انشاء عن ضعف المظلومين
الشخص المظلوم هو شخص مكروب، دائمًا ما يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويدعوه لكي يستجيب الله له دعاءه وينصره على من ظلمه، فشرع الله سبحانه وتعالى دعوة الظالم على الشخص الذي ظلمه، ولكن بشرط أن تكون الدعوة على قدر هذا الظلم، وأوضح الإسلام أن المسلم لا يظلم أحد، لأنه يعلم جيدًا أن عقوبة الظلم قوية، وأنه لا يفلت أبدًا من عاقبة الظلم السيئة، ويعلم جيدًا أيضًا أن دعوة المظلومة مجابة عند الله سبحانه وتعالى، فعندما ينام الشخص الظالم يبقى المظلوم متألمًا يدعو الله لينصره ويسمعه الله.
ادعية المظلوم
يمكن للشخص المظلوم أن يدعو الله بالعديد من الأدعية المختلفة، والتي يأمل من خلالها أن يستجيب الله لدعائه، حيث يعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لدى الله سبحانه وتعالى، وأن الظلم يعاقب عليه، وأن نهاية الظالم مؤلمة، وكانت أعماله مؤلمة لمن ظلمه، ومن بين أدعية المظلوم:
أيها الرب، إني أحب العفو، لأنك تحب العفو. فإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب أو يرجع عن ظلمي أو يكف مكروهاته عني، وينتقل عن جرم عظيم أعتبرته علي، فأرجو أن تلق هذه الأمور في قلبه الآن وأن تتوجه به إلي وتعفو عنه، أيها الكريم. يا رب، إن كان في علمك غير ذلك من أمور يعتقد أنها تعتبر علي ظلما، فأنا أطلب منك، يا ناصر المظلوم والمبغض عليه، أن تجب دعوتي وتخذله في أمانه بأسلوب القائد العزيز القادر، وأن تصيبه بمفاجأة خلال غفلته، فأنت ملك منتصر. وأن تحرمه نعمته وسلطانه، وتظهر له من نعمتك التي لم يشهد لها بالشكر.
وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، وأخذله يا خاذل الفئات الباغية، اللهم أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركناً إلاّ وهنته، ولا سبباً إلاّ قطعته.
يا رب، أسألك أيها الناصر للمظلوم المبغض عليه أن تستجب لدعائي. خذه من مأمنه بقوة وسلطان، واصطده في غفلته بمفاجأة ملكية مظفرة، وسلبه نعمته وسلطانه، وأذله بنعمتك التي لم يشكرها. انزع عنه رداء عزك الذي لم يستحقه بالإحسان، وقهره أيها القاهر للأقوياء، وأهلكه أيها المهلك للعصور الفاسدة، وخذله أيها الخائن للفئات العدائية. اللهم، إن الظالم مهما بلغ سلطانه، فإنه لا يمكنه النجاة من قدرتك، فتعالى أنت الذي تدركه حيثما يكون، وتمكن عليه أينما يذهب. فمعين المظلوم أنت، وتوكل المبتلي عليك.
نسأل الله أن يجعل حياته معذبة وأن يجعل موته سريعًا، وأن يضعف قوته ويفرق كلمته، وينكسر عزمه ويقطع سبله.
ما هو الظلم
يُعرف الظلم بأنه وضع الشيء في غير موضعه، سواء بزيادته أو نقصانه، أو وضعه في مكان غير مناسب أو في وقت غير مناسب، كما يشمل التعدي علىحقوق الآخرين والتصرف في ممتلكاتهم دون حقٍ أو رضاٍ منهم، وتنوع أنواع الظلم وتشمل الظلم الظاهر والظلم الخفي والظلم القهري
الظلم الذي يتعلق بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويُعرَفُ باسم الشرك، هو أعظم أنواع الظلم، ويحدث هذا النوع في حالة عبادة الإنسان لغير الله سبحانه وتعالى.
يتمثل ظلم الإنسان لنفسه في ارتكابه للذنوب والمعاصي، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وتحتسب هذه الأفعال على العبد أمام الله سبحانه وتعالى.
يتم ظلم الإنسان لإخوانه عن طريق أخذ حقوقهم وأكل أموالهم، والقيام بالاعتداء على أعراضهم سواء بالغيبة أو السب والنميمة.
حكم الظلم وضعف المظلومين
حرم الله سبحانه وتعالى الظلم في الكتاب والسنة، حيث وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنص على تحريم الظلم بالإجماع، ومنها ” (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً”، وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم يستعيذ من الظلم، وجعل الاستعاذة وردًا يوميًا، كما أمر المسلمين جميعًا بالاستعاذة من الظلم عند خروجهم من بيتهم، وذلك دليل على خطورة الظلم، فرغم ضعف المظلومين وقلة حيلتهم إلا أن الله سبحانه وتعالى لم يغفل عنهم أبدًا، ويرد إليهم حقوقهم ولو بعد حين.