معلومات عن الشخصية المسرحية
يمكن وصف المسرحية بأنها قصة أو موقف أو قضية اجتماعية يتم عرضها على المسرح من خلال مجموعة من الشخصيات التي تجسد عناصر الحوار داخل المسرحية، وتبدأ دائما بمشكلة يتم مناقشتها وتناولها من عدة جوانب من خلال الحوار المسرحي، وفي النهاية تقدم الحلول المقترحة لهذه المشكلة. تتألف المسرحية من عدد محدد من الفصول، ويمكن أن تكون مكونة من فصل واحد أو ثلاثة أو خمسة فصول .
مفهوم الشخصية المسرحية
تعتمد المسرحيات بشكل أساسي على الشخصية المسرحية التي تمثل العنصر الرئيسي والمحوري لنجاح العمل وتوصيل الفكرة العامة إلى الجمهور، ويعتمد المؤلف عادة على أبعاد ومواصفات الشخصية القصصية لتوصيل الأفكار التي يريد تبليغها، وتصبح الشخصية المسرحية مدلولا ماديا عاما على الكثير من المضامين الإنسانية، وتنقسم الشخصية المسرحية إلى نوعين:
–الشخصية الثانوية : هي الشخصيات المألوفة في أي عمل والتي يكون لها دور دائم ومحدد، والعبارات التي تنطقها داخل العمل معروفة أيضا للجميع، على سبيل المثال، شخصية العامل في المطعم أو القهوة، ولا تكون للشخصية الثانوية تأثير كبير في أحداث المسرحية، ولكن أهميتها تعود إلى دورها في تحريك الأحداث .
–الشخصية الرئيسية : هم الشخصيات الرئيسية في العمل، وعادة ما تكون شخصيات معقدة ذات أبعاد محددة وتأثير قوي على أحداث القصة، ولا يمكن الاستغناء عنها .
أبعاد الشخصية المسرحية
توجد مجموعة من الأبعاد التي يتم الاعتماد عليها في اختيار الشخصية المسرحية، وتشمل ذلك:
–البعد المادي : يتعلق هذا بالمظهر العام للشخصية، بما في ذلك الطول والوزن والعمر ولون البشرة ونسبة الجمال وغيرها من المواصفات الجسدية الأخرى، حيث يمكن أن تمثل الشخصية دورا في مرحلة معينة من الحياة، سواء كانت مرحلة الشباب أو الكبر أو الطفولة، ويمكن أن يلعب اختيار شكل ومظهر الشخصية دورا هاما في زيادة الواقعية وإقناع الجماهير بأن الشخصية حقيقية .
–البعد الاجتماعي : ينقسم الأشخاص في الحياة عموما إلى أكثر من طبقة اجتماعية؛ حيث يوجد الأثرياء والفقراء والمتوسطين في الدخل وهناك أيضا اختلافات في المستوى الفكري والثقافي. يجب على الكاتب أن يكون دقيقا في تحديد السمات الاجتماعية للشخصيات، فلا يمكن على سبيل المثال أن يكون شخص من طبقة الفقراء يمتلك أشياء ثمينة، ولا يمكن أيضا أن يكون شخصا ضعيفا في المعرفة والثقافة وفي نفس الوقت يتولى منصبا هاما. يجب أيضا أن ننتبه إلى أهمية توضيح البيئة المحيطة بالشخصيات، مثل أفراد العائلة والأصدقاء وغيرهم .
–البعد النفسي : من الأهمية أيضا أن تأخذ في الاعتبار الجانب النفسي للشخصية، حيث إن مستوى الانضباط النفسي والتعامل مع الأحداث المختلفة يختلف من شخص لآخر وفقا لطبيعة حياته وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة من حوله، فنجد على سبيل المثال أن أفكار الشخص الفقير وتطلعاته نحو الحياة تختلف عن الشخص الغني، وطريقة تفكير الشخص المريض تختلف عن الشخص السليم وهكذا .
تحليل الشخصية المسرحية
– مسؤولية تحليل الشخصية المسرحية ليست على عاتق المؤلف وحده، بل تقع أيضا على الممثل الذي سيقوم بتجسيد هذه الشخصية، حيث يجب تحليل الشخصية وفهمها من كل الجوانب لتقديمها بشكل صحيح، ومن بين أهم خطوات تحليل الشخصية المسرحية:
-فهم طبيعة مواصفات الشخصية .
من الضروري تحديد الفكرة التي يرغب المرء في توصيلها للجمهور من خلال هذه الشخصية .
فهم طبيعة العلاقة بين الشخصية والشخصيات الأخرى الموجودة داخل المسرحية .
يتعلق اختيار الملابس والإكسسوارات المناسبة بطبيعة الشخصية .
يجب الحرص على الالتزام بأبعاد الشخصية وعدم التخلي عنها طوال المسرحية .
اضطراب الشخصية المسرحية (فقرة 1)
توجد بعض العوامل التي تؤدي إلى اضطراب الشخصية المسرحية، مثل:
عدم القدرة على خلق حوار مناسب يتناسب مع طبيعة الشخصية داخل المسرحية .
-فشل في اختيار الممثل المناسب الذي يمكنه تجسيد معالم الشخصية بشكل صحيح في الواقع .
يعتبر عدم وجود تقدم طبيعي في مواصفات وطبيعة الشخصية داخل العمل خطأ، حيث لا يمكن للشخصية الانتقال فجأة من حالة الفقر إلى حالة الثراء أو من حالة المرض إلى حالة الشفاء دون تقديم مسببات مقنعة للجمهور .
يؤدي عدم قدرة الممثل على أداء الدور المطلوب منه بشكل صحيح في كل مشهد إلى فقدان شخصيته لدورها المحوري داخل العمل .
اضطراب الشخصية المسرحية (فقرة 2)
اضطراب الشخصية المسرحية هو أحد أنواع الاضطراب الهستيري الذي يتعرض المصاب به إلى محاولة البحث طوال الوقت عن الاهتمام والعاطفة بشكل ملحوظ وأكثر من اللازم ، وهو يتَّبع من أجل ذلك الاعتماد على الأساليب التمثيلية والمسرحية من أجل إظهار مشاعره ، كما أن المُصابين بهذا الاضطراب دائمًا ما يُعانون من سرعة التأثر بالأشخاص المحيطين بهم والمبالغة في رد الفعل تجاه مواقف الحياة المختلفة .
عزى العديد من علماء وأطباء النفس هذا الاضطراب السلوكي إلى عدة أسباب، بما في ذلك:
أحد أسباب هذا الاضطراب هو الوراثة الجينية، حيث ينتشر هذا المرض بين أفراد العائلة .
– يحدث اضطراب في معدل إفراز بعض المواد الكيميائية في الجهاز العصبي .
لا يتطور اضطراب الشخصية التمثيلي خلال الفترة الأولى من العمر حتى سن 15 عامًا، ولكن الأعراض تبدأ في الظهور بشكل واضح في وقت لاحق، مما يتطلب التدخل العلاجي .