قصة الدفاع عن المسكن
وزارة التعليم في المملكة قامت بتخصيص منهج رياض الأطفال لتعليم مفاهيم أساسية في الحياة، وفي هذا السياق، تم تخصيص وحدة لمفهوم المسكن، حيث يعد المسكن هو المكان الذي يعيش فيه الإنسان ويسكنه مع عائلته، ويحميه من عوامل الطبيعة، ويستوعب احتياجاته اليومية ويوفر له الراحة والنوم وتناول الطعام، ويجتمع فيه أفراد الأسرة ويمارسون الأنشطة الأدبية أو الفنية أو الرياضية أو الترفيهية أو الإنتاجية.
ويتم توضيح أنواع المساكن في البيئات المختلفة ، و مساكن الحيوانات ، وتوضيح أن المسكن الكبير هو الوطن الذي نعيش فيه ، فكما نشعر بالأمان في منزلنا يجب أن نضمن أمان مسكننا الكبير الذي يحتوينا ، ويتم تعليم الأطفال في هذه الوحدة أهمية أدعيتنا عند دخول وخروج المنزل ، وشرح العديد من القصص القصيرة للأطفال لتثبيت المعنى في ذهنهم
قصة الدفاع عن المسكن
قصة العنزات الثلاث
تحكي هذه القصة قصة عنزات لم يشعروا بالأمان في مسكنهم ، فقرروا الدفاع عنهم بذكائهم ، حتى يتخلصوا من العفريت الذي كان يسبب القلق للجميع : يحكى منذ زمن بعيد عن ثلاث عنزات ذكية وشجاعة ، وفي يوم من الأيام خرجت العنزات الثلاث وذهبت إلى تلة لتأكل العشب الأخضر وتكون سمينة ، وعندما كانت العنزات في طريقها إلى التلة ، وجدت نهرا يمتد في الجانب الآخر من الضفة ، وعلى الضفة الأخرى كان هناك مرج أخضر جميل ، ورأت العنزات أفضل نوع من العشب الذي عرفته في حياتها.
لا بد من عبور جسر خشبي فوق النهر للوصول إلى هذه المروج الخضراء، وتعرف الناس أن هناك عفريتا مقيتا تحت هذا الجسر، والذي كان يخيف الناس ويجعلهم يتجنبون العبور فوقه، فالعفريت كان يأكل أي شخص يعبر الجسر. لذلك كانت العنزات خائفة جدا من المرور فوق الجسر، وعلى الرغم من ذلك، كانوا يشتاقون للرعي في المروج الخضراء على الضفة الثانية من النهر .
طال انتظارهم ولم يكن لهم سوى عبور ذلك الجسر ليصلوا إلى هذه المروج، فقررت العنزات أن يحتلنها بحيلة ذكية تتخلص فيها من العفريت وشره، لتعم الأمان في مسكنهم ومأكلهم ولا تعكر معيشتهم. وفي يوم من الأيام، شجعت العنزة الصغيرة نفسها وقالت إنها ستكون الأولى التي تعبر ذلك الجسر، وكان صوت حوافرها يسمع بوضوح، وفجأة ظهر العفريت برأسه القبيح، ومن قبيحه الشديد كادت العنزة الصغيرة تسقط على الأرض خوفا شديدا .
فقال العفريت بصوتٍ مخيفٍ: من يجرؤ على المشي على جسري؟”، أجابت أصغر العنزات بصوت نحيل: “أنا، يا سيدي، أنا أصغر العنزات. أنا ذاهبة إلى المرجة لأرعى وأصبح سمينة.” فقال لها العفريت بصوت مرعب: “إذا سأأكلك.” ردت أصغر العنزات: “لا، يا سيدي، دعني، إنني صغيرة جدا ولست سمينة. انتظر حتى تأتي العنزة الثانية، إنها أسمن مني بكثير.” قال العفريت: “حسنا، هيا انصرفي. سأنتظر مرور العنزة الثانية.” وبهذه الطريقة، عبرت أصغر العنزات الجسر بسلام وذهبت تقفز فرحا إلى المرجة الخضراء وترعى العشب الطيب .
وجاء دور العنزة الثانية في محاولة منها لعبور الجسر، تك، نك، تك، تك، هكذا سمعت صوت حوافر العنزة الثانية، وفجأة ظهر رأس العفريت القبيح، وبلغت قبحه العنزة الثانية بحيث كادت تسقط على الأرض من شدة الخوف. فقال العفريت بصوته المخيف: من يطقطق فوق جسري؟ فأجابت بصوت ضعيف: أنا العنزة الثانية، وأنا ذاهبة إلى المرجة لأرعى وأصبح سمينة. رد العفريت بصوت مخيف: إذا سأكلك. فقالت العنزة الثانية بصوت مرتجف: أرجوك ألا تأكلني، أنا لست كبيرة ولست سمينة. انتظر مرور التيس، إنه كبير جدا وسمين جدا. فقال لها العفريت: حسنا، ابتعدي عن وجهي، سأنتظر حتى يمر التيس الثمين. وهكذا تجاوزت العنزة الثانية الجسر بسلام، وراحت تقفز فرحا إلى المرجة وترعى العشب الطيب.
وأخيراً جاء دور أكبر العنزات في محاولة عبور الجسر ، وكان حقاً تيساً كبيراً جداً ، له لحية طويلة وقرنان كبيران وقويان ، “طق، طق، طق، طق ” ، “طق، طق، طق، طق ” هكذا كانت حوافر التيس على الجسر الخشبي ، وفجأة أطل رأس العفريت القبيح ، وقد بلغ من قبحه أن أكبر العنزات الثلاث كان سيقع من شدة الخوف ، ولكنه لم يظهر خوفه ، بل واصل سيره بخطوات واثقة ، “طق، طق، طق، طق ” ، وإذا بالعفريت يصيح بصوت مخيف: من الذي يطقطق على جسري؟ ، وجاءه صوت أكبر العنزات بصوت أعلى من صوته وأشد: أنا، هو التيس، أكبر العنزات ، فقال العفريت مهدداً بصوته المرعب: إذاً سوف آكلك ، فأجابه التيس بصوتٍ عالٍ: لن تستطيع أكلي، أنا الذي سوف آكلك وضرب بحوافره خشب الجسر بقوةٍ شديدةٍ جدا .
أدهش الجني بشجاعته، ولم يترك الجني أي فرصة للتفكير حينما هاجمه الجدي، الذي قام بنطحه بقرونه الكبيرتين والقويتين. تدحرج الجني من على الجسر وسقط في النهر. اندفع الجني القبيح في الماء، حيث غمرت رأسه ورجليه، وفتح لنفسه طريقا في المياه العميقة مرشحا ماء كثيفا، واختفى آثاره. هذه كانت نهاية الجني القبيح الذي كان يزعج الجميع لفترة طويلة .
منذ ذلك الحين، أصبح الناس يعبرون الجسر بدون خوف، ولم يعد العفريت يظهر رأسه، ومن ثم أصبحت الحياة سعيدة بعد أن دافع الناس عن مقر سكنهم ضد العفريت البشع وهزموه بذكائهم وشجاعتهم .