المشتقات في اللغة العربية أنواعها وأوزانها وعملها
تحمل اللغة العربية قيمة جوهرية كبيرة في حياة كل أمة، فهي الأداة التي تحمل الأفكار وتنقل المفاهيم، وبذلك تقوم بتقييم روابط الاتصال بين أفراد الأمة الواحدة، وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام بينهم.
القوالب اللغوية التي تستخدم للتعبير عن الأفكار والصور اللغوية التي تعبر عن المشاعر والعواطف لا يمكن فصلهما تماما عن محتواهما الفكري والعاطفي. لذا، يجب علينا أن نتعلم قواعد اللغة ونتقنها لنتمكن من التواصل بشكل صحيح بها. اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وهو كلام رب العالمين، لذا يجب علينا أن نتعلمها بشكل صحيح لنفهم كتاب الله ورسالاته لنا في آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. وسنقوم من خلال هذا المقال بشرح جزء هام من قواعد اللغة المتعلق بأنواع المشتقات وأوزانها واستخداماتها .
المشتقات في اللغة العربية
الأَسماءُ المشتقة سبعة: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، واسم الزمان، واسم المكان، واسم الآلة.
تعني الاشتقاق أخذ كلمة من أخرى بتناسب في المعنى وتغيير في اللفظ، مثل “حسن” الذي يشتق من “حسُن.
اسم الفاعل وعمله
– يتم استخدام اسم الفاعل للإشارة إلى الشخص الذي قام بالفعل أو الحدث، على سبيل المثال: “أكاتب أخوك درسه”، أو للإشارة إلى الشخص الذي قام بالفعل، على سبيل المثال: “مائت سليم.
ويشتق من الأَفعال الثلاثية على وزن فاعل مثل: ناصر، قائل، واعد، رام، قاض، شاد. ويكون من غير الثلاثي على وزن مضارعه المعلوم بتبديل حرف المضارعة بميم مضمومة وكسر ما قبل آخره، مثل: مكرم، مستغفر، متخاصمان، متجمع، مختار، مصطفى.
أوزان اسم الفاعل
عندما يراد الدلالة على المبالغة، يتم تحويل اسم الفاعل إلى إحدى الصيغ التالية:
فعَّال مثل: غفَّار ضرّاب.
مِفْعال مثل: مِقْوال.
فَعُول مثل: قؤول، غفور، ضروب.
فَعيل مثل: رحيم، عليم.
فَعِل مثل: حذِر.
يلاحظ أن جميع أفعال صيغ المبالغة متعدية، وينصح بالتقلص في استخدامها وعدم استخدام الفعل اللازم.
وهناك صيغ أُخرى سماعية مثل: فعل (مضغوط = إساءة) فعيل وفاعل ((للمداومة على الشيء) مثل سكير ومعطر، وفعلة مثل هامس وملقن ومضحك، وفاعول مثل فاروق وحاطوم وهاذم، وفعال مثل طويل وكبير، وفعال مثل كبير وحسن.
ملاحظة: تستخدم في صيغ (فُعُول ومفعال ومفعول ومفعيل) حيث يتساوى المذكر والمؤنث، ومن المثالات: رجل مُعْطِر وامرأة مُعْطِر، ورجل رُؤُوم وأم رُؤُوم.
عمل اسم الفاعل ومبالغاته
يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم، تقول (أَزائرٌ أخوك رفيقَه = أَيزور أَخوك رفيقه). وقد يضاف إلى مفعوله بالمعنى مثل: (أَأَخوك زائرُ رفيقهِ) فرفيق مضاف إليه لفظاً وهو المفعول به معنى، هذا ولا يضاف اسم الفاعل إلى فاعله البتة على عكس ما رأَيت في المصدر، ويعمل في حالين:
1- إِذا تحلى بـ(ال) عمل دون شرط: المكرم ضيفه محمود، ولقد مررت بتجربة المكرم ضيفه.
2- إِذا خلا من (ال) فلابدَّ لعمله من شرطين:
أ- أَن يكون للحال أَو للاستقبال.
يمكن أن يسبق الفعل بنفي أو استفهام أو اسم يكون خبرا للاسم الفاعل أو صفة أو حالة، مثل: “ما منصف خالد أخاه” أو “هل ذاهب أنت معي” أو “أخوك قارئ درسه” أو “مررت برجل حازم أمتعته” (ويمكن حذف الموصوف إذا كان مفهوما) أو “رأيت أخاك يرفع يده بالتحية.
استخدام اسم الفاعل المبالغ فيه يتم عادةً باستخدام زمن المضارع المستمر (فعال)، ويعمل على تعزيز الفعل بشكل قوي، فمثلاً: مفعال، ففعول، ففعل، هذا ظلامٌ للضعفاء، مررتُ بمنحر الإبل، القول الخير محبوب، أرحم أبوك أطفاله، وما حذرٌ عدوه.
تتضمن قواعد تصريف الأفعال المفرد والجمع ومختلف صيغها ومبالغاتها في الفعل.
ملاحظتان:
يمكن استخدام اسم الفاعل بعد تابع المفعول المضاف إليه، مع مراعاة الجر والنصب المناسبين وفقًا لما جاء في المصدر.
2- يسمح بتقديم معمول بأسماء غير محلية بـ(ال) عليه، ما لم يكن مجرورا بالإضافة أو بحرف جر أصلي، فتقول: هل هذا جار مكرم ضيفه؟ ليس هو أخاك المسيء إلى خصمه.
وفي غير هذين الحالين يجوز تقديمه تقول: (هل هذا ضيفك المكرم) و(ليس أخاك منافسه بشكل عادل). أما المحلى بـ(ال) فلا يتقدم معموله عليه.
اسم المفعول
يتم صياغة اسم المفعول للدلالة على الشخص الذي تمت عليه الفعل.
ويكون من الثلاثي على وزن ((مفعول)): تعني هذه الكلمات: مضروب، ممدوح، موعود، مغزُرٌّ، مرميٌّ، مقول، مدين. وتأتي هذه الكلمات من أصلها الأصلي الذي يشمل كلمات مثل مرموي، مقوول، ومديون، حيث يتم حذف العلة في الفعل الأجوف ويضم ما قبلها إذا كانت العلة واواً، ويكسر إذا كانت ياءً.
يتم صياغة الأفعال التي ليست ثلاثية على وزن المضارع المجهولباستبدال حرف المضارعة بالميم المضمومة وفتح الحرف السابق له، على سبيل المثال، يكرم يصبح مكرم، يستغفر يصبح مستغفر، يتداول يصبح متداول، يصطفى يصبح مصطفى، ويختار يصبح مختار.
لا يمكن صياغة اسم المفعول إلا من الفعل المتعدي، وعندما يتم صياغته من فعل لازم، يجب أن يكون مصحوبا بظرف أو مصدر أو جار ومجرور
السرير مريح والأرض متسابق عليها، فهل اليوم فرحة عظيم؟
ملاحظة: تشمل أسماء المفعول أربع صيغ سمعية يستخدم فيها نفس الاسم للمذكر والمؤنث.
أوزان اسم المفعول
1- فَعيل: جريح، قتيل.
2- فِعْل: شاة ذِبحٌ (مذبوحة)، طِحْن، طِرْح
3- فَعَل: قَنص، سَلَب، جلَب
4- فُعْلة: أُكلة، مُضغة، طُعمة
تنبيه: في بعض الأحيان، يتم دمج اسم الفاعل واسم المفعول في صيغة واحدة في المضعف والأجوف، مثل قول: اختارك رئيسك، فأنت مختار ورئيسك مختار. وقد تقول: شاددت أخاك، فأنت مشاد وأخوك مشاد، ويتم التفريق بواسطة السياق.
عمل اسم المفعول والاسم المنسوب
يعمل اسم المفعول على فعله المبني للمجهول في الظروف والشروط التي تسبق اسم الفاعل، حيث يمكن أن يكون مثالاً على ذلك: `المكرم ضيفه محمود`، والذي يعني `الذي يُكرم ضيفه محمود` في الوقت الحالي أو السابق أو المستقبل.
2- هل درس أخوك مقروءًا – هل مررتَ برجلٍ محزومٍ أمتعتهُ – هل رأيتَ أخاك وهو يرفعُ يدهُ بالتحيةِ – هل خالدٌ منصفٌ لأخيهِ؟.
ويرفع الاسم المنسوب نائب الفاعل فقط، لأن ياءَه المشددة بمعنى (منسوب) تقول: أحمصي جاركإلى حمص = أينسب جارك إلى حمص.
ملاحظة: يمكن إضافة اسم المفعول والاسم المنسوب إلى مرفوعهما، على خلاف ما يحدث في الفعل: يمكن أن يقول الشخص `أحمصيُّ الجارِ أَنت؟` أو `ما خالدٌ منصفُ الجارِ`
الصفة المشبهة باسم الفاعل
أَسماء تصاغ للدلالة على من اتصف بالفعل على وجه الثبوت مثل: الكريم الخلق هو شخص شجاع ونبيل، ولا يمكن أن يتحقق هذا الصف الا من خلال الأفعال الثلاثية اللازمة، وصيغها الكلمات سماعية، وغالبًا ما يأتي الفعل من الباب الرابع الذي يصف الطرب والفرح
1- على وزن ((فَعِل)) إِذا دل على فرح أَو حزن مثل: ضَجِر وضجرة، طَرِب وطربة.
2-على وزن ((أَفعل))، وهذا يدل على العيوب أو الصفات الحسنة في خلقة الإنسان، أو على اللون، مثل: أَعرج، أَصلع، أَحور، أَخضر. ويتم تشكيلها بإضافة ((فعلاءً)) لتكوين صيغة المؤنث، مثل: عرجاءُ، صلعاءُ، حوراءُ، خضراءُ، والجمع يتم بإضافة ((فُعْل))، مثل: عُرْج، صُلع، حُور، خُضْر.
3- على وزن ((فَعْلان)) فيما دل على خلوّ أَو امتلاءٍ: عطشان وريان، جوعان وشبعان وفي الأنثى: عطشى وربا، وجوعى وشبعى.
وإذا كان الفعل اللازم من باب ((كرم))، فإن أكثر ما تأتي صفته على ((فعيل)) مثل كريم وشريف، وله أوزان أخرى مثل شجاع وجبان وصلب وحسن وشهم.
كل ما جاء من الثلاثي بمعنى اسم فاعل ووزنه مختلف عن وزن اسم الفاعل، فهو صفة مشبهة، مثل: سيد وشيخ وهمّ وسيء.
ملاحظة: إذا قصدت من اسم الفاعل أو اسم المفعول الثبوت لا الحدوث أصبح صفة مشبهة يعمل عملها مثل: أنت محمودُ السجايا طاهر الخلقُ معتدل الطباع. أما إذا قصدت من الصفة المشبهة الحدوث جئت بها على صيغة اسم الفاعل فتعمل عمله مثل: أنت غداً سائدٌ رفاقَك (الصفة سيد). فضيّق الصفة المشبهة إذا أردت منها الحدوث قلت: صدرك اليوم ضائق على غير عادتك.
عمل الصفة المشبهة
معمول الصفة المشبهة إِما أَن يرفع على الفاعلية: يمكن أن يتم تعديل الجملة “أخوكَ حسن صوته” باستخدام “حسن الصوت” وهذا هو الأكثر شيوعًا، ويمكن استخدام “صوتًا” لتحديد التمييز في حالة النكرة، أو “صوته” للتمييز في حالة المعرفة.
لا يتم استخدام الإِضافة إذا كانت الصفة تحتوي على (ال) وخالية من الإِضافة، ولا يُقال (أَخوك الحسن صوتِه)، ولكن يُقال (أَخوك الحسن الصوتِ، أَخوك الحسن أَداءِ الغناءِ).
اسم التفضيل
يستخدم وزن “أفعل” للإشارة إلى أن شيئين يشتركان في صفة وزاد أحدهما فيها على الآخر، مثل: كلاكما ذكيان لكن جارك أذكى منك وأعلم.
يمكن استخدام الصيغة التالية للإشارة إلى زيادة صفة شيء على صفة شيء آخر، مثل: `العسل أحلى من الخل`، و`الطالح أخبث من الصالح`.
وقليلاً يأْتي بمعنى اسم الفاعل فلا يقصد منه تفضيل مثل: (الله أَعلم حيث يجعل رسالته).
لا يمكن صياغة اسم التفضيل إلا إذا تم استيفاء شروط اشتقاق الفعل التعجب، وإذا أردت التفضيل في موضوع لم يستوف الشروط، فإنه يمكن استخدام مصدر التفضيل بعد اسم تفضيل فعل مستوف للشروط، مثل: أنت أكثر إنفاقا، وأسرع في الاستجابة.
لا يأتي اسم التفضيل بنفس حالة الموصوف، وهناك ثلاثة حالات مختلفة له:
1- ينطبق هذا القاعدة في حالة واحدة فقط، وهي عند المقارنة بين الأفراد واستخدام التذكير والتنكير، مثل قول `الطلاب أكثر من الطالبات` أو إضافة منكر مثل `الطالبات أسرع في الكتابة`.
يُستخدم الموصوف الذي لم يتم مقارنته مع الخيارات المفضلة عليه، سواء تم تعريفه باستخدام “ال” أو تم إضافته إلى المعرفة دون الدلالة على التفضيل، مثل: “نجح الدارسون الأقدرون والطالبات الفضليات حتى الطالبتان الصغريان”، والتي تعني أن زميلاتك في الصف هن الطالبات الأفضل.
3- إذا أُضيف إلى معرفة وقصد التفضيل جازت المطابقة وعدمها: مثل: (الطلاب أفضل الفتيان = أفاضلهم، زينب أكبر الرفيقات = كبرى الرفيقات).
ملاحظة: لا يوجد جمع أو مؤنث لكثير من أسماء التفضيل، لذا يجب على المتحدث مراعاة السماع والتحدث بأسلوب لغوي صحيح.
عمل اسم التفضيل
أَغلب عمل اسم التفضيل رفع الضمير المستتر مثل: (أخوك أفضل منك) لذلك ، ضمير مستتر (هو) يعود إلى المبتدأ.
أحيانا يمكن استبدال الاسم الظاهر ويتم ذلك عند استخدام الفعل بدلا منه، مثل هذا التركيب: `لم أر رجلا أحسن منه في عينه الكحل في عين زيد`. وهذا التركيب شهير في كتب النحو. ويبدو أن الاسم المستفاد فيه: 1- يسبقه نفي، 2- ويكون في حالة الرفع مستقل عنه، 3- وهو مفضل مرة واحدة (الكحل في عين زيد)، 4- ومفضل على نفسه مرة واحدة أيضا (الكحل في عين غير زيد).
سمعنا مثلا: `مررت بكريم أكرم من أبيه`.
لا يجوز تفضيل اسم المفعول على المفعول به، ويجب ذكر الفاعل والمفعول المتصل به في الشعر، وذلك لتجنب الشذوذ.
اسم الزمان واسم المكان
يصاغان للدلالة على زمن الفعل ومكانه مثل: (هنا مدْفن الثروة، وأَمس متسابَق العدّائين).
يتميز الاسم المفعولبأنه يتبع الثلاثي المفتوح العين في المضارع أو المضموم العين على وزن “مَفْعَل”، مثل: “مكْتب”، “مدخل”، “مجال”، “منظر”، وإذا كان مكسور العين فإن الوزن يكون “مفْعِل”، مثل: “منزِل”، “مهبِط”، “مطير”، “مبيع.
إذا كان الفعل ناقصًا، فعلى المفعل القيام بدوره، بغض النظر عن حركته، مثل: مسعى، موقى، مرمى.
إذا كان الفعل صحيح اللام، فإن اسم الزمان والمكان يتحدد من خلاله كـ ((مفعول))، مثل: موضع، موقع.
أما الأسماء الغير الثلاثية فيمكن تشكيلها عن طريق استخدام وزن اسم المفعول للزمان والمكان، مثل: هنا منتظر الزوار (مكان انتظارهم)، غدًا مسافر الوفد (زمن سفره).
فاجتمع على صيغة واحدة في الأَفعال غير الثلاثية: يشمل ذلك المصدر الميمي واسم المفعول وأسماء الزمان والمكان، ويتم التفريق بالقرائن.
ملاحظة: يتم حفظ وعدم محاسبة الأسماء المتعلقة بالزمان والمكان التي تخالف هذه القواعد، فمن الأسماء التي يتم نطقها بالكسر بشكل مخالف للقاعدة: المشرق، المغرب، المسجد، المنبت، المنجر، المظنة، ولكن يمكن نطقها بالفتح وفقًا للقاعدة في بعض الحالات ولكن يفضل اتباع النطق الصحيح حسب السماع.
اسم الآلة
يشير اسم الآلة إلى أدوات الفعل ويشتق من الأفعال الثلاثية المتعدية بوزن ثلاثة أوزان، وهي: مفعل ومفعال ومفعلة، وتتميز جميعها بتحطيم الحركة في الياء المكسورة، مثل: مخرز ومبرد ومفتاح ومطرقة.
هذا وهناك صيغ أُخرى تدل على الآلة كاسم الفاعل ومبالغته مثل: يمكن استخدام الفرام ككابح للصقالة والجرافة والسحاب، وهو فعال كالضماد والحزام، وفاعول مثل الساطور، وفعول مثل القدوم وغيرها.
ملاحظة: لا قيمة لاسم الزمان ولا لاسم المكان ولا لاسم الآلة. وأصل جميع المشتقات المصدر.