اثار البطالة النفسية

تشكل البطالة مشكلة اقتصادية واجتماعية خطيرة وشائعة بين الشباب في العديد من الدول، خاصة في الدول العربية، وليس لها تأثيرات سلبية فقط على القدرة على تلبية الاحتياجات الحياتية، ولكن لها تأثيرات نفسية خطيرة يمكن أن تكون أخطر من التأثيرات الظاهرة للبطالة .

تعريف البطالة

المقصود بالبطالة هي توفر القدرة العلمية والعملية والبدنية على العمل مع عدم توفر الوظائف التي يُمكن الالتحاق بها ، وبشكل اخر يُمكننا تعريف البطالة على أنها تزايد عدد الأفراد في مقابل توفير عدد قليل من فرص العمل ؛ وبالتالي ينتج عن ذلك عدم القدرة على الالتحاق بالعمل وبالتالي افتقاد القدرة على توفير المال مما يؤدي إلى التعرض إلى الفقر والجوع والمرض وغيرهم من النتائج السلبية المتعددة للبطالة .

البطالة والاثار النفسية

عدم القدرة على الحصول على فرصة عمل تؤدي إلى إصابة الإنسان بعدم القدرة على التكيف الاجتماعي والنفسي مع من حوله ، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يُعانون من البطالة يُصابون بحالات من عدم الاتزان النفسي ، ومن مظاهر ذلك أن كل شخص عاطل عن العمل دائمًا ما يكون حزين وناقم على المجتمع ولديه شعور بالعجز ، ومن أهم الآثار النفسية التي تتركها البطالة وخصوصًا في المجتمعات التي يوجد بها نسب مرتفعة من البطالة ، ما يلي :

الإصابة بالحزن الدائم والاكتئاب

إصابة الأشخاص العاطلين عن العمل بحالات الاكتئاب تعتبر واحدة من أهم وأكثر اضطرابات الصحة النفسية انتشارا. فعند مقارنتهم بالأشخاص العاملين في وظائف دائمة وثابتة يوميا، يزداد حالة الاكتئاب كلما طالت فترة البطالة. وكنتيجة لذلك، يحدث تأثير سلبي في بعض الأحيان على الصحة العضوية للإنسان، كما يصبح الشخص غير مرغوب فيه في المجتمع ويفضل العزلة والابتعاد عن الآخرين .

فقدان احترام الذات

العمل هو الذي يصنع كيان الإنسان ويُشعره بوجوده وتأثيره في المجتمع ، وبالتالي فإن انعدام القدرة على تحقيق الأهداف التي لا تتم بالطبع سوى من خلال العمل تجعل الإنسان يفقد الثقة بنفسه ويكون لديه شعور دائم أيضًا بعدم الرضا والعجز إلى جانب الضجر الدائم ويترتب على ذلك بالطبع الشعور بتدني وعدم احترام الذات .

توتر العلاقة بين الفرد ومجتمعه

يعتبر الحصول على فرصة عمل وسعي الفرد في تحقيق ذاته من خلالها من أهم أسباب تعزيز العلاقة والمحبة بين الفرد ومجتمعه. وبالتالي، فإن فقدان القدرة على الحصول على فرصة عمل وعدم قدرته على تلبية احتياجاته الأساسية يجعل الفرد يشعر بالغضب ضد المجتمع دون أن يشعر به. كما أن هناك آثار أخرى لهذه النقطة؛ حيث يمكن أن تؤدي البطالة إلى انتشار الجريمة والسرقة والنهب والقتل في المجتمع، دون أن يهتم الشخص البطال بالعواقب المترتبة على تلك الأعمال الإجرامية .

انعكاس الصحة النفسية على الصحة البدنية

التوتر والحزن والاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية التي تتركها البطالة تُلقي بدلوها على الصحة البدنية للإنسان خصوصًا أن الالام النفسية تؤدي إلى اضطراب الشهية وعدم القدرة على النوم الهادئ الصحي والعيش في حالة قلق وتوتر دائم وبالتالي الإصابة بأمراض الضغط والسكر وأمراض القلب وغيرها .

إذا كانت نتائج البطالة السابقة تشير إلى شيء، فإنها بالتأكيد تدل على ضرورة التصدي لهذه المشكلة بكل السبل الممكنة لإنقاذ الشباب من مصير مجهول ينتظرهم بسبب معاناتهم من البطالة لسنوات طويلة .