احكام اسلاميةاسلاميات

شروط التكفير وموانعه عن أهل السنة والجماعه

هل التكفير محمود

يجب تجنب تكفير المسلم، حيث أنه يعتبر من واجبات أهل العلم مثل القضاة الشرعيين، وبأمر من ولي الأمر المسلم، لأن التكفير يتضمن الكثير من الأحكام الشرعية وهو من حق ولي الأمر، وأن تكفير الشخص بغير حق يعد من أعظم الذنوب

عن ابي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء به أحدهما.` وهذا حديث صحيح صححه البخاري

: “يعتبر تكفير أهل القبيلة حراما في الإسلام الذي يتبعه أهل السنة والجماعة، فإذا دخل شخص الإسلام بثبات فإنه لا يمكن أن يخرج من الإسلام إلا بثبات، ويجب توفر شروط التكفير وغياب الموانع لتكفير أي شخص، وهذا الأمر لا يثير الجدل، ولكن بسبب الخلاف بين التكفير العام والتكفير الفردي، فإن الناس قد يقعوا في الجهل الكبير، وربما يصفون هذا القول بالكفري، ولكن لا يمكن تكفير الشخص الذي قال هذا القول حتى يتوفر فيه شروط التكفير وتغيب الموانع.

متى يتم تكفير المعين

يتطلب تكفير المعين نظرا من وجهين

  • الأول: هو معرفة القول أو الفعل الذي يقوم به الشخص المسلم، وإذا كان يندرج تحت أنواع الكفر أو الشرك الأكبر أم لا
  • الأمر الثاني هو معرفة الحكم الصحيح الذي يمكن أن يصدر بشأن المسلم، وهل توافرت جميع شروط التكفير وانتفت موانع التكفير عنه

وبالتالي، يتولى أهل العلم مسؤولية تكفير أي شخص من أتباع الدين الإسلامي، وليس على عاتق الناس العاديين

يعتبر حكم المسلم بالكفر خطيئة عظيمة، خاصة إذا لم يستحقه، فقد تم تثبيته في الأحاديث الصحيحة التي نقلتها جماعة من الصحابة، أنه من قال لأخيه: يا كافر، فقد أصاب أحدهما بذلك”، وهكذا في الصحيح، وفي لفظ آخر في (الصحيحين) وغيرهما: “من دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا أنه أقحم نفسه فيه”، أي عاد، وفي لفظ في الصحيح: “فقد أكفر أحدهما”، وبناء على هذه الأحاديث وما ورد فيها، يعد الرادع الأكبر لتجنب الاندفاع في الإقدام على التكفير

يعتبر الإسلام الأصل لمن يدعيه، ويجب الحفاظ على إسلامه حتى يتبين زواله بمقتضى الدليل الشرعي، ولا يمكن تكفيره بسهولة؛ لأن ذلك يشكل افتراء على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي يتم إدانته به، والحكم بالتكفير أو عدمه يقع حكمه إلى الله وحده، كما هو الحال في الحكم بالتحريم أو عدمه.

شروط الحكم على المسلم بالكفر

  • الشرط الاول: العقل، وعكسه الجنون وهو مانع
  • الشرط الثاني: البلوغ، وعكسه الصغر وهو مانع
  • الشرط الثالث: العلم هو العكس التام للجهل، وهو وسيلة لمنع الشيء وفهم تحريمه، وتحدث هذه الحالة عندما يكون الشخص متخصصًا في تعريف شيء محظور
  • الشرط الرابع: الإرادة تعني أن يكون شخصا متعمدا في فعله، والإكراه هو العكس، حيث يكون ممنوعا من فعل شيء ما أو قول شيء مكروه. وعلى سبيل المثال، يقول الله تعالى “من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم” (سورة النحل: 106). ولدى أهل العلم الكثير من الآراء حول الإكراه ومتى يعتبر شخص مكرها ومتى يعتبر متعمدا، وما هي الأمور التي تشملها شروط الإكراه وكيف يمكن للمسلمين تفاديها
  • الشرط الخامس: القصد، وعكسها الخطأ وهو مانع
  • الشرط السادس: عدم التأويل، وضده هو وجود التأويل ومانعا

موانع تكفير المسلم عن أهل السنة والجماعة

  • الجهل

يمكن أن يكون الجهل من نوعين، إما من شخص ليس لديه دين الإسلام أو ليس له دين، وفي الآخرة يحكم عليه الله، أو من شخص يعتنق الإسلام، ولكنه يعيش وفقًا للعادات والتقاليد الخاطئة دون أن يدرك أنه يخالف الشريعة، وهذا الأمر يحكم عليه أيضًا بواسطة الله.

قال ابن القيم في مدارج السالكين بعد ذكره أن الكفر يحصل إذا هجر فريضة من فرائض الإسلام أو أنكر صفة من صفات الله تعالى أو أنكر خبرا أخبر الله به عمدا، وقال: `وأما جحد ذلك جهلا أو تأويلا فيعذر فيه صاحبه فلا يكفر صاحبه به`.

ويدل على أن القيام بفعل الكفر عندما يكون عن جاهل، لا يمكن الحكم عليه بالتكفير المعين من خلال حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق في قصة الرجل الذي لم يعمل خيرا قط، فأمر أولاده إذا مات أن يحرقوه ثم يذروا رماده في شديد الريح في البحر، وقال: “والله لئن قدر علي ليعذبني عذابا ما عذب به أحد” فغفر له، والحديث متفق عليه.

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى بعد ذكره لهذا الحديث: فهذا الرجل شك في قدرة الله وفي قدرته على إعادة الذرية بعدما ذريت، ولكن اعتقد أنه لا يمكن إعادتها، وهذا يشكل كفرًا باتفاق المسلمين، ولكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمنًا يخاف الله أن يعاقبه، فغفر الله له ذنبه بسبب تلك الجهلية.

  • التأويل

التأويل هو عندما يقوم المسلم بفهم أمر بطريقة تخرجه من الدين، وذلك بسبب شبهة ما يعتبره تأويلا صحيحا، وفي هذه الحالة يعذر المسلم بفعله هذا. وقد استدل العلماء على ذلك من خلال ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه `الاستغاثة`، حيث ذكر أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكفروا قدامة بن مظعون رضي الله عنه حينما شرب الخمر ظنا منه أنها حلال له ولمن مثله. ويمكن أيضا تأويل فعل الشخص خطيئة وهو يعتقد أنه على صواب، وذلك بناء على قوله تعالى: `وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم` [الأحزاب: 5]

  • الإكراه

الإكراه يمكن أن يشمل تهديدا بالضرب أو الإيذاء أو حتى القتل إذا لم يستجب الشخص للمطلوب منه. يعني أيضا طلبا من شخص للقيام بشيء يرفض القيام به، بواسطة التهديد الذي يمكن أن ينفذه المهدد. وعندما يصبح الشخص غير خائف ويرضى بالقيام بهذا الأمر بشكل مباشر، فإن المسلم يعتذر عن الكفر بسبب الإكراه الذي يعاني منه، ويدل على ذلك قول الله عز وجل: `من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم` [النحل: 106]. وهذا الموضوع متفق عليه حينما أتى عمار بن ياسر، الذي اضطر لذكر آلهة المشركين بصورة حسنة وسب النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، فعندما جاء رسول الله وسأله: `ما وراءك؟`، قال: `شر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بصورة حسنة`، فقال النبي: `كيف وجدت قلبك؟`، فقال: `مطمئنا بالإيمان`، قال النبي: `وإن عادوا فعد`” [رواه البيهقي والحاكم وصححه].

  • الخطأ

يعني هذا أن الشخص يريد القيام بشيء جيد، لكنه يفعل العكس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى