احكام اسلاميةاسلاميات

شروط الحج عن الغير

الحج هو أحد أهم أركان الإسلام وأروع وسائل التقرب إلى الله والاعتراف بالعبودية والإيمان برسالة الإسلام ودعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم. فقد فرض الله – عز وجل – هذا الواجب الإيماني المبارك على جميع المسلمين، ولكنه يكون واجبا فقط إذا كان المسلم لديه القدرة المالية والصحية لأداء الحج. وهناك بعض علماء الأمة الذين أشاروا إلى جواز تأجيل الحج في بعض الحالات .

جدول المحتويات

الحج عن الغير

يُقصد بالحج عن الغير قيام المسلم بأداء فريضة الحج عنمُسلم آخر من أقاربه أو أهله أو أي شخص آخر، ويوجد رأيان فقهيان حول هذه المسألة بحسب علماء الأمة الإسلامية

-رأي جمهور الفقهاء : حيث يرون الفقهاء من المذاهب الشافعية والحنفية والحنابلة أن النيابة في فريضة الحج عن الآخر جائزة، وقد استندوا في هذا الرأي إلى قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما سئل رجل عن عدم قدرة والده على أداء الفريضة، فقال: `احجج عن أبيك واعتمر .

-رأي المالكية : ومن جهة أخرى يرى المالكية بعدم جواز الإنابة في الحج ، وهم يستندون في ذلك إلى أن فريضة الحج معتمدة بشكل أساسي على التواجد البدني ؛ ولذلك إذا لم يتمكن المسلم من القيام بها بنفسه فإن هذه الفريضة تسقط عنه ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} سورة النجم [اية : 39] .

شروط النيابة في الحج

هناك مجموعة من الشروط والحالات المحددة التي يسمح فيها بحج الآخرين، وهي:

إذا توفي المسلم وكان لديه القدرة على الحج ولم يؤدِه، يتم أخذ جزء من ماله الذي تركه ويؤدي أحد أفراد أسرته أو أهله فريضة الحج عنه .

في حال كان المسلم معوقًا أو مريضًا ولا يوجد شفاء له، فإنه يمكن لشخص آخر أن يحج عنه بالوكالة. أما إذا كان عجزه مؤقتًا ومن المتوقع أن يتعافى منه، فلا يجوز له الحج بالوكالة، بل يجب عليه الانتظار حتى يتعافى تمامًا ثم يحج بنفسه .

من الضروري للشخص الذي سيؤدي فريضة الحج عن شخص آخر أن يكون قد أدى فريضة الحج عن نفسه أولاً .

أشار العلماء إلى أنه لا يوجد حرج في أن ينوب الرجل عن الرجل أو المرأة، ولا يوجد حرج أيضًا في أن تنوب المرأة عن الرجل أو المرأة .

يجب أن تتوفر بعض المواصفات في الشخص المعيّن للإنابة، مثل البلوغ والعقل والقدرة الصحية، وفي حالة المرأة يجب وجود محرم .

طريقة الحج عن الغير

: “يتطلب الحج عن شخص آخر أن يؤديها المسلم بنفس الأركان التي يؤدي بها الحج عن نفسه، ولكن يكفي للشخص المكلف بالإنابة أن يقصد في قلبه أنه يحج عن فلان، ويفضل ذكر اسم هذا الشخص عند الإحرام، فمثلا إذا كان الإنسان يحج عن والده فيجب أن يقول “لبيك اللهم حجة عن أبي فلان”. أما بالنسبة لباقي مناسك الحج، فتكفي النية القلبية دون الحاجة للنطق بها طوال الوقت .

بغض النظر عن الوضع، فإن الحج يجلب للمسلم العديد من الفوائد الدينية والدنيوية، سواء قام المسلم بأدائه بنفسه أم أديه شخص آخر عنه. يقرب الحج المسلم من ربه ويكسبه الأجر العظيم والمنزلة الإيمانية العالية، لذلك يجب على كل مسلم قادر على أداء فريضة الحج أن يحرص عليها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى