تعريف المد العارض للسكون ومقداره .. وأمثلة عليه
تعريف المد العارض للسكون
عليك أن تعرف ما هو المد قبل أن نعرف المد العارض للسكون، والمد لغةً: الزيادة، وفي الاصطلاح هو الإطالة لصوت حروف المد الثلاث وهي الياء والألف والواو، وذلك عند ملاقاة همزة أو سكون، ويمكن تعريف المد العارض للسكون على أنه المد الذي يأتي السكون بعد حروفه، أي أن السكون العارض يأتي بعد حرف المد في الكلمة.
وهناك قاعدة معروفة بأنه لا يتم بدأ الكلمة بسكان ولا نقف على متحرك، لذلك جاءت الحاجة إلى المد العارض للسكون، وهو المد الذي يأتي بعد حرفه حرف متحرك في آخر الكلمة، بالتالي نقوم بتسكين هذا الحرف من أجل الوقف، وهو على ثلاثة أوجه كما ذكرنا القصر بمقدار حركتين أو بمقدار أربع حركات أو بمقدار ست حركات.
مقدار المد العارض للسكون
إذا كان المد منفصلًا، فإن مقدار المد العارض للسكون يكون بمقدار حركتين، ولكن إذا كان المد متصلاً، فلا يجوز قصر المد لحركتين، بل يجب توسيطه بأربع حركات، ويمكن مد المد إلى ست حركات إذا كان متصلاً أو منفصلاً.
ينقسم المد العارض للسكون إلى ستة أقسام، وهي كما يلي مع الأمثلة على كل قسم:
- تمثل المد العارض للسكون الكلمي مثالا على ما ورد في كتاب الله: العالمين – الرحيم – نستعين
- المد اللين العارض للسكون مثل ما ورد في كتاب الله: مِنْ خَوْفٍ – وَذَلِكَ الْفَوْزُ.
- المد المتصل العارض للسكون مثل ما ورد في كتاب الله: جَاءَ – مِنَ السَّمَاءِ – أَوْلِيَاؤُهُ.
- المد البدل العارض للسكون مثل ما ورد في كتاب الله: مَآَبٍ – رَءُوفٌ.
- المد العارض هو هاء تأنيث واسم يستخدم في الكتاب الكريم مثل الصلاة والتوراة.
- المد العارض للسكون، وهو هاء ضمير مثلما ورد في كتاب الله: عَلَيْهِ – عَقَلُوهُ.
وقد قال صاحب التحفة في منظومته عن المد:
يعتبر المد جزءا أساسيا وفرعيا من الصوت، وهو علامة طبيعية للصوت. الحروف غير المهمزة والساكنة تتبع الطبيعة عندما تأتي بعد المد، ويتم وقف المد الفرعي عندما تأتي همزة أو سكون. يتكون المد الفرعي من ثلاثة حروف، ويجب أن يتم تنطقيها بوضوح. يجب إنقاص الصوت قبل الياء والواو عندما يكون هناك شرط ضم، وزيادة الصوت عندما يكون هناك فتح قبل الألف
أمثلة على المد العارض للسكون
أولاً: أمثلة للمد العارض للسكون، وينبع أصله من مد طبيعي، ويجوز فيه قصره بحركتين، أو وسطه بأربع حركات، أو طوله بست حركات، مثل التوقف عند:
- كلمة `الْأَوْتَادِ` في قوله تعالى `وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ` من سورة الفجر، وعند الوقف على هذه الكلمة يتم مد الألف التي تسبق حرف الدال الساكن ووقف لمدة حركتين أو أربع أو ست حركات.
- في قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) من سورة الانفطار، نقوم بمد الياء المدية في كلمة (بِالدِّينِ) إذا وقفنا عليها، بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات.
- في قوله تعالى `يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ` من سورة الانفطار، نقوم بتمديد حرف الواو في كلمة `تَفْعَلُونَ` بمقدار حركتين أو أربعة أو ست حركات.
ثانيًا: يُعرف المد العارض الذي ينبع من اللين باسم المد الليِّن، وفي هذا المد يقوم الشاعر بالتقدم بمقدار حركتين أو أربع أو ست، ومن أمثلة ذلك الوقف على:
- كلمة (وَالصَّيْفِ) في قوله تعالى (إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ) من سورة قريش، ونقوم بمد الياء الساكنة التي تسبق الحرف الساكن الموقوف عليه وهو الفاء عند الوقف على كلمة (وَالصَّيْفِ) بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات، وهذا المد اسمه مد عارض للسكون أصله مد لين.
- كلمة (الْبَيْتِ) في قوله تعالى: في آية (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) من سورة قريش، يتم مد الياء الساكنة التي تسبق حرف الباء في الكلمة (الْبَيْتِ) بمد عارض للسكون، ويمكن أن يكون هذا المد بمقدار حركتين أو أربع حركات أو ست حركات، ويسمى هذا المد مد عارض للسكون وأصله مد لين.
- في الآية القرآنية “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف” من سورة قريش، يتم مد الواو الساكنة التي تسبق حرف الفاء عند الوقف على كلمة “خَوْفٍ” بمد لين بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات، ويُسمى هذا المد “مد عارض للسكون” وهو يأتي من أصول المد اللغوية.
ثالثًا: يمكن في المد العارض للسكون الذي يأتي من مد البدل، عند الوقف عليه، مده بمقدار حركتان أو أربع أو ست حركات، ومن أمثلة المد البدل العارض للسكون الوقف على:
- في قوله تعالى (وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) من سورة آل عمران، تعني كلمة (الماب)، ويتم في الوقف على المد بمقدار حركتين أو أربعة أو ست حركات.
- توجد كلمة (خَاطِئِينَ) في الآية التي قال الله تعالى فيها (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) في سورة القصص، وعند الوقف على هذه الكلمة نقوم بالمد بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات.
- تأتي كلمة (يُرَاؤُونَ) في قول الله تعالى (الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ) في سورة الماعون، وفي الإمداد نضيف حركتين أو أربع حركات أو ست حركات عند الوقف.
رابعًا: يُعرف المد الواجب المتصل العارض للسكون عند تطرف الهمزة في الكلمة، ويجوز تمديد حال الوقف لمدة أربعة أو خمسة أو ستة حركات، في حين لا يتم تمديد المد في الوصل إلا بمقدار أربعة أو خمسة حركات، كما هو موضح في الأمثلة التالية على المد الواجب المتصل
- يُسمح بتمديد حال الوقف لكلمة (يشاء) في قوله تعالى (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) من سورة الجمعة بأربع أو خمس أو ست حركات، أما في الوصل فلا يجوز تمديد الحركات إلا بأربع أو خمس حركات.
- يجوز تمديد حال الوقف بمدة تصل إلى أربع أو خمس أو ست حركات في كلمة “بالسوء” في الآية القرآنية التي تقول “إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ” في سورة الممتحنة، أما في الوصل فلا يمكن تمديد المد إلا بمقدار أربع أو خمس حركات.
- كلمة (الْمُسِيءُ) في قوله تعالى (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) من سورة غافر.
الفرق بين المد الطبيعي والمد العارض للسكون
يقوم علماء التجويد بتعريف المد الطبيعي أو الأصلي كما يلي: (يشير إلى الحرف) الذي لا يمتلك حركة المد بشكل طبيعي، ولا يعتمد على سبب واحد لحركة المد. يطلق عليه المد الطبيعي لأن الأشخاص الأصحاء لا يفتقرون إليه أو يتجاوزونه في كميته. ويسمى المد الأصلي لأنه الأساس لجميع حركات المد، ويعرف أيضا بالمد الذاتي، لأنه يتعلق فقط بذات الحروف ولا يأتي بوجود حرف آخر. يجوز تمديده بحركتين إذا كان منفصلا، أما إذا كان متصلا فيجب توسيطه بأربع حركات، ويمكن أيضا تمديده إلى ست حركات.
أما المد العارض للسكون فهو المد الذي يأتي السكون بعد حروفه، أي أن السكون العارض يأتي بعد حرف المد في الكلمة، ومقدار المد العارض للسكون هو المد بمقدار حركتين وذلك إن كان منفصلًا، لكن إن كان المد متصلًا لا يجوز قصر المد حركتين بل يجب توسطه إلى أربعة حركات، ويجوز مده إلى ستة حركات إن كان متصلًا أو منفصلًا.