ايجابيات وسلبيات اشعب بن جبير
كان بين الشخصيات التاريخية العربية الشهيرة عدد من الذين اشتهروا بالفكاهة، وتضمن هؤلاء الشخصيات الشهيرة اشعب بن جبير.
أشعب بن جبير
أشعب بن جبير كان شخصية فكاهية مشهورة بالطمع، ولديه العديد من الطرائف والنكات التي لا تزال تروى في القصص الشعبية. ولد أشعب في السنة التاسعة للهجرة، وكان والده عبدا للصحابي الجليل عثمان بن عفان، وعاش أشعب حتى فترة الخلافة الخاصة بالمهدي.
يلقب (4677) بـ ابن أم حميدة وأبا القاسم وأبا العلاء، ويقال إنه كان مولى لعبد الله بن الزبير، وقد قامت عائشة بنت عثمان ذات النطاقين بتربيته، وتعلم القرآن والتجويد والتأدب والتنسك وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، ويروى عن أبان بن عثمان بن عفان وعن عكرمة وغيرهما أن ظرفه وهزله ودعابته صرفت الكثير من الناس عنه، ولم يستطيعوا أخذ رواياته بجدية حتى قيل فيه: (ضاع الحديث بين أشعب وعكرمة)، والمختصر أن أشعب قال: (حدثنا عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلو المؤمن من خلتين)، وسكت، فسئل: (ما هما؟) فقال: (الأولى نسيها عكرمة، والثانية نسيتها أنا).
– وقد ذكر عن عبد الله بن جعفر أنه كان من الظرفاء طيب العشرة، يجيد القراءة ويتميز بحسن الصوت بها، فقد روت عنه الكتب الأدبية عدد من الحكايات التي تبين جشعه وحرصه وطمعه، حيث أنه قد اختلط الصحيح مع غير الصحيح، حيث أن الباحث لا يتمكن من العثور على تلك الشخصية التي عملت على إضحاك الناس في حكاياتها، غير أن الشهرة التي اكتسبها أشعر لم تتوقف عند زمن بعينه أو مكان بعينه، فها هو لا يزال مذكورا في الأدب الفارسي وقد عرف عنه الذكاء.
كان أشعب لديه صوت جميل، وكان يتقن الغناء ويستخدمه لكسب قوت يومه. وكان سريعا في النكتة ومرحا، وكان متطفلا وطماعا للغاية، وكان يستخدم ذلك للتلاعب بالأمور والتجاوز في الطمع. ذكره المؤرخ الميداني في كتابه (أمثال العرب) قائلا: (أشعب هو الأكثر طمعا).
عاش أشعب بن جبير فترة طويلة، وتواصل مع العديد من الشخصيات المعروفة في زمنه، وكان ينتقل بين مدن العراق والحجاز، وكان محبوبا في صحبتهم. ووصل إلى بغداد في عصر المنصور العباسي، ثم عاد إلى المدينة وتوفي فيها في عام 771م، الموافق لعام 154هـ.
اشهر الطرائف والقصص التي رويت عن أشعب بن جبير
ذكر ابنعساكر أن أشعب غنى يومًا لسالم بن عبد الله بن عمر، إحدى أبيات الشعر التي تقول:
مـضين بها والبدر يشبه وجههـا مطهرة الأثواب والدين وافـر
لها حـسب زاكٍ وعــرض مهــذب وعن كل مكروه من الأمر زاجر
من الخفرات البيض لم تلق ريبة ولم يستملها عن تقى الله شاعر
– فقال له سالم: أحسنت فزدنا، فغنى له:
ألمت بنا والليل داج كـأنه جناح غراب عنه قد نفض القطـرا
فقلت أعطار ثوى في رحالنا وما علمت ليلى سوى ريحها عطرا
– فقال له: أحسنت الأداء، ولولا تحدث الناس لك، لكنت تستحق الجائزة، فأنت مكانتك عالية.
– وقال الشافعي: لعب الأولاد مع أشعب وقال لهم: إن هناك أشخاصًا يفرقون الجوز من هنا، ليطردهم عنه، فتسارع الأولاد إلى ذلك، وعندما رأوهم مسرعين، قال أشعب: ربما يكون صحيحًا، فتبعوهم.
يقال أن أشعب خال الأصمعي، وقد قال سالم لأشعب: `إني أرى الشيطان يتمثل على صورتك.` ورأى سالم الشيطان في اليوم التالي وأطعمه هريسة، ثم بعد ساعتين رأى الشيطان مصفرا وعاصبا، وكان يحمل قصبة متجها إلى منزل عبد الله بن عمرو بن عثمان
– قال الزبير: سئل أشعب عن زواجه، فأجاب أنه يريد امرأة تأكل حتى تشبع وتأكل فخذ جرادة حتى تنتخم وتتضخم في وجهه.
– كان أشعب بن جبير يقول: حدثني سالم بن عبد الله وكان يبغضني في الله فيقال دع هذا عنك فيقول ليس للحق مترك.
ما ورد عن الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد
: “يقال إن اسم أشعب الطامع كان شعيب وكانت كنيته أبو العلاء، وذكره مولى عثمان بن عفان ومولى سعيد بن العاص ومولى عبد الله بن الزبير ومولى فاطمة بنت الحسين. وهو أشعب بن أم حميدة، وقيلت إن حميدة بفتح الحاء أو بضمها، وذكر أن أمه كانت جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق، وكان يعيش لفترة طويلة جدا.
عاصر الصحابي الجليل عثمان بن عفان، وروى عن والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبان بن عثمان بن عفان، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعكرمة مولى بن عباس.
حسبما أفاد به غياث بن إبراهيم وعثمان بن فائد ومعدي بن سليمان، فإنه تم نقل العديد من النوادر المأثورة والأخبار المستظرفة عنه. كما أنه كان من أهل المدينة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش فيها، وكان خالا لمحمد بن عمر الواقدي. وزعم أبو عثمان الجاحظ أن أشعب بن جبير قد زار مدينة بغداد في عهد المهدي.