اهمية الايمان في حياة الانسان
عندما يستقر الإيمان في القلب ويسيطر على النفس والروح، يتقدم الإنسان إلى مستويات النور والعلم. فيصعد من ظلمات الكفر والجهل إلى حياة مشرقة مليئة بنور المعرفة وسكينة الروح التي تطمئن بوجود ربها. والإيمان هو توحيد الله تعالى في كل شيء، سواء كان ذلك في ربوبيته أو صفاته أو أسمائه. والله يقول عز وجل `فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما`. والإيمان يترافق دائما مع الأعمال الصالحة. ولذلك، يلعب الإيمان دورا هاما في ضمان الصحة النفسية ويتضمن عدة أركان رئيسية لاستكماله وأن يكون هاديا مضيئا للنفس.
أركان الإيمان
الإيمان يتكون من القول باللسان، والإيمان بالقلب والجوارح، وتنفيذ الأوامر الإلهية. تشمل أركان الإيمان الرئيسية الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر الذي يحمل الخير والشر. وفي كتاب الله العزيز قال: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.” وقال أيضا “ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر هو أن يؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين.
أهمية الإيمان في حياة الإنسان
يحمل الإيمان آثارًا كبيرة على حياة المسلم، ومن بينهذه الآثار الطيبة التي تتمتع بأهمية كبيرة في استقرار النفوس ما يلي:
الوصول إلى مرحلة السكينة والاطمئنان والحياة السعيدة الطيبة ؛ حيث يقول المولى عزّ وجل “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”
الوصول إلى هداية النفس وزيادة التوفيق ، وقد قال الله تعالى “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى”
العيش في سلام وأمان وتحقيق الخلافة والسيطرة على الأرض، وقال الله تعالى في ذلك: “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات أن يخلفهم في الأرض كما خلف من قبلهم ويمكنهم دينهم الذي اختاره لهم ويبدلنهم من بعد خوفهم أمناۚ يعبدونني لا يشركون بي أحداۚ ومن تكفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون
يعصم الإيمان صاحبه من الفتن ؛ فيكون مصدرًا لحسن ثباته وصدقه وعدم انهياره ، ومما ذُكر عن الإيمان قوله تعالى “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”
الإيمان يدفع صاحبه للتقوى والرغبة في زيادة الأعمال الصالحة، ومن ثم الابتعاد عن الآثام والذنوب. يقول الله تعالى في القرآن الكريم عن المؤمنين: `والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم
يمنح الإيمان القوة والعزة، حيث ينصر الله المؤمنين ويرفع من شأنهم، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: `والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرًا عظيمًا`
تتنقى النفوس والقلوب بالإيمان الذي يحرص على حماية الدم والمال والعرض، وهذا ما يجعل الإنسان متزنًا من الناحية النفسية والعقلية
الإيمان يمكن أن يكون سببًا للتحسن في النفوس والمجتمعات؛ حيث يعتبر الإيمان وعيًا بمراقبة الله تعالى في كل الأوقات، مما يدفع الناس إلى السعي المستمر لفعل الخيرات والابتعاد عن الشرور والمنكرات
يؤدي الإيمان إلى الفوز العظيم بجنات النعيم ؛ حيث يقول الله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ”.