تعد النباتات واحدة من أهم مظاهر الحياة على الأرض، حيث يتم استخدام الكثير منها في الطعام للإنسان والحيوانات، ويتم استخدام بعضها في الصناعة والبعض الآخر للزينة والجمال. قد تتعرض النباتات لبعض الأمراض المعدية والخطيرة، مثل مرض الفسيفساء، والتي يتعين علاجها على الفور لمنع انتشارها .
مرض الفسيفساء
عندما نسمع كلمة “فسيفساء”، يتبادر إلى أذهاننا أحد أهم وأجمل الأحجار الكريمة المعروفة بمظهرها الخلاب. وعلى الرغم من ذلك، فقد استخدم العلماء هذا الاسم لوصف أحد أنواع الأمراض التي تصيب النباتات، وهو فيروس مرضي يسمى “فيروس الفسيفساء – Mosaic Virus”. ويصيب هذا الفيروس بعض النباتات المهمة مثل الملفوف (الكرنب) والقرنبيط وكرنب بروكسل والبروكلي والطماطم والتبغ وغيرها .
أعراض فيروس الفسيفساء
عند إصابة النبات بهذا المرض، يتغير مظهره الخارجي تمامًا وتظهر علامات تؤكد الإصابة بالفيروس، مثل:
تظهر على أوراق النبات علامات صفراء بصورة دوائر وحلقات ملحوظة .
يصبح رأس نبات الملفوف ملونًا ومزيّنًا ببعض الحلقات الملونة، وبعضها يكون أسود اللون، مما يجعل رأس النبات يبدو كمجموعة من الحجارة المزخرفة .
– تظهر على الأغصان والعروق والأوراق النباتية علامات الضعف والذبول، وتصبح شكلها غير جميل وغير صالح للأكل في بعض الأحيان .
كيفية التعامل مع فيروس الفسيفساء
من المعروف أن هذا الفيروس ينتقل إلى النبات عبر أحد أنواع الحشرات المعروفة باسم حشرة (المن) ، حيث أنه يوجد عدد كبير من أنواع وأشكال هذه الحشرة التي تنقل الفيروس من نبات الملفوف إلى باقي أنواع النباتات ، وبالتالي عند ظهور هذا النوع من الحشرات في أي مزرعة أو أرض زراعية فيجب العمل على التخلص منها فورًا قبل أن تقوم بنقل العدوى إلى باقي النباتات .
إذا انتشر فيروس الفسيفساء في النباتات وظهرت أوراق مصابة به، فيجب إزالة تلك الأوراق الفورية والتخلص منها بعيدا عن المزرعة أو الحديقة، دون رميها في أكوام النباتات أو السماد، حيث يمكن أن ينتقل الفيروس عند لمس أوراق مصابة لأوراق سليمة، ولذلك يجب التخلص منها بشكل كامل .
يجب أن نذكر أن هذا المرض قد يعود مع بداية كل موسم زراعي جديد، وذلك بسبب قدرة هذا الفيروس على تحمل عوامل الطقس المختلفة مثل البرودة الشديدة والصقيع، بالإضافة إلى قدرته على البقاء داخل بعض أنواع الأعشاب المعمرة التي تعد طعاما رئيسيا لحشرة المن. لذا، يجب على صاحب المزرعة إزالة أي أعشاب ضارة بشكل دوري ومستمر فورا، وذلك لضمان بقاء المزرعة خالية تماما من أي نباتات عشبية معمرة، ويجب أن تكون المنطقة المحيطة بالمزرعة أيضا خالية من أي نباتات عشبية معمرة ضارة على بعد مائة ياردة على الأقل .
طريقة علاج فيروس الفسيفساء
من المؤسف أن العلماء وخبراء النباتات لم يتمكنوا حتى الان من ابتكار علاج أو مُبيد لعلاج فيروس الفسيفساء ، وبالتالي يجب على كل مزارع أن يعلم حجم الضرر الذي قد يتعرض إليه المحصول الزراعي الخاص به إذا ما أصيب بالفيروس كي يقوم باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة التي تُساعد في حماية النبات من التعرض لهذا الفيروس وأهمها التخلص من حشرة المن فور ظهورها ، والتخلص من الأعشاب المعمرة داخل وحول المزرعة إلى جانب الاهتمام تحسين الصرف والتخلص من الافات الزراعية ، مع ضرورة التخلص من أي أوراق يظهر بها المرض على وجه الفور قبل أن يتمكن الفيروس من الانتقال إلى باقي المحصول .