أصحاب المهن التي لا تقبل شهادتهم
مهن لا تقبل لأصحابها شهادة
من الأمور التي أكد عليها الدين الإسلامي ضرورة التحقق والتأكد والبحث فيها عن خير الناس، فقد كان أمر الشهادة واحدا منها، والشهادة تعتمد على قول الحقيقة في مسألة معينة لاستعادة الحق أو تأكيده أو نفيه، ولذلك رأى بعض الفقهاء أن هناك بعض المهن التي لا يمكن لأصحابها أن يشهدوا، وقاموا ببناء هذا القول وهذه الرؤية على شروط الشهادة، وهي
- ممتهن الغناء بشروط.
- الرقاص
- الجزار
- عامل المصارف
أضاف الفقهاء وغيرهم من الأشخاص الذين لا يمكن قبول شهاداتهم، مثل:
- المصافع
- المتمسخر
- اللاعب بالشطرنج
- اللاعب بالنرد
- مربي الحمام للهو
- يأكل في السوق ويمشي بين الناس
- الذي يحدث بمباضعة أهله وأمته
- الذي يدخل الحمام بغير مئزر
بعد بيان أصحاب المهن التي لا تقبل شهادتهم، تم تفسير عدم قبول أصحاب تلك المهن بحسب كل مهنة، حيث يتعامل الجزار مع النجاسات، وإذا صلى دون تنظيف نفسه فلا تقبل له شهادة، وينطبق نفس القول أيضًا على عامل المصارف.
لا يجوز قبول شهادة المغني لأن ذلك يؤثر على شرفه، وخاصة إذا كان يغني بالمحرمات أو ما يغضب الله، ولا يجوز قبول شهادة الراقص الرجل لأنها تؤثر على رجولته وشرفه، وليس النساء معنيات بذلك لأنه لا يؤثر على شرفهن، فالرقص هو فعل النساء
قد يستخدم بعض الأشخاص الأخلاق والعادات السيئة في بعض الأحيان، على سبيل المثال المصارعة السيئة السمعة التي تلقي فيها الأشخاص ضربات غير متناسبة مع شرف الرجل
المتمسخر هو المقصود به هو الشخص الذي يتنكر ويتمسخر على الناس بتقليدهم، ولا يميز بين تقليد الرجال والنساء، ويتصرف بطريقة تشبه تصرفات النساء.
وأنا لعب النرد والشطرنج فقول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا، إن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام هي رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوها لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يثير بينكم العداوة والبغضاء من خلال تناول الخمر والميسر، وأن يحول بينكم وبين ذكر الله والصلاة. فهل أنتم متوقفون؟.” (المائدة/90-91)، وهذا هو القول الذي استدل به بعض الفقهاء لتحريم ألعابهم.
وروى الإمام أحمد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مر على قوم يلعبون الشطرنج، فسألهم عن التماثيل التي يعبدونها في اللعبة، وأصح ما رواه الإمام أحمد عن علي هو هذا الحديث.
ورد في صحيح أبي داود (4129) عن أبي موسى الأشعري، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ). وهذا يعني أن اللعب بالنرد يعد معصية لله ولرسوله .
وروى مسلم (2260) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من يلعب بالنردشير يشبهه بأنه يغمس يده في لحم الخنزير ودمه). قال النووي رحمه الله: وهذا الحديث برهان على تحريم الشافعي والجمهور للعب بالنرد. ومعنى (يغمس يده في لحم الخنزير ودمه) هو: في حالة أكلهما، ويشبه ذلك تحريمه بتحريم أكلهما
أما بالنسبة لمربي الحمام فإن الحكمة من ذلك أن مربي الحمام نفيت عنه مروءة الشهادة لسببين أحدهما أنه يتطلع إلى عورات البيوت فهو ينظر على بيوت الناس من مكان شديد الارتفاع، ويجرح عورات النساء وبيوتهم، والثاني أنه قد يتعلق قلبه بالحمام وجمال شكله وصوته، وكل ما فيه، وفي ذلك جاء الحديث.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يتبع حماما، فقال: (شيطان يتبع شيطانة). ومن هنا، ليس الأمر لمن يربيهم للطعام أو للتجارة؛ فهذا ليس به مشكلة، ولكن المشكلة فيمن يربيهم للمتعة أو للهو.
بالنسبة للأكل في الشارع، فهو غير مقبول إلا إذا كان داخل مطعم أو مكان مناسب، كما أنه إذا كان الأمر سهلا، فإن السبب في ذلك هو أن معظم المجتمعات ترونه أمرا غير لائق، وإذا فعلته شخصا في مجتمع لا يقبله سيؤثر ذلك على سمعته العامة، وبالعكس، إذا فعلها في مجتمع يقبل هذا الأمر فلا مشكلة في ذلك
الذي يحدث بمباضعة أهله وأمته، وهو الذي يتحدث عن علاقته بزوجته وأهل بيته، أو جاريته قبل أن تنتهي العبودية، واخير من يدخل الحمام بغير مئزر، والحمام هنا المقصود به ليست حمامات البيوت، وإنما المقصود به الحمامات العامة التي يجتمع فيها العديد من الرجال او النساء، وهي المتواجدة الآن بشكل عصري في بعض مراكز العناية والتجميل، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم، مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يُدخِلْ حَليلتَه الحمَّامَ ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يدخُلِ الحمَّامَ إلَّا بِمِئزَرٍ ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يقعُدَنَّ على مائدةٍ يُشرَبُ عليها الخَمرُ.
لماذا لا تقبل شهادة الْحَلَّاقِ
هناك ثلاثة أشخاص لا يمكن قبول شهاداتهم لأسباب مختلفة، ولكن الحلاق ليس واحدا من هؤلاء الأشخاص، ولا يوجد أي مانع لقبول شهادة الحلاق إذا انطبقت عليه الشروط وانتفت العوائق، ولكن قد تزيد بعض الأمور الهامة على صعوبة قبول شهادته، ومن بينها
- أن يكون فاسقا بفعله لكبيرة
- إذا كان يصر على إزالة الصغيرة مثل حلق اللحية ونتف الحواجب والتحليق للنساء الأجنبيات كما هو متبع في كثير من البلدان والمجتمعات، فإن شهادته لا تعكس مهارته كحلاق بل تعكس سوء سلوكه.
يتبين هنا أن السبب الذي يمنع الحاجب من الحصول على شهادة هو ارتكابه لأفعال من الكبائر أو ارتكابه للمحظورات بشكل مستمر، ويشمل ذلك أيضا الفسوق، وقد انتشر في العديد من البلدان العربية عمل الرجال في مهنة الحلاقة للنساء وحف الحواجب وكشف العورة واستخدام المساحيق على الوجه وتصفيف الشعر، وهذه الأفعال محرمة، بل قد يزيد عليها استخدام المحظورات مثل تركيب الأظافر والرموش الصناعية وارتداء البواريك والشعر الاصطناعي ونتف الحواجب وغيرها
هل تقبل شهادة الأبناء ضد أبيهم
في المذهب الجمهوري، شهادة الابن على والده مقبولة إذا كان الابن عدلا، ولكن أكثر الفقهاء يمنعون شهادة الأب والابن لبعضهما البعض لصالحهما، خوفا من اتهامهما بإيصال نفع أو مصلحة لأحدهما
قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 135]، ولعموم قوله تبارك وتعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [البقرة: 282]. وقوله: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} [الطلاق: 2]، لذا إن كانت الشهادة على الوالد تحوز، أما إن كانت له فلا تجوز.
متى لا تقبل شهادة الرجل
: فيما يتعلق بشهادة الرجل، فلا تقبل إذا توافرت به أو امتنعت عنه بعض الأمور التالية، وهل من بينهم الممنوعين من الشهادة في القانون السعودي؟
- إذا كان الشاهد غير مسلم، فإن شهادته لا تعتد بها، وذلك وفقًا للآية الكريمة: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}
- أن لا يكون صبي.
- أن يكون مجنون.
- أن يكون فاسق.