ادب

قصة كوزيت الحقيقية

كوزيت” هي شخصية أدبية من شخصيات البؤساء، وهي الطفلة الوحيدة لفانتين، والتي أنجبتها بعد علاقة فاشلة مع حبيبها الذي خذلها تولومييس. بعد ذهابها لمنزل تيناردييه، اضطرت للعمل هناك كخادمة بالرغم من صغر سنها. وأثناء سيرها في طريق جلب الماء في منتصف الليل لكي يشرب حصان لشخص ما، قابلت جان بالصدفة وعرف أنها ابنة فانتين بعد سؤالها عن اسمها واسم أمها وعمرها وأين تسكن، ودفع مبلغا كبيرا مقابل أخذها لتعيش مع هذا الرجل العظيم الذي انتشلهمن الظلم والبؤس. تمت كبرت كوزيت والتقت بماريوس، فتزوجوا. يوجد منها قصة مصغرة للأطفال في عمر ما بين 13-15 عاما يمكن اعتبارها من قصص قبل النوم

قصة كوزيت الحقيقية

قصة كوزيت هي جزء من رواية البؤساء وتبدأ بعد أن فقدت السيدة فانتين وعيها فجأة في مكان العمل وسقطت على الأرض، وحملها أصدقاؤها، وطلب صاحب العمل السيد مادلين مساعدة الطبيب وأخبره أن السيدة فانتين مصابة بمرض خطير وأنه لا أمل في شفائها، فنصحت السيدة فانتين صاحب العمل السيد مادلين أن يعتني بابنتها كوزيت.

عاشت كوزيت بعيدًا عن فانتين منذ كانت في الثالثة من عمرها، وعاشت حياة مريحة، حيث كان والدها يرسل لها المال بشكل منتظم. وبعد وفاة السيدة فانتين، تعهد مادلين، صاحب العمل الغنيّ الذي يملك مصانع كبيرة، برعاية كوزيت بكل طاقته. وقد كانت هذه الحياة الجديدة بعيدًا عن فانتين مستقرة ومستقرة.

كان أهل البلدة يعتمدون في كسب معيشتهم على هذين المصنعين، وعلى الرغم من ذلك لم يعرف السيد مادلين التغطرس أو التكبر، فكان على العكس تمامًا محبًا للفقراء وعطوفًا على المساكين والمحتاجين، وكان له ماضي حزين، حيث قضى تسعة عشر عامًا بسبب سرقته كسرة خبز، حيث دفعه الفقر لسرقة كسرة الخبز، وهذا جعله يشعر بالفقراء ويعطف عليهم.

انتقل السيد مادلين إلى بلدة مونتفرني حيث تعيش الطفلة كوزيت. كان هناك فندق بسيط يديره السيد شنايدر، وكان السيد شنايدر مثقلا بالديون. لم يكن لديه المال الكافي لتلبية احتياجاته، وبالتالي لم يستطع توظيف أي شخص آخر. كانت الطفلة كوزيت، التي كانت في الثامنة من عمرها، تقوم بجميع أعمال الفندق بمفردها.

كانت والدة الفتاة ترسل لها مبلغًا من المال قبل وفاتها لتعطيه لصاحب الفندق نظير اهتمامه بها، ولكن كان الصاحب القاسي للغاية، ويأخذ المال كله لسد ديونه، وظنت الفتاة أن ابنتها تعيش حياة سعيدة، وهذا ما دفعها لعدم التأخير في إرسال كل ما تملكه إلى ابنتها.

بل وكانت زوجة شنايدر تجعلها تسهر، لساعات متأخرة من الليل لحياكة الملابس الصوف لها ولابنتيها ولا تجعلها تنام حتى تنهي عملها، بل وفي ذلك اليوم ورغم برودة الطقس وسقوط الثلج، طلبت من كوزيت أن تذهب لينبوع الماء البعيد، لتحضر لهم دلو من الماء وكان على كوزيت السير في طريق الغابة المخيف ليلاً.

خرجت كوزيت محملة بدلو ثقيل، وتحملت برودة الطقس بصعوبة، وذهبت إلى وسط طرق الغابة الباردة والمظلمة التي لا نهاية لها، وكانت تخاف كثيرًا منها، وأخيرًا وصلت إلى ينبوع الماء البارد تمامًا كالثلج، وكانت مهمتها نقل الماء مرهقة للغاية.

وأثناء طريقها إلى العودة كان السيد مادلين قد وصل إلى المدينة للبحث عن كوزيت، فرأى تلك الفتاة ذات الملابس الخفيفة رغم برودة الطقس كما رأى معاناتها وهي تحمل الدلو، فظنها طفلة مسكينة فعرض عليها المساعدة في حمل دلو الماء وعندما سألها عن اسمها، أخبرته انه كوزيت فنظر لها وتعجب.

وصل الرجل إلى الفندق وطلبت منه المرأة حمل دلو الماء بدلاً منها، حتى لا تكشف زوجة السيد شنايدر أمر مساعدتها، وتغضب منها وتضربها بشدة. فوافق الرجل وأعطى كوزيت دلو الماء ودخلت كوزيت الفندق.

بعد عدة دقائق دخل السيد مادلين الفندق، وكان ينوي الإقامة فيه، وأعطى السيد شنايدر أربعين فرنكا، ومكث في الفندق ليراقب الطفلة كوزيت. طلب السيد مادلين من السيد شنايدر السماح لكوزيت بالاستراحة واللعب مقابل مبلغ من المال، وافق السيد شنايدر وطلب من كوزيت أن تلعب وتلهو ولا تقوم بأي عمل في الفندق، ولم تصدق كوزيت ما سمعت وابتسمت للسيد مادلين، وكانت تلك الابتسامة الأولى التي لم تعرفها منذ أن تركتها والدتها.

قامت كوزيت بالاستيلاء على قطعة خشب وقامت بتغطيتها بقطعة قماش لتظهر وكأنها دمية جميلة وصديقة مخلصة. نظر الرجل إلى كوزيت بحزن وخرج، ثم عاد بدمية جميلة وأعطاها لها. أمسكت كوزيت الدمية وعانقتها، وكانت هذه أول دمية حقيقية تلعب بها كوزيت. كانت سعادتها بالغة حتى لم تنتبه لأي شيء آخر. شعر السيد مادلين بالحزن والأسف على كوزيت بسبب معاناتها وقسوة الحياة في تلك الفندق وحرمانها من طفولتها، وكذلك إجبارها على أداء مهام تتعدى قدراتها وطاقتها البدنية.

فعرض على السيد شنايدر أن يصطحب معه كوزيت ويرعاها بنفسه، فوافق السيد شنايدر لكن طلب من السيد مادلين ، مبلغاً من المال قدرة ثلاثة الف فرانك، فوافق السيد مادلين وأعطى السيد شنايدر المال، وأخذ كوزيت وأخبرها بوصية أمها وأنه سيتعتني بها وخرج معها، وأحضر لها ملابس جديدة والعاب عديدة ، وبدأت كوزيت حياة سعيدة مع السيد مادلين، وتخلصت اخيرًا من السيد شنايدر وذله وقسوة زوجته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى