من هو ” أحمد سوكارنو ” أول رؤساء إندونيسيا
أحمد سوكارنو كان أول رئيس رسمي لإندونيسيا وحقق هذا المنصب بعد نضاله الطويل ضد الاحتلال والاعتقالات المتكررة.
نبذة عن حياة سوكارنو
أحمد سوكارنو نشأ وتربى في مدينة سورابايا الإندونيسية. درس في مدارس المدينة وتفوق في دراسته وفي جميع اللغات العالمية. تعلم بطلاقة اللغة البالية والسندانية، وكذلك اللغة الإندونيسية الحديثة والجاوية، واللغة الإنجليزية والهولندية والفرنسية والألمانية. درس اللغة العربية عن طريق حفظ القرآن الكريم، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية بنجاح عام 1927م.
أحمد سوكارنو أول رئيس إندونيسي
اهتم أحمد سوكارنو بالحياة السياسية، حيث قدم خطابات سياسية تشجع على الاستقلال مع عدد من السياسيين والأحزاب الوطنية. وتم سجنه في السجن الهولندي لمدة عامين بسبب إلقائه الخطابات السياسية، وذلك في عام 1929م. ثم نفي لفترة طويلة خارج البلاد بعد ذلك. وعندما دخل اليابانيون البلاد، تمكن الإندونيسيون من هزيمتهم في الحرب وأصبحت دولتهم مستقلة تماما. وقرر الإندونيسيون اختيار أحمد سوكارنو رئيسا للبلاد. وظل في الحكم لفترة قصيرة ثم تركها لغيره ليتجدد الحكم بين السياسيين المخلصين. وتوفي بعد عدة سنوات من تركه الحكم، وكان عمره حوالي 69 عاما.
تجربته السياسية
أحمد بدأ الاهتمام بالسياسة خلال دراسته في المعهد، وأصبح زعيمًا لحركة الطلاب التي تدعو دائمًا للاستقلال عن الاحتلال الهولندي العدواني، وقرر الانضمام إلى الحزب الوطني الإندونيسي وبعد فترة أصبح زعيمًا للحزب.
تم اعتقاله من قبل الاحتلال الهولندي بسبب خطبه السياسية في عام 1928م، وظل مسجونا لمدة حوالي سنتين. في عام 1933م، تم نفيه إلى جزيرة فلورز، ثم جزيرة سومطرة، حيث قاتل الجيش الياباني ضد الهولنديين. تم الإفراج عنه من المنفى في عام 1942م. ولكن بعد فترة، تم هزيمة اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، وقرر الإندونيسيون إعلان استقلالهم وانتخاب أحمد سوكارنو كزعيم وأول رئيس للبلاد في عام 1945م. واستمر الحكم لغيره بعد عام 1968م.
أحمد سوكارنو (الأفروآسيوية)
في بداية فترته الحاكمة، قام بدعوة لعقد مؤتمر كبير يجمع رؤساء الدول، وحضر حوالي 29 دولة من آسيا وإفريقيا. تم عقد المؤتمر في باندونج في عام 1955، وكان جمال عبد الناصر، رئيس مصر في ذلك الوقت، من بين الحضور البارزين بالإضافة إلى رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو والصيني شوان لايمن. نتيجة لهذا المؤتمر، تأسست حركة الدول الأفروآسيوية وتم تسميتها لاحقا حركة عدم الانحياز.
إنجازات أحمد سوكارنو
حقق أحمد إنجازات كبيرة عندما تولى حكم دولة عظيمة مثل إندونيسيا. نجح في إنهاء الاستعمار الهولندي وأعلن استقلال الدولة بالكامل، ثم أصبح رئيسا للجمهورية بعد الاحتلال. حقق نجاحات أخرى بعد توليه الحكم، حيث تحالف مع مجموعة من البلدان واستخدم وسائل دبلوماسية وسياسية وعسكرية لتنمية البلاد بشكل شامل. اعترفت هولندا باستقلال إندونيسيا في عام 1949، وأسس نظاما أوتوقراطيا داخل البلاد، ويعرف حاليا بنظام الديمقراطية.
خلافاته مع الأحزاب الإسلامية
بعد أن تولى أحمد حكم البلاد لمدة عام واحد فقط، ظهرت خلافات عدة بينه وبين الأحزاب الإسلامية، خاصة مع حزب معين يسمى حزب ماشومي الإسلامي.
تم معارضة أحمد من قبل الأحزاب بسبب تبنيه لبعض الاتجاهات اليسارية، خاصةً في البرلمان والمجلس الاستشاري للدولة، وانتقلت المعارضة إلى أحزاب غير إسلامية.
تعرض أحمد سوكارنو للعديد من المحاولات الفاشلة لاغتياله وتعرضت طريقة حكمه للبلد للانتفاضات الثورية، لذلك قرر تشديد عدد الحراس الذين يحرسونه لتأمين سلامته.
– قام أحمد بكتابة مذكراته وقد ذكر مقولة مشهورة جدًا وهي “نعم، هناك خلافات بين القوى الدافعة للتقدم وبين قوى المعارضة لها”، ولكنه حاول دائمًا التعامل مع جميع الجهات المعارضة، وفي النهاية قرر التخلي عن الحكم نهائيًا.
قامت حركة دار الإسلام بطلب القوى اليمينية للمعارضة المؤسسة للتعاليم الدينية الشديدة التعصب بإقامة حكومة إسلامية، وظلت تطلب هذا الطلب منذ عام 1948م.
وفاة أحمد سوكارنو
توفي أحمد عن عمر يناهز 69 عامًا في يوم 21/7/1970.