كيف يمكن أن أستعيد ثقتي في الاخرين
لا يوجد شيء يؤذي أكثر من شعور الخيانة من قبل شخص تحبه وتثق به، فما هي الخيانة؟ إنها قد تأخذ أشكالا متعددة، مثل خيانة الأمانة أو عدم الولاء، وكل هذه الأمور تعتبر خرقا أخلاقيا يتجاوز جوهر روحك العاطفية ويغرقك في مشاعر ضيق النفس العميقة. العلاقات معقدة جدا، وبحسب الظروف، الخيانة لا تعني بالضرورة نهاية العلاقة، وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد تجعل الخيانة العلاقة أقوى .
استعادة الثقة بعد الخيانة
عندما يكون هناك رغبة في مواصلة العلاقة بعد وقوع خيانة، غالبا ما يتم التركيز على ما إذا كان الشخص المتضرر يمكنه مسامحة الشخص الآخر أم لا. على الرغم من أن المغفرة ضرورية لعملية المصالحة، إلا أنها ليست كافية للمضي قدما في العلاقة. يعتمد إمكانية إصلاح العلاقة بشكل أساسي على استعادة الثقة .
أهمية الثقة وطريقة إرجاعها
الثقة بالنفس هي العامل الرابط الذي يجمع العلاقات معا، فهي تمنحك الشعور بالأمان وتسمح لك بالتواصل العاطفي مع الآخرين. عندما تبدأ العلاقات أول مرة، يتم منح الثقة عادة في وقت مبكر، ويفترض أن الأشخاص الذين نختار التواصل معهم اجتماعيا يستحقون الثقة حتى يثبتوا العكس. مع مرور الوقت وتعرفنا على الشخص، تنمو الثقة وتتعمق. وعندما تنكسر تلك الثقة، فإن ذلك لا يؤثر فقط على الشخص الآخر، بل يؤثر غالبا على ثقتنا بأنفسنا. فعندما تسأل نفسك، لا تسأل فقط عن أفعال الآخرين، بل كيف سمحت للخيانة بحدوثها وكيف وثقت من الأساس. لذا، لكي تستمر العلاقة بعد الخيانة وانكسار الثقة، من المهم إعادة بناء الثقة، ليس فقط مع الشخص الآخر، بل وربما بشكل أكبر مع النفس .
فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للتسامح واستعادة الثقة بعد تعرضها للإضرار
اغفر لنفسك
جزء مهم من عملية التسامح هو أن تسامح نفسك، عندما تحاول فهم موقف ما، نميل إلى إنشاء تفسيرات لسبب حدوث الأشياء، حتى لو كانت غير معقولة، غالبا ما نلوم أنفسنا: إذا كنت شخصا أفضل بطريقة ما، فقد لا يحدث هذا لي، إذا كنت أكثر ذكاء، لربما رأيت ذلك قبل حدوثه، ونعتقد أنه إذا استطعنا تحديد الخطأ وإصلاحه، فقد نتمكن من منع حدوثه مرة أخرى، إن مغفرة الذات تتطلب التعاطف مع الذات وتعلم أنه وبالرغم من وجود العيوب ونقاط الضعف لديك، لا تزال تستحق التقدير الكبير لنفسك وتستحق أن تعامل بشكل جيد، ومن المهم أن نعرف أن سلوك الشخص الآخر هو اختياره وهويته ويعكس من هو وما هي أخلاقه، وليس بسبب أشياء أخرى .
سامح الشخص الآخر
من المستحيل استعادة الثقة دون استعادة السيطرة على سلامتك العاطفية أولا من خلال إيجاد سلام داخلي مع الموقف، يكافح الكثير من الناس بالغفران لأنهم لا يريدون ترك الشخص الآخر بسبب سلوكه السيئ، من المهم أن تدرك أن التسامح لا يتعلق بالشخص الآخر بل يتعلق بالحرية العاطفية، يمكن لتعلم المسامحة والتصالح مع الأشياء التي حدثت في الماضي أن تحدث بسهولة أكبر عندما تنزع تركيزك على الأحداث المحددة التي وقعت، وتحاول بدلا من ذلك رؤية منظور الشخص الآخر .
ويمكن أن تساعدك رؤية منظور شخص آخر على فهم الأحداث التي وقعت وجعلها أقل شخصية، وقد يكون من الأسهل أيضا مسامحة شخص ما عندما تراه كشخص غير كامل، إذا وجدت نفسك غاضبا من موقف ما، فحاول التراجع وتذكر الصفات الجيدة التي تعرفها لدى الشخص الآخر، وأدرك أننا جميعا لدينا عيوب ونرتكب أخطاء .
ثق بنفسك
يكاد يكون من المستحيل الوثوق بشخص آخر إلا إذا ثقت بنفسك أولا. يشعر الناس بالخوف الشديد عندما يفكرون في الثقة بشخص خانهم، حيث يعتقدون أنهم سيعانون مرة أخرى. يخشون أن يتعرضوا للدمار العاطفي والخسارة والإهانة التي يتعرضون لها بسبب الخداع. الخوف قد يكون غامضا، لذا يجب تجنبه بأي ثمن. بدلا من التركيز على الأسباب التي تجعلك لا تكون على ما يرام، من الأهم أن تعرف الأسباب التي تجعلك تنجح وتستمر في حياة جيدة بدون تلك الشخص .
بعض الأشخاص يخافون أيضا من عدم قدرتهم على المغادرة، إذا كان هناك أي نوع من سوء المعاملة العاطفية أو الجسدية، يجب عليك المغادرة والحصول على مساعدة مهنية إذا لزم الأمر، وعليك أن تؤمن أنه إذا أصبح واضحا أن الوقت قد حان لانهاء العلاقة، فستكون قادرا على القيام بذلك، وإذا كان من الصعب جدا الثقة في النفس بهذا الشكل، فكر في العمل مع متخصص يمكنه مساعدتك في مشاهدة الأمور التي لا يمكنك رؤيتها بنفسك .
ثق بالشخص الآخر
بعد حدوث الخيانة، يتعين عليك تقييم الموقف وتحليل ما هو المسار المحتمل للسلوك في المستقبل. هل يبدو الشخص صادقًا في اعتذاره ومستعدًا للتغيير؟ هل يتصرف الشخص بنزاهة في مجالات أخرى من حياته؟ هل كانت هناك ظروف خارجة عن إرادته لعبت دورًا في الأمر؟ هل سبق وأن كسر الشخص ثقتك بطرق مماثلة في الماضي؟
بعد ذلك يمكن أن تختار ما إذا كنت تستطيع قبول عيوب الشخص الآخر أم لا وتثق مرة أخرى فيه أم لا، ولا توجد أبدا أي ضمانات عندما يتعلق الأمر بأشخاص آخرين، فقط الوقت سيظهر ما إذا كانت الثقة تستحق أم لا، ومع ذلك فإن حجب الثقة بدافع الخوف أو الغضب سيمنعك من التواصل العاطفي مع شخص ما ويمنع علاقتك من المضي قدما بطريقة صحية .
تعدّ العلاقات ضرورية لرفاهيتنا ونوعية حياتنا، وبدون الأوقات الصعبة، لن نكون قادرين على تقدير الأوقات الجيدة، وتمنحنا مثل هذه المواقف فرصة للنمو كأشخاص، وربما لإيجاد معنى أعمق في العلاقة نفسها .