الخليج العربي

اشهر العلماء الموقعين على وثيقة مكة

: “وثيقة مكة” هي وثيقة مهمة، هدفت إلى وقف الحروب الطائفية في العراق وحقن دماء المسلمين. وقع عليها مجموعة من علماء العراق المختلفين الطوائف في مكة عام 2006 ميلادية.

جدول المحتويات

ابرز العلماء الموقعين على وثيقة مكة

ابراهيم النعمة

تم ولادته في الموصل في العام 1361/1942. كان واعظا إسلاميا وشغل منصب رئيس جمعية الشبان المسلمين في الموصل، وإماما وخطيبا في مسجد الحاج دياب العراقي في حي التحرير شرق الموصل. كما كان عضوا في الحزب الإسلامي العراقي. سافر إلى العديد من البلدان في إفريقيا بصفته نائب رئيس جمعية علماء المسلمين في فرع الموصل لدعوة وتوجيه ونشر الدين الإسلامي.

شارك العلماء العراقيون من مختلف الطوائف في وثيقة مؤتمر مكة الموقعة في شهر رمضان المبارك من عام 1427 هـ / 2006 م، وذلك لحث الناس على التوقف عن حقن الدماء والتصدي للنزاعات الطائفية التي نشأت بعد الغزو الأمريكي للعراق. وشارك العراق في العديد من المؤتمرات داخل البلاد وخارجها.

عبد الجليل الفهداوي

ولد عبد الجليل الفهداوي في عام 1961 في مدينة حديثة بولاية الأنبار، وهو متزوج ولديه 6 أطفال، من بينهم الأكبر صهيب الذي استشهد في عام 2003 بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.

بدأ التدريس في الجامعة في عام 1995، وكان رئيسا لقسم في كلية الإيمان في الجامعة الإسلامية ببغداد، ويحمل شهادة في علوم الطب الشرعي. كان أحد القساوسة المشهورين بشجاعته وخبرته كعضو في إدارة المساجد في وزارة الأوقاف العراقية من عام 1990 إلى عام 1998. والفهداوي هو أحد الموقعين على وثيقة مكة التي تجرم استخدام الدم العراقي، وهو عضو في المجلس العلمي للمؤسسة السنية.

علي خضر عباس الزند

ولد الشيخ علي خضر عباس الزند في بغداد عام ١٣٧٦ هـ / ١٩٥٧ م، وهو إمام وخطيب مسجد الصديق في الغزالية. تخرج من كلية الهندسة، قسم الميكانيكا في الجامعة التكنولوجية عام ١٩٧٩. عمل كمهندس في مؤسسات الدولة في العراق منذ بداية حياته المهنية. وقد حصل على الشهادة العلمية لقراءة القرآن من الشيخ محمد صالح السامرائي في عام ١٤٢١ هـ / ٢٠٠٠ م.

بنود وثيقة مكة

– أولاً: المسلم هو الشخص الذي يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبهذه الشهادة يحفظ دمه وماله وعرضه، ولا يمكن الاعتداء عليهم إلا بحق الشريعة وحسابه على الله. وهذا ينطبق على السنة والشيعة وجميع المسلمين، والاختلافات بين المذاهب لا تؤثر على أصول الإيمان وأركان الإسلام، ولكنها تنحصر في النظريات والتفاسير. ولا يجوز شرعا لأي مذهب أن يكفر أحدا من مذهب آخر، حيث قال رسول الله “من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما”، ولا يجوز شرعا إدانة مذهب بسبب جرائم بعض أتباعه.

– ثانيا: دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام. قال الله تعالى “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما”، وقال النبي “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”، وعليه فلا يجوز التعرض لمسلم شيعي أو سني بالقتل أو الإيذاء، أو الترويع أو العدوان على ماله أو التحريض على شيء من ذلك، أو إجباره على ترك بلده أو محل إقامته أو اختطافه أو أخذ رهائن من أهله بسبب عقيدته أو مذهبه ومن يفعل ذلك برئت منه ذمة المسلمين كافة مراجعهم وعلماؤهم وعامتهم.

– ثالثاً: لدور العبادة حرمة. وهي تشمل المساجد والحسينيات وأماكن عبادة غير المسلمين. فلا يجوز الاعتداء عليها أو مصادرتها أو اتخاذها ملاذا للأعمال المخالفة للشرع ويجب أن تبقى هذه الأماكن في أيدي أصحابها وأن يعاد إليهم ما أغتصب منها وذلك كله عملا بالقاعدة الفقهية المسلمة عند المذاهب كافة أن “الأوقاف على ما أشترطه أصحابها” وأن “شرط الواقف كنص الشارع” وقاعدة أن “المعروف عرفا كالمشروط شرطا”.

– رابعاً: إن الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية كما يحدث في العراق هي من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه وحرمه في قول القرآن “وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد”، وليس اعتناق مذهب، أيا ما كان، مسوغا للقتل أو العدوان ولو ارتكب بعض أتباعه ما يوجب عقابه إذ “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.

– خامساً: يجب تجنب إثارة الحساسيات واختلافات الديانة والعرق والجغرافيا واللغة، ويجب أيضا التمتعل بعدم استخدام الألقاب وإطلاق الصفات المهينة بين الأطراف، فقد وصف القرآن الكريم هذه التصرفات كفساد، قال الله تعالى: “ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، ساء الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون.

– سادساً: ومن الأمور التي يجب الالتزام بها وعدم التخلي عنها هي الوحدة والتلاحم والتعاون على الخير والتقوى، والتي تتطلب مواجهة أي محاولة لتمزيقها كما قال الله تعالى “إنما المؤمنون إخوة” وقال “وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون”، ومن ضمن مقتضيات ذلك هو واجب حذر المسلمين جميعا من محاولات فساد العلاقات بينهم، وتفريق صفوفهم، وإثارة الفتن الخبيثة بينهم.

– سابعاً: المسلمون من السنة والشيعة يد العون للمظلوم واليد القوية ضد الظالم، فهم يعملون وفقا لقول الله `إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذوي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون`. ولذلك، يجب علينا العمل على إنهاء الظلم، وعلى رأسها إطلاق سراح المختطفين الأبرياء والرهائن من المسلمين وغير المسلمين، وإعادة المهجرين إلى منازلهم الأصلية.

– ثامناً: يذكر العلماء الحكومة العراقية بواجبها في بسط الأمن وحماية الشعب العراقي وتوفير سبل الحياة الكريمة له بجميع فئاته وطوائفه، وإقامة العدل بين أبنائه، ومن أهم وسائل ذلك إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء، وتقديم من تقوم بحقه أدلة جنائية إلى محاكمة عاجلة عادلة وتنفيذ حكمها، والإعمال الدقيق لمبدأ المساواة بين المواطنين.

– تاسعاً: يؤيد العلماء من السنة والشيعة جميع المبادرات التي تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في العراق، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى “والصلح خير” و “وتعاونوا على البر والتقوى.

– عاشراً: المسلمون السنة والشيعة يقفون بهذا صفا واحدا للمحافظة على استقلال العراق، ووحدته وسلامة أراضيه؛ وتحقيق الإرادة الحرة لشعبه؛ ويساهمون في بناء قدراتهم العسكرية والاقتصادية والسياسية ويعملون من أجل إنهاء الاحتلال، واستعادة الدور الثقافي والحضاري العربي والإسلامي والإنساني للعراق.

– يدعو العلماء الموقعين على هذه الوثيقة علماء الإسلام في العراق وخارجه لتأييد والالتزام بما جاء في البيان، وحث المسلمين في العراق على ذلك. ويسألون الله وهم في البلاد المقدسة أن يحفظ دين المسلمين وأوطانهم، وأن يحرر العراق المسلم من المحنة وينهي فتنه، ويجعله درعا لأمة الإسلام في مواجهة أعدائها. وآخر دعاء لنا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى