اسلامياتالقران الكريم

مراحل تكوين المطر في سورة النور

يتميز السحاب الركامي بسمك كبير يصل إلى 15 كيلومترا ويميل ليصبح ركاما ممطرا، وهو النوع الوحيد الذي يصاحبه برق ورعد وبرد، ويشبه بشكل كبير الجبال، وقد كشف القرآن الحقائق حول هذا النوع من السحاب رغم أن العلماء اكتشفوها حديثا، وأوضح أيضا مراحل نزول المطر.

جدول المحتويات

ما هو السحاب

عرف العلماء السحاب على انه بخار الماء متكاثف وانه يتألف من جسيمات تكون متكونة من بلورات  من الثلج أو  قطيرات تكون صغيرة الحجم من الماء السائل، فهي تكون متعلقة في الجو، وان التيارات المتصاعدة تمدها دائما من اسفل لأعلى، وان الهواء يحتوي على العديد من المواد كالأملاح والبحار والاتربة والدخان والبكتيريا والهباب.

ويطلق عليها العلماء اسم نوى التكاثف، وهي عبارة عن مواد يكون متوفر وجودها في طبقات الجو السفلى، وقطرات الماء الصغيرة جدا تتكثف عليها في السحب، فحجمها يتزايد، ومنا يتألف المطر ، وذلك بعد ان الرياح الحارة المشبعة ببخار الماء تصعد  الى طبقات الجو العليا التي يتكون منها السحب.

والملح في الجو فإنه مصدره الطبيعي، حيث تحمل الرياح رذاذ الملح من سطح البحر في الصباح والمساء، وترتفع في الطبقات الجوية، وتعمل على تكاثف السحب، وتحتوي على شوائب أخرى بالإضافة إلى جزيئات الملح، وجميع السحب التي تغطي الأرض لا تحتوي سوى على جزء واحد من كمية ماء الأرض.

مراحل تكوين المطر في سورة النور

قال الله تعالى: `ألم تر أن الله يزجي السحاب ، ثم يؤلف بينه ، ثم يجعله ركاما ، فترى الأمطار تخرج من خلاله ، وتنزل من السماء من جبال تحتوي على برد ، يصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ، إن سطوع برقه تذهب الأبصار` (43) سورة النور

في هذه الآية الكريمة، يوضح الله تعالى لنا كيف يحدث المطر، ويتحدث عن أنواعه وأشكاله وكيفية توزيعه بين الناس.

مرحلة الازجاء

تتحدث الآية الكريمة في البداية عن نوع من السحاب يسمى السحاب الركام، لأنه يشبه الجبال. يتكون هذا النوع من السحاب عن طريق عملية الإزجاء، والإزجاء هو عندما تدفع الريح السحاب بسهولة ويرفع.

مرحلة التأليف بين السحاب

تشير الآية إلى أن عملية الإزجاء يعقبها عملية التأليف بين السحاب، وتم الفصل بين المرحلتين الإزجاء والتأليف في الآية بحرف العطف، لأن ذلك يفيد الترتيب والتلاحم بينهما.

يتم تعريف التأليف في علم اللغة على أنه الجمع بين الأشياء المتفرقة وربطها ببعضها البعض وتنظيمها، وفي هذا السياق، يقصد أن الله تعالى يجمع هذه السحب ببعضها البعض حتى تتحول القطع المتفرقة إلى قطعة واحدة.

مرحلة الركم

تأتي عملية الركم بعد عملية التأليف، ويتم الفصل بينهما بحرف العطف ثم، ويدل ذلك على الترتيب مع التراخي، كما جاء في المراحل السابقة.

 في اللغةيعني “الركم” جمع الشيء فوق الآخر، وفي هذه الآية الكريمة يعني ذلك أن الله تعالى يجمع ويضع بعض الأشياء فوق بعضها الآخر.

مرحلة الودق

جميع المراحل السابقة كانت استعدادًا لهذه المرحلة التي تتمثل في نزول المطر، الذي ينزله الله تعالى نعمة ورحمة لعباده، حيث ينزل المطر بشكل مدرار بعد الركم، ويخرج الودق من ثنايا السحاب، كما قال تعالى: (فَتَرَى الْوَدْقَ يَنْزِلُ مِنْ خِلَالِهِ) .

في هذه المرحلة، تكون الفواصل عكس تلك التي تفصل بين المراحل السابقة، وذلك لأن حرف العطف “الفاء” يدل على الترتيب مع التعقيب، بدلاً من “ثم” الذي يدل على الترتيب مع التراخي، مما يعني أن المطر ينزل مباشرة بعد اكتمال عملية الركم.

تم ذكر جميع هذه الحقائق في القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وسبحان الله، فلم يتمكن البشر من اكتشاف هذه الحقائق إلا في الآونة الأخيرة بعد تطور التكنولوجيا والعلم، حيث أتاحت لهم استخدام وسائل التقنية الحديثة مثل أجهزة الاستشعار عن بعد والرادارات والأقمار الصناعية والطائرات وغيرها في الدراسات والأبحاث المتعلقة بالأرصاد الجوية

تم تصنيف السحب من قبل العلماء إلى أنواع متعددة وفقًا لسماكتها وطريقة تكوينها، ومن بين هذه الأنواع السحاب الركامي الذي ذُكِرَ في الآية الكريمة

 السحاب الركامي هو النوع الوحيد من السحب التي يمكن أن تتطور بحول الله وقوته وتتحول إلى سحاب ركامي ممطر، كما أنه النوع الوحيد الذي يمكن أن يترافق معه البرق والرعد والبرد .

يتميز السحاب الركامي بسمك كبير قد يصل إلى 15 كيلومترًا لأنه يشبه الجبال، وهذا ما وصفته الآية الكريمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى