الطبيعةالفضاء

الفرق بين الشهب والنيازك والمذنبات

فإن جمع كتلة الصخور من جميع الكويكبات في نظامنا الشمسي لا يتجاوز حجم القمر. وعلى الرغم من صغر حجم هذه الكتل المادية، فإن هذه الصخور المتناثرة في الفضاء تقدم أدلة هامة حول تشكل نظامنا الشمسي. ومع وجود هذه الأجسام المختلفة المتطايرة في الفضاء الخارجي للأرض، قد تسأل عن المصطلحات والتسميات العلمية الصحيحة لها، ونظرا لأن الصخرة الفضائية لها أسماء متنوعة وتختلف بناء على تركيبها واتجاهها ومكان ظهورها. سنقدم لك في هذا المقال موضوعا يتناول الفرق بين الشهب والنيازك والمذنبات، من خلال تعريف كل منها وذكر أنواع مكوناتها وخصائصها.

جدول المحتويات

حول الفرق بين الشهب والنيازك والمذنبات

الشهب

الشهب هي جمع لمفرد كلمة شهاب، وهي عبارة عن وميض يظهر عندما تتصادم النيازك بالغلاف الجوي للأرض، وبسبب جاذبية الكرة الأرضية القوية، تنجذب الشهب بسرعة عند دخولها الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى احتراقها بسبب بعض المركبات الكيميائية في الغلاف المحيط بفضاء الأرض أو بسبب مكونات الشهاب نفسه.

تعود تاريخ ظهور هذه الشهب إلى الأزل، عندما كان يتشكل النظام الشمسي، حيث تفتت وتحلل بعض المذنبات والأقمار والكواكب، مما أدى إلى ترك أجزاء صخرية متباينة الشكل وبعض المركبات العضوية مثل الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم وعناصر ثقيلة مثل النيكل. وتظهر الشهب بسبب حركة دوران الأرض حول الشمس، حيث تتصادم مع بقايا مذنب سابق وتنتج عن مخلفات النظام الشمسي من جسيمات عشوائية تصطدم بالأرض، وتسبب ظهور الوميض والأضواء في السماء ليلا. ويكون ذروة ظهور الشهب خلال شهري يوليو وأغسطس.

النيازك

كما ذكر سابقا، تتصادم جزيئات ضوئية في الغلاف الجوي الأرضي مما يؤدي إلى ظهور ميض براق في السماء ليلا يسمى الشهب، ولكن لا تحترق جميع الشهب في الغلاف الجوي، بعضها يصل إلى الأرض ويصطدم بها ويسمى هذا النوع من الشهب النيازك. وتطلق على النيازك أسماء أخرى مثل الأحجار النيزكية أو الشهب الساقطة، وتتشابه في تركيبها مع الشهب عموما حيث تتكون من مركبات كيميائية مماثلة لتلك الموجودة في الشهب.

ارتطام النيازك بالكرة الأرضية يمكن أن يحدث آثار كبيرة رغم صغر حجمها، وتعتبر الأحجار النيزكية ثمينة للغاية ويمكن أن تباع بمبالغ ضخمة. ويتحدد الفرق بين الشهب والنيازك في كون الأولى لا تكمل مسارها إلى الأرض وتنفجر في الغلاف الجوي أما الثانية على العكس تصل إلى الأرض وترتطم بها مسببة خسائر لا تهدد الكرة الأرضية وإن كانت لها آثار واضحة.

المذنبات

المذنبات، جمع كلمة مذنب وتعتبر عن جسم جليدي صغير الحجم مكون من الماء النقي H2O والجليد. يدور هذا الجسم في النظام الشمسي ، ويتزايد ظهوره بوضوح كلما اقترب من الشمس وذلك لأن تعرضه للحرارة كبيرة بشكل متزايد يزيد من حرارة سطحه و حرارة مكوناته، فيتشكل وميض ضوئي أبيض اللون وكلما كان حجم المذنب أكبر ظهر له ذيل قد يصل امتداده إلى لكيلومترات في السماء.

تم تأكيد علميا أن المذنبات تأتي من حزام يعرف بحزام كايبر، والذي يقع وراء كوكب بلوتو مباشرة، وتتشكل من بقايا النظام الشمسي والمخلفات العديدة التي تتصادم في حزام كايبر، مما يؤدي إلى إطلاقها بسرعة فائقة ناتجة عن التصادم بين الجسيمات، وبالتالي ينتشر الأجزاء المتشكلة من الاصطدام في اتجاهات مختلفة.

تزداد سرعة تحرك جزيئات الغبار المتناثرة بفعل جاذبية الشمس، مما يجعلها تدور بسرعة أكبر وتقترب من الشمس، وعندما ينعكس ضوء الشمس على هذه الجزيئات، تصبح مرئية وواضحة للعين.

إن الاختلاف الجوهري بين المذنبات والنيازك يظهر من حيث تكوين كلا منهما ، حيث تختلف تركيبة ومكونات المذنبات بشكل واضح عن تركيبة ومكونات النيازك. حيث تحمل بعض المذنبات عناصر حيوية مثل الماء النفي، ومركبات عضوية مهمة جدا للحياة مثل الهيدروكربونات البسيطة. وفيما يخص الأضرار التي تشكلها المذنبات والنيازك على الكرة الأرضية ، فلا يكون للنيازك أي خطر أو ضرر كبير، حيث أنها تسقط عادة في المناطق النائية والمهمشة على كوكب الأرض.

تماما كما تمتد خطورة المذنبات بشكل كبير لتؤدي إلى انقراض الكائنات الحية على كوكب الأرض، فإن تصادم المذنبات أدى إلى انقراض الديناصورات التي عاشت على الأرض لملايين السنين وكانت كائنات ضخمة وهائلة منذ مئات السنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى