حكم التهنئة بالعام الميلادي الجديد
رأس السنة الميلادية هو أول يوم في شهر يناير من كل عام ميلادي، وقد اعتاد المواطنون في شتى بقاع الأرض على تهنئة بعضهم البعض بالعام الميلادي الجديد، ويتم تبادل التهاني وبطاقات المعايدة والرسائل النصية والمصورة، كما يهنئ المسلمون بعضهم البعض بحلول العام الهجري الجديد من كل عام، الذي يبدأ مع أول يوم من شهر محرم، وعادة ما يتساءل المسلمون عن حكم التهنئة بالمناسبات والأعياد الغير دينية، خاصة إن كانت تخص بعض العقائد والديانات الأخرى.
التهنئة بالعام الجديد
منذ فترة طويلة وقد أصبح الناس معتادين على تهنئة بعضهم البعض بأي شيء جديد يحدث في حياتهم، مثل الزواج أو ولادة طفل جديد أو الانتقال إلى وظيفة جديدة، فكل ما هو جديد في الحياة يستحق التهنئة والدعاء بأن يباركه الله، ومن بين أنواع التهنئة المعروفة التي يتبادلها الأفراد هي تهنئة حلول السنة الجديدة، سواء كانت هجرية أو ميلادية، وهناك جدل بين المسلمين بشأن جواز تهنئة السنة الميلادية أو عدمها.
لا يوجد خلاف في تهنئة المسلمين بعضهم بعضا في العام الهجري الجديد أو الأعياد المتعارف عليها في الدين الإسلامي، ولكن الخلاف يكون فيما يتعلق بالأعياد التي تخص بعض العقائد الأخرى.
مظاهر الاحتفال والتهنئة بالعام الميلادي الجديد
قد نجد أن طقوس الاحتفال والتهنئة بالعام الميلادي الجديد تختلف من مجتمع إلى آخر، وقد تطورت مؤخرا طقوس الاحتفال بالعام الميلادي الجديد، ونجد أن العرب قد انتشرت بينهم ثقافة الاحتفال التي يتبعها الغرب اليوم، ويقوم البعض بإرسال واستقبال المزيد من الرسائل النصية والصور. كما نجد أن الكثير من المؤسسات اليوم تعمل على نشر برامج خاصة بها خلال احتفالات العام الميلادي الجديد. وفي الغرب، نجد أن الشوارع والمحلات التجارية والساحات تزين لهذه المناسبة.
قد نجد بعض الناس متحفظين في تبادل التهاني خلال تلك الفترة، ولكن ما هو حكم الشرع في تبادل تلك التهاني، حتى وإن كان الرد على من يهنئ الشخص بغية عدم دخول الشخص في المحرمات وعدم إغضاب الله عز وجل.
حكم التهنئه بالعام الميلادي الجديد
قد نجد أن الكثير من الناس يتسائلون عن الحكم في تهنئة البعض بالعام الميلادي الجديد خاصة وأنه بعيد كل البعد عن العقائد الإسلامية، وفيما يتعلق بالعام الميلادي فهو ليس شرعي بالنسبة للمسلمين والدين الإسلامي، لذا يجب على المسلمين عدم التهنئة بقدوم ذلك العام مع بعضهم البعض أو حتى مع الآخرين، ومن المعروف أن التهنئة بالعام الميلادي الجديد لم تكن من الأمور المتعارف عليها عند السلف لذا يجب على جميع المسلمين تركها.
ومع ذلك، إذا كانت التهنئة لهدف محدد وهو انتهاء عام في طاعة الله عز وجل، فلا مشكلة في ذلك، لأن أفضل الناس هم الذين عاشوا طويلا وأنفقوا حياتهم في طاعة الله عز وجل. ومع ذلك، من الأفضل أن تكون التهنئة خلال العام الهجري فقط، لأنه العام المعترف به في الدين الإسلامي. وأكد العديد من الفقهاء وعلماء الدين أن تهنئة الآخرين في العام الميلادي الجديد يشبه الكفارة وهو أمر غير شرعي.
وقد أقر العلماء على أن التهنئة مجرد عادة وليست عبادة لله عز وجل، وتلك العادة يتم النظر إليها على حسب المعنى والقصد منها وقد يرى بعض علماء الدين أنه من رد التهنئة على من بادر بتهنئة فلا بأس عليه وفي ذلك الأمر يدخل من باب المباح، ولكن على المرء أن يقوم بها وعدم التشبه بالكفار أو أنه من باب تقليد النصارى ولكن من الممكن أن يكون الغرض هو إدخال المزيد من السرور على من تقوم بتهنئتة.
وقد أكد العديد من العلماء في العديد من الدول العربية في بلادنا في عدة مرات في هذا الشأن، أنه يجب على الشخص أن لا يتقرب إلى الكفار، ولكن يجب عليه القيام بأمور عديدة، بما في ذلك قراءة القرآن الكريم والتقرب من الأهل والأقارب لصلة الرحم، والقيام بالكثير من الأشياء المحببة إلى الله عز وجل. لذلك، فإن النية تلعب دورا كبيرا بين الحرام والحلال، وعلى الإنسان أن يظهر نيته في هذا الأمر، سواء كان التشبه بالنصارى أو تسبب السرور للآخرين.