صفات حذر الله عز وجل منها
هناك العديد من الصفات والأخلاق التي أوصانا بها الله تعالى وحث عليها، حيث يعد لأصحابها أجر عظيم. ومن ناحية أخرى، هناك بعض الصفات التي حذر الله تعالى منها وأمر بالابتعاد عنها، لأن لها تأثير سلبي على الفرد والأسرة والمجتمع. وسنتحدث في السطور التالية عن ماهية هذه الصفات ولماذا حذر الله تعالى منها وما هي عواقبها .
صفات يجب الحذر منها
ديننا الإسلامي الحنيف يوجهنا دائما إلى ما هو خير ونماء للبشرية، ويدلنا على ضرورة الابتعاد عن بعض الصفات التي تؤدي إلى هلاك الفرد وفساد المجتمع، مثل:
صفة النفاق
النفاق من أسوأ الصفات التي يمكن أن يكتسبها أي شخص، وعبر العصور، سبب النفاق في وقوع العديد من الكوارث البشرية والهزائم المدوية، وهو صفة مرفوضة بشدة على جميع المستويات، سواء في التعامل مع البشر أو في إخلاص العبادة لله عز وجل. من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن النفاق، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `آية المنافق ثلاث: إذا تكلم كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان`. توضح هذه الحديثة بالتفصيل سلوك المنافق في تعامله مع الآخرين .
وذكرت بعض الآيات التي تتحدث عن عقاب المنافقين، وهي في قوله تعالى: `بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما`، وهي الآية 138 من سورة النساء .
صفة الكذب
وتم ذكر العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي أكدت على مضار خصلة الكذب وأشارت إلى ضرورة الالتزام بالصدق والابتعاد تماما عن الكذب. وفي هذا الصدد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينبغي لكم الصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر والخير، والبر يهدي إلى الجنة، والإنسان يستمر في الصدق والتحري عن الصدق حتى يكتب عنده عند الله صديقا. واحذروا الكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور والشر، والفجور يهدي إلى النار، والإنسان يستمر في الكذب والتحري عن الكذب حتى يكتب عنده عند الله كاذبا”، وهذا متفق عليه .
صفة الغش
ومن بين الصفات السيئة أيضا، تعد صفة الغش الأسوأ؛ إذ أن الغش في أي مجال من مجالات الحياة له عواقب وخيمة، وعلى سبيل المثال: فالغش في الامتحانات يؤدي إلى وصول طلبة وطالبات غير مستحقين إلى مراكز ووظائف ليسوا أهلا لها، والغش في الميزان يؤدي إلى انتشار الطمع والحقد، والغش في البناء يؤدي إلى إقامة منشآت ضعيفة قد تودي بحياة من يقطنها، وهكذا، مما يؤكد لنا ضرورة الابتعاد عن صفة الغش تماما .
يتضمن تحريم الغش أحد الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت، وقال النبي الأمين صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا” وهذا الحديث ثبت في صحيح مسلم.
صفة الرياء
يجب أن نذكر أن صفة الرياء لا تضر إلا صاحبها. يقوم العديد من الأشخاص بأداء العبادات وتقديم الصدقات وفعل الخيرات وبذل المجهود، ليس لأجل رضا الله تعالى، وإنما لكسب كلمات الثناء والشكر من الآخرين. وبالتالي، يفقد المرائي الأجر والثواب، لأن عمله لم يكن خالصا لوجه الله تعالى. ولذلك يعتبر الرياء شكلا من أشكال الشرك بالله.
وهؤلاء الأشخاص قد أعد الله لهم عذابًا أليما ، وقد ورد في القرآن تخويف وإنذار لمن يراؤون في صلاتهم في قوله جل وعلا : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } سورة الماعون الآيات [4 – 7] .
صفة الحسد
يجب على كل شخص أن يكون راضيًا تمام الرضا عما قسمه الله سبحانه وتعالى له من نِعم، وأن لا يكون حاقدًا على الآخرين أو حاسدًا لهم بأن يتمنى زوال ما لديهم من نِعم، لأن ذلك يؤدي إلى انتشار الضغينة والكره في المجتمع .
يجدر الإشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى أحل “الغبطة”، وهي تعني التمني بما لدى الآخرين دون الرغبة في إزالة تلك النعم عنهم .
صفة النميمة
النميمة هي نقل الحديث من شخص لآخر بهدف تدمير العلاقات وإفساد ما بينهما، وهي من الأعمال المحرمة التي حذر الله تعالى منها لأنها تؤدي إلى تدمير القلوب والتفرقة بين الأهل والأصدقاء والقطيعة بين الناس، وقد ينتج عنها قطع الرحم، وتترتب على الشخص الذي ينشر النميمة آثار خطيرة جدا، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة نمام”، وهذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم .
صفة الخيانة
وتعد خيانة أحد صفات الذم وتتسبب في آثار سلبية كبيرة على الفرد والمجتمع، إذ تؤدي إلى غضب الله وتعتبر أحد أشكال النفاق وتسهم في انتشار الفساد وتفكك روابط المحبة وتؤدي إلى تدهور المجتمع بشكل عام.
وتم ذكر خطورة الخيانة في بعض آيات القرآن الكريم مثل قوله تعالى: { إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خائن كفور } سورة الحج الآية 38 .