اسلامياتقصص اسلامية

أمثلة من الانقياد والاستسلام لله ولرسوله

آيات عن التسليم لله

يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: وليس من حق المؤمن أو المؤمنة عندما يقضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الاختيار في أمرهم، ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل بشكل واضح.

ويقول عز وجل: من يطيع الرسول فقد أطاع الله”، ويقول عز وجل: “وما يأتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”، ويقول ابن كثير أنه مهما أمرنا به النبي يجب أن نفعله، ومهما يكن الأمر الذي نهانا عنه يجب أن نمتنع عنه، وهذا هو المعنى الحقيقي للاستسلام لأوامر الله ورسوله.

التسليم والانصياع لله عز وجل هي روح الإسلام، وقد بين الله عز وجل لنا على لسان نبيه ما ينفعنا ويجب اتباعه وما يضرنا ويجب تجنبه، ولا يكتمل إيمان المسلم إلا بالتسليم الكامل لأوامر الله ونواهيه، وقد ذكر الأمر بالتسليم والانصياع لله عز وجل في عشرين آية من القرآن الكريم.

فنحن نؤمن أن الله عز وجل هو الخالق الواحد السميع البصير العليم وهو خالقنا وخالق الكون ومدبره وهو وحده أعلم بما كان وما سيكون وهو أعلم بالنوايا والسرائر، ولذلك فإن ما يأمرنا به هو الخير المطلق وما ينهانا عنه هو الشر المطلق، يقول عز وجل: ” ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”.

قصص عن التسليم لله

النبي عليه الصلاة والسلام هو رسول الله إلينا، ويتلقى من المولى عز وجل الوحي. ولذلك، أقسم المولى عز وجل أنه لا يمكن لأي شخص أن يؤمن حتى يحكم النبي الكريم في جميع الأمور دون جدال أو ممانعة. وقد قال تعالى في سورة النساء: `فلا وربك لا يؤمنون حتىٰ يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فيٓ أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما`.

 يقال إن سبب نزول هذه الآية هو خلاف حدث بين الزبير بن العوام ورجل من الأنصار بشأن مياه يجري في أرض كلاهما. فأمر النبي عليه الصلاة والسلام الزبير بن العوام بإسقاط الماء لجاره، وقال للرجل: “اسق يا زبير وأرسل الماء لجارك”. فرد الرجل بالقول: “لو كان الذي يأمر هو ابن عمة، لأعطى الماء لابن عمه”. فغضب النبي عليه الصلاة والسلام وأمر الزبير بن العوام بإسقاط الماء حتى يصل إلى الجدار.

طلب النبي عليه الصلاة والسلام من الزبير أن يسامح جاره ويمرر له الماء، لكن الرجل أساء الأدب مع النبي عليه الصلاة والسلام، فنزل قول الله عز وجل، ليخبرهم أن الانصياع لحكم النبي عليه الصلاة والسلام دون ممانعة أو منازعة هو من شروط الإيمان.

من قصص الاستسلام لله عز وجل، ما حدث من المسلمين عندما نزل الله عز وجل آية تحريم الخمر، فنادى مناد في المدينة أن الخمر قد حرمت، فسارع المسلمون بسكب ما في منازلهم من الخمور فسالت الخمر في شوارع المدينة وطرقاتها.

من قصص الطاعة والانصياع لأوامر الله، قصة الصحابي معقل بن يسار، حيث زوج أختها رجل ثم طلقها دون سبب، وبعد ذلك ندم وأراد أن يخطبها مرة أخرى، لكن معقل رفض ذلك وقال: لا والله، لن تعود إليك أبدا. وفي هذه الأثناء، نزلت قول الله تعالى: “وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف.” فسمع معقل هذه الآية الكريمة وأطاعها، وسمح لرجل أخته بالزواج منها مرة أخرى وأكرمه، على الرغم من صعوبة ذلك على نفسه.

من أمثلة الانقياد لله ورسوله عليه الصلاة والسلام قصة قبلة المسلمين، حيث أمر المولى عز وجل بتوجيه الصلاة نحو بيت المقدس فأطاع المسلمون وظل بيت المقدس قبلة لصلاتهم لمدة عام وبضعة شهور.

عندما نزل الوحي وأمر المولى عز وجل النبي عليه الصلاة والسلام بالتوجه للكعبة، كان المسلمون قد صلوا ركعة واحدة من صلاة الفجر، ومرر رجل بجوارهم وأخبرهم بأن النبي قد أمر بالتوجه للكعبة، فتجهوا جميعا نحو القبلة.

من أجل التسليم والانقياد لله ورسوله، هناك قصة تتحدث عن ثلاثة من الصحابة قد تخلفوا عن المشاركة في غزوة تبوك. قد ادعى المنافقون أن بيوتهم غير جاهزة واعتذروا للنبي صلى الله عليه وسلم، وقبل النبي اعتذارهم. أما هؤلاء الثلاثة فلم يكذبوا على النبي مثلما فعل المنافقون. فأمرهم النبي أن ينتظروا حتى يأتي أمر الله وأمر المسلمين بعدم التحدث إليهم. وقد انصاعوا جميعا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

عاش الثلاثة في هم وغم، وتزوجوا، واعتكف اثنان منهم في منازلهم حتى لم يخرجوا منها. بعد أربعين ليلة، أمرهم النبي بالابتعاد عن زوجاتهم، فقال أحدهم لزوجته: انضمي إلى عائلتك، والآخر، هلال بن أمية، ذهبت زوجته لطلب الإذن من النبي لتخدم زوجها الشيخ الكبير.

وبعد مرور عشرة أيام أخرى، كان الصحابة الكرام في حالة حزن وحيرة، وكانوا يبكون من الندم، وكانت الأرض ضيقة عليهم بسبب الأحزان التي يعانون منها، ولكن بتوبتهم والانصياع لأوامر الله ورسوله، رحم الله عليهم وتولاهم.

كانت القبلة الأولى اختبارا للمؤمنين وتربية لهم على الاستسلام والانصياع لأوامر الله ورسوله. يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: `وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه`.

عندما رأى أحد الصحابة خاتما من ذهب في يده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: `يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده`، فألقى الصحابي الخاتم على الفور، ورفض أن يأخذه بعد أن طرحه النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان مؤمنا فطنا وفهم رسالة الله ورسوله ونفذها على الفور.

الانقياد والاستسلام لله من قصص الأنبياء

كان الطاعة لأوامر الله عز وجل والانقياد الكامل لها أيضا من سمات الأنبياء السابقين، إذ أن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام قد أذعن لأوامر المولى عز وجل، حيث قال المولى عز وجل عن الخليل عليه السلام: `عندما قال ربه له أسلم قال أنا مستسلم لرب العالمين، ووصى بها إبراهيم أبناءه ويعقوب`.

وقد طبق إبراهيم عليه السلام الاستسلام والانقياد لأوامر المولى عز وجل بشكل عملي عدة مرات، فقد أمره المولى عز وجل بإرسال زوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل إلى وادي غير ذي زرع، وتركهم هناك، وقد استجاب إبراهيم على الفور واستجاب هاجر بمجرد معرفتها أن هذا أمر الله عز وجل، بل إنها كانت على يقين أن الله لن يضيعهم.

امتُحِنَ إبراهيم وابنه الذبيح إسماعيل مرة أخرى عندما أمرهما المولى عز وجل بذبح ابنه، وصدقا الرؤيا ونفذا أمر المولى عز وجل، وجزاهما المولى عز وجل برزق إسحاق وبارك في ذريتهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى