اسباب جفاف بحر ارال

لقد كان يعتبر بحر ارال ذات يوم رابع أكبر مسطح مائي في العالم ، ويقع بحر ارال في قلب آسيا الوسطى إلى الشرق من بحر قزوين ، ويحظى بحر ارال باهتمام كبير ، ولقد أصبح مصدر قلق متزايد للعلماء بسبب الانكماش الملحوظ في مساحته وحجمه الذي بدأ في النصف الثاني من القرن العشرين ، وذلك عندما كانت المنطقة جزءًا من الاتحاد السوفيتي واستمر ذلك حتى القرن الواحد والعشرين .

تسبب تحويل مياه نهر سير داريا، المعروف باسم نهر جاكسارتس القديم، لأغراض الري في الشمال والجنوب في جفاف بحر أرال، الذي كان يعد المصدر الرئيسي لتدفق المياه .

الأسباب الرئيسية لجفاف بحر ارال

تبخر مياه بحر ارال

شهد منسوب بحر الآرال انخفاضًا بطيئًا في الفترة الأولى من الجفاف، حيث انخفض مستوى المياه بمعدل 21 سم سنويًا، ثم انخفض المستوى بمعدل 57 سم سنويًا، ولاحقًا بدأ انخفاض المستوى يتسارع بشكل أسرع .

يمكن تفسير تسارع معدل فقد المياه من بحر ارال عن طريق التغذية المرتدة الإيجابية بين التبخر ودرجة حرارة سطح البحر ، لأنه عندما يفقد البحر الماء يصبح ضحل ، وذلك لأنه مع الإشعاع الشمسي الوارد إلى الماء ، ترتفع درجة حرارة الماء على السطح بشكل أسرع وهذا بدوره يقلل الرطوبة المحددة على السطح مما يزيد من معدل التبخر وبالتالي تبدأ مياه البحر في الجفاف .

هناك عامل آخر أدى إلى تسريع عملية التبخر وهو أن تملح البحيرة قد أدى إلى التقسيم الطبقي العمودي ، وتتميز الطبقة بالتغير السريع في درجة حرارة الماء ومستوى الملوحة في منطقة أفقية أو رأسية معينة ، وفي ظل هذه الحالة يكون سطح البحيرة بتركيز ملح أقل بكثير من قاع البحر وبالتالي ترتفع درجات الحرارة بشكل أسرع مما لو كان تركيز الملح موزعًا بالتساوي .

زيادة ملوحة الماء في بحر ارال

تعتبر زيادة درجة الملوحة في بحر آرال واحدة من الأسباب الرئيسية لجفافه. وتُحدَّد ملوحة الماء من خلال كتلة الأملاح الذائبة في الماء وحجم الماء. وعندما ينخفض مستوى سطح البحر بسبب فقدان المياه، تتدفق الأملاح إلى البحر وترتفع مستويات ملوحة البحر نتيجةً لذلك .

في العقد الأول، زادت الملوحة بنسبة 14٪، مما أدى إلى انخفاض حجم الصيد التجاري وارتفاع درجة الملوحة على السطح. ونتيجة للارتفاع الحاد في الملوحة، بدأت مياه البحر في الانكماش. عندما انخفضت مياه البحر، بدأت الفروق في الملوحة بين الحوض الشرقي والحوض الغربي في الزيادة. ومع زيادة نسبة الملوحة في الحوضين الشرقي والغربي، استطاع العلماء رصد الارتباطات بين الماء والملح، مما يعني أن زيادة الملوحة تعني فقدان الكثير من الماء .

التغيرات في درجة حرارة سطح البحر

تزايد جفاف بحر أرال عندما تتغير درجة حرارة سطح البحر. في فصل الصيف، نلاحظ زيادة في درجات حرارة الأرض، بينما في فصل الشتاء، تنخفض درجات الحرارة. هذا أمر متوقع بسبب انخفاض حجم البحر، مما يقلل من سعته الحرارية ويسمح له بالتسخين والتبريد بشكل أسرع من السابق. وبالتالي، بدأ بحر أرال يظهر طابعا مناخيا موسميا، حيث يتغير المناخ الموسمي بسبب تغير درجة حرارة البحر وتبريده. كما تميزت فترة الجفاف بانخفاض تغطية الجليد على سطح البحر، ويمكن تفسير ذلك بارتفاع تركيز الملح الذي يقلل من درجة تجمد الماء. وبالتالي، يجب أن تكون درجة الحرارة أقل حتى يتحول الماء إلى ثلج .

التصحر

شهدت منطقة بحر أرال تصحرا كبيرا خلال فترة الجفاف، ويتميز التصحر بتدهور الأراضي والموارد الطبيعية إلى درجة أنه لم يعد من الممكن استخدامها، وهناك عدة عوامل تؤثر على التصحر بما في ذلك انخفاض مستوى المياه الجوفية، ويصبح التوازن الهيدرولوجي للمنطقة مهددا عندما يتم قطع إمدادات المياه عن المنطقة، حيث أن المياه التي تغادر المنطقة أكثر من المياه القادمة، وقد ساهمت فترات المياه المنخفضة المتكررة في نقص الموارد اللازمة للنباتات، وساهم انخفاض منسوب المياه الجوفية في تراكم الملح على السطح، وترافق زيادة محتوى الملح في وقت لاحق مع تغير في الغطاء النباتي، وذلك لأن النباتات بدأت في التلاشي نتيجة لزيادة ملوحة البحر، وتم تخفيض الغطاء النباتي في المنطقة بنسبة 40٪ على الأقل .

زيادة تملح التربة

تعد زيادة تملح الأراضي من أخطر عواقب أزمة بحر آرال، حيث أن انخفاض مستوى المياه الجوفية يؤدي إلى تراكم الملح في التربة مما يؤدي إلى ترسب الملح في ملامح التربة، ويمنع نمو أي شيء في تلك المناطق. كما تؤدي هذه العملية إلى تسريع عملية التصحر، حيث ترافق مع انخفاض حاد في مستوى المياه الجوفية وتجفيف التربة السطحية، وهذا يؤدي في النهاية إلى تآكل التربة وهو أحد الأسباب الرئيسية للاستخدام الواسع للأسمدة. ومن ناحية أخرى، تؤدي ممارسات التسميد المسيئة هذه إلى زيادة تدهور التربة وخلق تلوث داخل بحر آرال من خلال تداول المياه الجوفية والهواء من خلال العواصف الترابية .