لماذا سمي اولو العزم بهذا الاسم
يوجد العديد من الأخبار في القرآن الكريم حول الأنبياء والرسل الذين حملوا الأمانة ووصلوا رسالة الله إلى عباده، وتحدث بعض الآيات والأحاديث النبوية الشريفة عن أولئك الرسل الذين كانوا أصحاب العزم .
الأنبياء والرسل
لقد اصطفى الخالق عز وتعالى من عباده بعض الأشخاص الذين خصهم بحمل رسالة التوحيد والإيمان بالله تعالى إلى أقوامهم ، وهم الأنبياء والرسل ، ولقد كان جميع الرسل والأنبياء مثال ونموذج على البذل والصبر والعطاء والتضحية من أجل تأدية الأمانة وتبليغ الرسالة ، وقد بذل بعضهم الروح والدماء بثبات وعزيمة وقوة في سبيل دعوة التوحيد ، ومن هؤلاء الأنبياء كل من سيدنا يحيى وسيدنا زكريا وسيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل وسيدنا نوح وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف وسيدنا ذو الكفل ، وسيدنا اليسع عليهم جميعًا السلام ، وقد كان خاتم الأنبياء والمرسلين هو سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام .
وكما هو متعارف عليه في أي أمر، يحدث تفاوت بين الأشخاص في أعمالهم، وكان هذا الأمر موجودا أيضا بين الأنبياء. فقد حدث تفاوت بين الأنبياء والرسل فيما بينهم، وذكر الله تعالى في إحدى آيات القرآن موجها حديثه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لتثبيت قلبه وتمكينه من الصبر والعزيمة في مواجهة آذى قومه له، على غرار صبر الرسل والأنبياء السابقين الذين كانوا أصحاب العزة .
أولو العزم
في اللغة العربية، يشير مصطلح `العزم` إلى اتخاذ القرار والتصميم في القلب للقيام بشيء ما، والالتزام بتنفيذه والبدء في سعي حثيث لتحقيقه بقوة الإرادة والقوة والاستقامة. أما `أولي العزم`، فهم الرسل والأنبياء الذين تحملوا المشاق والتحديات، وأظهروا أعلى درجات الصبر والاحتمال في سبيل نشر الدعوة التي كلفهم بها الله تعالى .
أشار العديد من علماء الأمة إلى أن جميع الأنبياء والرسل كانوا ذوي جد وتعب وهمة وإرادة وعزيمة في نشر الدعوة. ومع ذلك، كان هناك عدد محدود من هؤلاء الأنبياء والرسل الذين تميزوا بمستوى أعلى من الصبر والعزيمة، وهم الذين يُطلق عليهم اسم “أولو العزم” من الرسل .
أولو العزم من الرسل
ورد ذكر أولي العزم من الرسل في قول الله تعالى : {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم} سورة الأحقاف [آية: 35]، وقد ذكر أيضا أولو العزم من الرسل في مكان آخر من القرآن الكريم في قول الله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصىٰ به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسىٰ وعيسىٰ أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ۚ كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ۚ الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب} سورة الشورى [آية: 13] .
وقد جاء في ذلك أيضًا قول الله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } سورة الأحزاب [اية: 7] .
فيما يتعلق بأسماء الأنبياء العظماء، أشار العلماء إلى أنهم خمسة أنبياء فقط، وهم الأنبياء الذين تعرضوا للإيذاء والمعاناة من قبل شعوبهم، ولكنهم في الوقت نفسه أظهروا أعلى درجات الصبر والإصرار من أجل نشر الرسالة، ولذلك يستحقون أن يشار إليهم بأسماء أولي العزم، نظرا للأذى والتعذيب والمعاناة التي تحملوها من الكفار والمشركين في سبيل دين الله تعالى، وقد ذكر العلماء أسماء أولي العزم من الرسل على النحو التالي
صلوات الله وسلامه عليه، سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين .
-سيدنا إبراهيم – عليه السلام – .
-سيدنا عيسى – عليه السلام .
-سيدنا موسى – عليه السلام .
-سيدنا نوح – عليه السلام .
على الرغم من أن العلماء لم يتفقوا على ترتيب أولوية الرسل الذين لهم أولوية العزم، فإنهم اختلفوا في هذه النقطة ولم يحددوا ترتيبًا نهائيًا .