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: “يا علي، لا تتبع النظرة، فإنها لك الأولى، وليست لك الآخرة
أنواع العفة
العفة تنقسم إلى نوعين رئيسيين، ومن خلالهما يمكن التمييز بين المسلم الملتزم بالأخلاق وبين الآخرين
العفة عن المحارم
العفة هي الامتناع عن محارم المسلمين، بما في ذلك العرض والدم والمال. وتنقسم العفة عند العلماء إلى نوعين، الأول: الامتناع عن الحرام بمعنى عدم الاقتراب من المحرمات مثل الزنا، والثاني: الامتناع عن التحدث بشكل نابي وغير لائق وعدم الخوض في أعراض الناس، وغير ذلك.
العفة عن المآثم والمعاصي
ينقسم هذا النوع إلى نوعين وهما: عدم المجاهرة بالظلم، أي عدم مضايقة الناس بالظلم في العلن، وعدم الخوف من الله تعالى عند ارتكاب الظلم، وعدم الاعتراف بالظلم من قبل الظالم، حتى لو كان يدرك في ذاته أنه ظالم.
النوع الثاني من الخيانة هو التوقف عن الإصرار على الخيانة، سواء كان ذلك في العلن أو الخفاء، حيث يكون الشخص أمام الناس بمظهر طيب ولكن يحمل في داخله نيّة خبيثة.
اثر الاستعفاف على الفرد والمجتمع
تتمثل سلامة المجتمع في الحفاظ على العرض والشرف، وحرمة الفواحش والحفاظ على طهارته.
يعتقد الشخص الذي يمتنع عن الذنوب أنه سيحصل على ثواب كبير في الحياة الآخرة .
3- كذلك يحظى بالرضا والقناعة فقال الله تعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .
4- حسن النفس وشرف النفس وقوة الإرادة وانفتاح الصدر وحماية نور القلب لكي لا تطفئه ظلمة الخطيئة .
العفة والاستعفاف في القرآن الكريم
ـ قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ۚ ذٰلك أزكىٰ لهم ۗ إن اللـه خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ۖ وليضربن بخمرهن علىٰ جيوبهن ۖ ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا علىٰ عورات النساء ۖ ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ۚ وتوبوا إلى اللـه جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
ـ وقال سبحانه وتعالى : {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ}.
ـ وقال سبحانه وتعالى : يجوز للنساء اللاتي لا يرجون الزواج أن يرتدين ثيابًا غير متبرجات بالزينة، وأن يستعففن، وذلك بناءً على قاعدة شرعية في الإسلام.
– وقال تعالي : {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة:273].
وقال تعالى: “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ۚ ذٰلك أزكىٰ لهم ۗ إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن
احاديث عن العفة والاستعفاف
ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم أن (زِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ).
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: `يا علي، لا تتبع النظرة بالنظرة، فإن الأولى لك والآخرة ليست لك`.